مرافعة نارية للنيابة بالإسكندرية فى قضية قتل شاب بسبب الثأر.. فيديو
قدمت النيابة العامة، ممثلًا عنها المستشار محمد عبد الوهاب وكيل النائب العام لنيابة ثان العامرية، مرافعة نارية كاشفًا تفاصيل مأساوية لواقعة ثأر خاطئ راح ضحيتها شاب بريء لا صلة له بالجناة، ولا علاقة له بالخصومة، سوى أنه كان ضحية كذبة مدفوعة بالطمع.
وأكد وكيل النيابة، أن المتهمين، وهما عامل وابن عمه يسعيان للانتقام لمقتل والد الأول وعم الثانى انصاعا لرواية أحد الطامعين الذى أوهمهما بأنه يعرف قاتل أبيهما، فدلّهم – كذبًا – على شاب عابر سبيل لا يعرفهم، ولا يعرف من قُتل، ولا يربطه بالقضية أى رابط.
وقال: "نقف اليوم أمام واحدة من أفظعِ جرائمِ القتل، تروى فصولها الكراهيةُ والعنف، وتكشف عن مأساةٍ إنسانية تذهبُ أبعد من مجرد فعل القتل، بل تحملُ فى طياتِها خداعًا فغدرًا فتسترًا، وتثبت كيف يمكن للغضبِ أن يفسدَ الأرواح ويهدمَ الأنفس، حيث تولَّى الأول بسلاحِه إلى الثالث طالبًا منه حسنَ إعداده للواقعة فأحسن الإعداد، فناوله إياه ليتم جريمته، تربص الأولُ بضحيتِنا قرابة النصف عام وازداد شهرًا يراقب تحركاتَه وسعيه بأرضِ الله، يشاهده حين يغدو إلى عملِه وحين يعود، وقبل توشحِ سماءنا بالسواد بأسبوع، تربص المتهم الأول بالمجنى عليه بطريقٍ إعتاد ارتياده حاملًا سلاحه منتظرًا قدومه، ففوجئ بإنه يقودُ سيارة على غير المعتاد فنكل عن تنفيذِ ما أمرتُه به نفسٌه، أراد الله أن يمهلَ المتهم فرصةً أخرى للعدولِ عن جرمِه، فهو الحليمُ ومن سواه، فأصر المتهمُ فى ضلالِه وأعاد الترتيب لما خطط فنسج المساء بالصباح يعكفُ على تنفيذِ ما أملاه عليه شيطانُه.. ظل يترقب، يصبر، ويتحين الفرصة ليسكت صوت ضحيتنا للأبد، أعد العدةَ تارة أخرى وأحضر السلاح، وتواصل بالثانى يبشره، ها نحن قد وجدنا ضالتنا فثالثنا أحسن الإرشاد، وهو بحقيقةِ الأمر من المضللين، حضر الثانى وحط برحالِه بجانب الأول، جالبًا رفقةَ أحقادِه سلاحُه ليشد من أزرِ الأول يتسابقون فيما بينهم من منا أشد بئسًا وقسوة، من منا سيفتك بروحٍ بريئةٍ لشابٍ لم يكن يعلم أن القدر سيلقى به فى طريق قاتلين لا يعرفان للرحمةِ دربًا.وبالصباحِ الباكر، وبيومٍ ممطر قارص البرودة، استيقظ المجنى عليه طالبًا الرزق، متوجهًا لعملِه، ولا يعلم بأن القدر قد وضعه بمرمى انتقامٍ أعمى، أمتطى سيارةً بيضاء ملكًا لأحد أقاربِه ذاهبًا لعملِه ولا يعلم بأن هناك من يتربص به، وبمشهدٍ آخر يتحرك المتهمان كمن أغشى على بصيرتهما، يتسللا إلى مكانِ الواقعة يتربصا رفقة أسلحتهِما ينتظرا وصول ضحيتهِما، وما أن بلغ المجنى عليه سبيله هدئ من سرعِة السيارة قيادته خوفًا من تضررِها من غورٍ مُلأ بمياه الأمطار، سارع المتهمان بالانقضاضِ عليه فأشهر الأول بيسارِه سلاحًا بوجهه أحسن الثالث إعداده ليطلق عيارًا ناريًا من مسافةٍ أقل من المتر فتلقاها المجنى عليه برأسِه ففتكت به، ولم يكتفى الأول بذلك فأمر سلاحُه أن يطلقَ العيار الثانى فأبى وكان من الرافضين، وأطلق الثانى عيارًا ناريًا صوب المجنى عليه ليتيقن إصابةَ الهدف فخاب هدفه واستقرت ببدن السيارة، أمام أعينِ زملاءِ المجنى عليه وما أن أرداه قتيلًا تركاه غارقًا بدمائِه ولاذا بالفرار فرحين ظنًا منهما أنهما ثأروا لدماءِ والدهِما.
وأضاف: لقد نفذ المتهمان جريمتهما البشعة بحق المجنى عليه، بعد أن ضلا طريق العدالة، وضللهما المتهمُ الثالث بإرشادِهما كذبًا على شخصِ المجنى عليه وإنه مبتغاهما، على الرغمِ من علمِه بأنه فى ذلك يعرض حياة المتوفى إلى رحمةِ مولاه للخطر، فلم يكترث سوى للمال، مبلغٌ مالى زهيد وهن حياة آخر برئٌ أمامه، ولكن جريمتهم لم ترسو بمحطتها الأخيرة بعد فتوالت الجرائم التى تشيرُ إلى حجمِ الفساد فى نفوس المجرمين.
حالما أتم المتهمان جريمتهما، تركا خلفهما دماء ضحيتنا، وتوجها للقاهرة ليختبئا فى ظلالِ الأمان الزائف، فتوجها للمتهم الرابع الذى ما أن استنجدا به طالبين أيوائهما فلبى طلبهما على الرغمِ من معرفتِه بجرمِها، دون أى اكتراث لدماءٍ أُهدرت، فوفر لهم الملاذ الآمن وأخفى أسلحةَ جريمتهما واختار أن يكونَ جزءً من هذه الجريمة، ظنًا منه بأنهما قد أحسنا لها الإعداد وأن دماء ضحيتنا ستضيع هدرًا، الا أن أبى المنتقم الجبار فتنام أعينهم ودماءُ القتيل منتبهة تدعو عليهم وعين الله لم تنم، فوقع جميعهم بقبضةِ عدلكم لتقيموا بهم قصاصكم العادل.
وأشار: يضيقُ صدرى حينما أذكر ما وُرِدَ بالتقرير الفنى من إصاباتٍ وما أبصرته النيابةُ بمناظرتها كان مستقرها شابٌ بمقتبل عمرهِ يسعى على قوتِ يومِه تربص له شرورُ المتهمين للفتك به دون أن يمس أيًا منهما، فها هى نارٌ تلتهمُ صدورَ الأول والثانى ويبتغوا سبل الشيطان لإطفائِها سبيلًا وها هو الثالث يرشدهما كذبًا عن مجنى عليه ليس له ذنب بثأرهِما نظير ثمنٍ بخس ليكون لمبتغاهِما بديلًا، وها هو رابعهُما يلملمُ آثارهما ويخبأ أسلحتهما ويكون لهما ملاذً وإيواءً عن العيون بعيدًا، فأبى ربى ذو العزة أن يضيع دمَ ضحيتِنا ووضع أمام عدلكم أدلةَ جرمِهم فدعونا نوالى سردها ليطمئن بوجدانِ عدلِكم أن القصاص من المتهمين هو، ضحيتنا، قد نال الشهادة فقد قُتل غدرًا حال مروره بسبيلِ رزقِه، فاضت روحُه إلى السماء بفعل أُناسٍ أتخذوا الشيطان حليفًا فلا يعرفون دربًا للرحمة، قُتل غدرًا دون ذنبٍ أو أثم. شرٌ حُمل بصدورِ المتهمين ألهبه ثالثهما فصبوه صبا على شهيدنا، فأبى ربى أن يؤخرَ حسابهما ليومٍ تشخص فيه الأبصار، وسخر من الأدلة ما تروى فعلهما. ليضعهما الله أمام عدلكم لتطبقوا فيهما القصاص وتطوقوا الناس بين حكمكم العادل وضميركم النابض.
السيد الرئيس، أعضاءُ الهيئةِ الموقرة بقدر ما أنا مؤمن بإننى أؤدى واجبى المقدس حينما أطلب من سيادتكم توقيع أقصى عقوبة على المتهمين، فأننى وبذات القدر مؤمنٌ بعدلكم الذى يُظمِأ الظلم الذى نبت فى العالم حتى تذهب نداوته وييبس، أطالب عدلكم بألا تأخذكم بالمتهمين شفقةً أو رحمة فمثل تلك الوقائع وأمثالها قد كثرت فى مجتمعنا عاينتها أناسٌ شتى ونصتت أذانهم لها فلحكمكم الرادع شأنه ليرد كل من تحدثُ نفسه ويسولُ شياطنه بأن يقدم على مثلِها، وليضمدُ جراحَ ذوى المتوفى إلى رحمةِ مولاه ويشفى ما فى صدورهم، أننى لأطالب سيادتكم بتوقيع عقوبة الإعدام شنقًا على المتهم الأول والثانى والثالث والحبس للأخير، جزاءًا لما أقترفته أيادٌ دنست الإنسانية ووأدت رحمتها والنيابة العامة تحتفظ بحق التعقيب على المتهمين ومدافعيهِم.
تعود أحداث القضية المقيدة برقم 699 لسنة 2025 جنايات قسم شرطة العامرية ثان عندما تلقت الأجهزة الأمنية بمديرية أمن الإسكندرية إخطارا من ضباط قسم شرطة العامرية ثان يفيد بقيام المتهمان الاول والثانى بقتل المجنى عليه واشتراك المتهمين الثالث والرابع فى قتله بدائرة القسم.
تبين من التحقيقات، إلى قيام المتهمان " ش.م.م" عامل و" ي.ا.م" عامل مقيمان بمحافظة أسيوط، قتلا المجنى عليه " ا.ال.ح" على اثر خلافات نارية سابقة بينهم وبين المدعو " ع.م.ع"، ونظرا لجهلهما بشخصه ومواصفاته لجأ كلاهما للمتهم الثالث " " والذى اوهمهما بمعرفته شخصه ومحل تواجده وتوجه رفقتهما بمنطقة الناصرية وارشدهما على شخص المجنى عليه " " مرارا وتكرارا راصدين حركته وخطوط سيره حتى وفر فى يقينهما شخصه ومواصفاته تحت مظله الزعم الواهى من المتهم الثالث وتحصل فى مقابل ذلك منهما على مبالغ ماليه، وقبل الواقعة بيوم تقابل مع المتهمين الأول والثانى وجهزوا سلاحين ناريين طبنجة وفرد خرطوش وذخراهما بأعيرة، وصار الاتفاق فيما بينهما على تنفيذ مخططهم الإثم على إزهاق روح المجنى عليه فتوجها إلى مقربة من الشركة التى يعمل بها المجنى عليه، وما أن ظفرا به بداخل سيارة قيادته وعلى مقربه اشهر المتهم الأول سلاحه النارى طبنجة وأطلق نحوه عيارا ناريا استقر برأسه نجم عنه وفاة المجنى عليه، وحال قيام المتهم الثانى بإطلاق عيار نارى خرطوش تجاه السيارة قاصدين من ذلك إزهاق روح المجنى عليه، وفروا هاربين متوجهيين إلى المتهم الرابع " ع.م.ع"، فاواهما بمسكنه وساعدهما فى إخفاء السلاحين المستخدمين فى الواقعة، ونفاذا لأمر النيابة بضبط وإحضار المتهمين وتم ضبطهما والأسلحة المستخدمة، وتحرر محضر بالواقعة وتولت النيابة التحقيق التى قررت إحالتهم إلى محكمة جنايات الإسكندرية، برئاسة المستشار عبد المنعم حسن الشناوى رئيس المحكمة، وبعضوية كل من المستشار أحمد حسين مدين، والمستشار أحمد محمد مدكور، ومحمد عبد الوهاب وكيل النائب العام، وسكرتير المحكمة فايز بيومى القطعانى، قررت إحالة أوراق كل من " ش.م.م" و" ا.ي.م"و " ع.ف.ع" إلى مفتى الديار المصرية لإبداء الرأى الشرعى مع استمرار حبسهم والمتهم الرابع " ح.ا.ح" لجلسة دور الانعقاد القادم للنطق بالحكم.
0 تعليق