رغم أن عمره لم يتجاوز الثالثة عشر، لكنه خطف أنظار الجميع بصوته العذب وأدائه المتقن في تلاوة القرآن الكريم والإنشاد الديني، ليصبح حديث أهالي قرية الرحمانية بمركز ميت غمر بمحافظة الدقهلية، ونموذجًا مشرفًا للموهبة المبكرة المرتبطة بحب كتاب الله و فن الإنشاد الدينى.

هو القارئ الصغير"جودة محمود جودة" طالبا بالصف الثانى الإعدادى الأزهرى، المقيم بقرية الرحمانية مركز ميت غمر،بدأت موهبته وهو في الرابعة من عمره، حين لاحظ والداه تعلقه بسماع القرآن الكريم من القراء الكبار، بمجرد التحاقه بالكتّاب  برز صوته المميز وقدرته على الحفظ بسرعة مذهلة، حتى أتم حفظ القران كاملا فى الحادية عشر من عمره، وأصبح أهالى قريته يلقبونه بـ القارئ الصغير لعذوبة وجمال صوته.

ولم تقتصر موهبة "جودة" على التلاوة فحسب، بل امتدت إلى فنون الابتهال والإنشاد الديني، حيث يؤدي البوردة والأناشيد القديمة بروحٍ وإحساس يفوق عمره بكثير، وسط إشادات من الشيوخ والمعلمين وكل من استمع إليه، فهو يمتلك خامة صوت نادرة، وقدرة على المقامات الصوتية تحتاج إلى رعاية خاصة.

ويحلم "جودة" بأن يصبح طبيبا وقارئًا مشهورًا، فهو يسير على درب العمالقة الكبار فى مدرسة التلاوة المصرية، ويتخذ من المشايخ محمود خليل الحصرى، محمود البنا، وفى المدرسة الحديثة من المشايخ عبد الفتاح الطاروطى ومحمود صابر، ومحمود الشحات أنور، مثلا أعلى له فى التلاوة ويعطف على سماعهم باستمرار فهو يأخذ من كل بستان وردة.

وفي زمن تكثر فيه التحديات أمام النشء الصغير يثبت " جودة" أن صوت القرآن والإنشاد لا يزالا قادرين على غرس الجمال والروحانية في قلوب الصغار، إذا ما وُجدت الرعاية والتشجيع.