ندوة إعلامية بمجمع إعلام الدقهلية بعنوان الوعى الدينى فى عصر المعلومات المفتوحة
نظم مجمع إعلام الدقهلية التابع للهيئة العامة للاستعلامات ندوة توعوية بعنوان "الوعي الديني في عصر المعلومات المفتوحة"، وذلك ضمن فعاليات مبادرة "بداية"، برعاية الدكتور ضياء رشوان، رئيس الهيئة العامة للاستعلامات، والدكتور أحمد يحيى، رئيس قطاع الإعلام الداخلي، وبالتعاون مع شركة مياه الشرب والصرف الصحي بالدقهلية برئاسة مهندس خالد نصر.
استهدفت الندوة تعزيز المفاهيم الصحيحة للوعي الديني في ظل الانفتاح الكبير على المعلومات عبر الوسائط الرقمية، وتناول التأثيرات المتعددة لذلك على وعي الأفراد وسلوكهم في مختلف مناحي الحياة.
وتحدثت الدكتورة مايسة المنشاوي، مدير مركز الإعلام، خلال كلمتها عن الدور المحوري الذي تقوم به الهيئة العامة للاستعلامات، لا سيما من خلال قطاع الإعلام الداخلي والمجمعات الإعلامية المنتشرة بمحافظات الجمهورية، وأكدت أن هذه المجمعات تعمل كمنصات توعية تستجيب لتحديات العصر، خاصة في ظل ما يشهده العالم من تطور رقمي هائل يسهل تداول المعلومات دون رقابة أو تحقق.
وأشارت إلى أهمية ترسيخ الوعي الديني المبني على الفهم الصحيح للنصوص بعيدًا عن التأويلات المغلوطة التي قد تنتشر عبر الإنترنت، مؤكدة أن التكنولوجيا رغم فوائدها، قد تسهم في ترويج معلومات مضللة ما لم يُحسن استخدامها.
من جانبه، تناول فضيلة الشيخ سامي حسين عجوز، مدير عام الوعظ بالأزهر الشريف، مفهوم الوعي بمستوياته المختلفة: الديني، والسياسي، والاقتصادي، والاجتماعي، مشددًا على أن الوعي الديني يشكّل قاعدة أساسية في بناء الفرد والمجتمع، ويتقاطع مع كل هذه الأبعاد. واستعرض فضيلته نماذج قرآنية تبين كيف يؤثر الوعي على السلوك والتفكير واتخاذ القرار، داعيًا إلى العودة للمصادر الموثوقة في طلب العلم والمعرفة.
كما أشار فضيلته إلى التحديات المعاصرة التي تواجه المسلم في عصر المعلومات المفتوحة، ومنها سهولة الوصول إلى المحتوى الديني غير الموثق، والانجراف وراء فتاوى وأفكار متطرفة أو مشوشة تنتشر عبر منصات التواصل. وأكد على أهمية تعزيز الفلترة العقلية والتسلّح بالعلم الشرعي الصحيح لمواجهة هذه التيارات الفكرية المتعددة.
وتطرّق أيضًا إلى الدور التربوي للأسرة، معتبرًا إياها خط الدفاع الأول في غرس القيم وتشكيل وعي النشء، ومشيرًا إلى أن القرآن الكريم قدّم نموذجًا راقيًا للعلاقات التربوية والوجدانية بين الآباء والأبناء، كما في قصة سيدنا لقمان وابنه، التي ترسّخ أسس التربية بالحكمة والموعظة الحسنة. وأكد أن فن التربية اليوم بات يتطلب وعيًا جديدًا في ظل ما يتعرض له الأبناء من مؤثرات خارجية رقمية ومجتمعية، تستوجب تواصلاً مستمرًا ومراقبة إيجابية تدمج بين الحب والانضباط.
شهد اللقاء حضورًا فعّالًا من قيادات شركة مياه الشرب والصرف الصحي بالدقهلية، وعلى رأسهم المهندس ناجي شكر، رئيس قطاع الأمن، والمهندس ماجد عرفة، عضو مجلس الإدارة ورئيس قطاع الكهرباء، بالإضافة إلى عدد كبير من العاملين بالشركة، وإشراف الدسوقي عبدالله مدير عام إعلام شرق الدلتا.
وتأتى هذه الندوة ضمن سلسلة من اللقاءات التوعوية التي ينفذها المجمع بالتعاون مع الجهات المختلفة، انطلاقًا من دور الإعلام في دعم التنمية المستدامة وتعزيز قيم الانتماء والتماسك المجتمعي.
0 تعليق