قلعة العريش تنهض من جديد.. مشروع لتحويلها لمنارة ثقافية وسياحية.. صور

اخبار 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

قلعة العريش تنهض من جديد.. مشروع لتحويلها لمنارة ثقافية وسياحية.. صور

عادت قلعة العريش لتتصدر المشهد الثقافي والتاريخي مجددًا، بعد سنوات من النسيان، حيث انطلقت  بجهود متطوعين المرحلة الأولى من مشروع "إعادة إحياء قلعة العريش" كواحدة من أبرز المبادرات الوطنية التي تستهدف إعادة الاعتبار لهذا المعلم الأثري الفريد في قلب مدينة العريش بمحافظة شمال سيناء.

فالقلعة، التي كانت يومًا ما مركزًا لإدارة شؤون المدينة، لم يتبقَ منها اليوم سوى بعض الأسوار وأجزاء من الجدران والبوابات، لكنها ما تزال تحتفظ بروحها التاريخية، وهو ما دفع المهتمين من المتطوعين والفنانين والمثقفين إلى الدعوة لإنقاذها، وإعادتها إلى الواجهة كمَعلم أثري وسياحي بارز يستحق الرعاية والاهتمام.

وفي هذا الإطار، أعلنت وزارة الشباب والرياضة – من خلال الإدارة المركزية لتنمية الشباب، وبالتعاون مع مؤسسة "شباب المتوسط"، ومديرية الشباب والرياضة بشمال سيناء، ووزارة السياحة والآثار ممثلة في المجلس الأعلى للآثار (قطاع الآثار الإسلامية والقبطية واليهودية)، ومحافظة شمال سيناء – عن إطلاق المرحلة الأولى من مشروع إعادة إحياء القلعة، بهدف تحويلها إلى مركز ثقافي وسياحي ينبض بالحياة من خلال الفنون والموسيقى والتراث.

ويهدف المشروع إلى تمكين شباب وشابات شمال سيناء من التفاعل المباشر مع تراثهم المحلي، والمساهمة في صونه وإبرازه، من خلال سلسلة من الأنشطة التطوعية والثقافية التي تعزز الوعي والانتماء، وتفتح آفاقًا جديدة أمام التنمية المستدامة القائمة على التراث.

ينفذ المشروع على مرحلتين: الأولى تشمل أعمال التنظيف وتأهيل القلعة بشكل أولي، إلى جانب تنظيم ورش عمل تفاعلية تهدف إلى تعزيز قدرات الشباب وإشراكهم فعليًا في جهود الحفاظ على التراث، بينما تشمل المرحلة الثانية أعمال التأهيل المعماري والفني للقلعة، وتنظيم فعاليات ثقافية وفنية وموسيقية داخل الموقع التاريخي نفسه.

وتحت رعاية الدكتور أشرف صبحي، وزير الشباب والرياضة، واللواء الدكتور خالد مجاور، محافظ شمال سيناء، يشرف على تنفيذ المبادرة كل من الدكتور علاء الدسوقي، وكيل الوزارة ورئيس الإدارة المركزية لتنمية الشباب، وبتوجيهات إيهاب حسن عبد الوهاب، وكيل وزارة الشباب والرياضة بشمال سيناء.

ويأتي المشروع في إطار تكاملي بين مؤسسات الدولة والمجتمع المدني، بما يضمن استدامة العمل، وتعزيز مفهوم المشاركة المجتمعية في حماية الموروث الحضاري. وقد انطلقت أعمال المرحلة الأولى بالفعل من خلال عمليات تنظيف شاملة داخل محيط القلعة، شملت إزالة الأعشاب الضارة والمخلفات المتراكمة على مدار سنوات.

وشهدت القلعة زيارات ميدانية مهمة كان من أبرزها زيارة وفود الملتقى الثقافي العشرين للفتاة والمرأة بالمحافظات الحدودية، وذلك ضمن فعاليات مشروع "أهل مصر" الذي تنظمه الهيئة العامة لقصور الثقافة، تحت رعاية وزير الثقافة الدكتور أحمد فؤاد هنو، في تأكيد واضح على الأهمية الوطنية للموقع وضرورة إعادة دمجه في المشهد الثقافي المصري.

وقدمت سعاد محمود حسن، كبير مفتشي الآثار، خلال إحدى هذه الزيارات، شرحًا تفصيليًا عن القلعة وتاريخها الممتد إلى عام 1560م (968هـ)، مشيرة إلى أنها شُيدت باستخدام الحجر الرسوبي والرمل الصلب المستخرج من جنوب العريش، على أنقاض قلعة مصرية قديمة. وتبلغ مساحة القلعة نحو 8558 مترًا مربعًا، وتضم ستة أبراج وغرفًا للحراسة والأمير، بالإضافة إلى خزانات مياه ومحكمة.

وأوضحت "حسن" أن القلعة استخدمت كمقر للحامية العثمانية، ولحماية القوافل والمسافرين والحجاج من هجمات عربان البادية، مشيرة إلى أن موقعها الاستراتيجي جعلها هدفًا للقصف في العديد من الحروب، بدءًا من الحرب العالمية الأولى، ومرورًا بالحرب العالمية الثانية، وعدوان 1956، وحرب 1967، مما أدى إلى تدمير أجزاء كبيرة منها.

بحسب البيانات الرسمية لمحافظة شمال سيناء، تقع قلعة العريش على هضبة جنوب غرب المدينة، وقد بُنيت على أنقاض قلعة فرعونية قديمة. ويعود الفضل في إعادة بنائها إلى السلطان العثماني سليمان القانوني عام 1560م. وتخضع القلعة حاليًا لأعمال كشف وتنقيب بغرض تحويلها إلى مزار سياحي بارز على خريطة السياحة الثقافية.

وما يزيد من أهمية القلعة التاريخية، هو موقعها المجاور لسوق الخميس، أحد أقدم الأسواق في مدينة العريش وشمال سيناء عمومًا، والذي لا يزال يحتفظ برونقه الشعبي، ويزخر بكافة أنواع المنتجات، من الخضروات والفاكهة إلى الصناعات الحرفية البيئية مثل الأكلمة والأصواف والأثواب السيناوية التي تعبر عن التراث المحلي الأصيل.

يمثل مشروع "إحياء قلعة العريش" نقلة نوعية في الجهود التنموية التي تستهدف دمج التراث في مسارات التنمية المحلية، وهو ما يتماشى مع توجه الدولة نحو تعظيم الاستفادة من المواقع الأثرية غير المستغلة، وتحويلها إلى مراكز جذب سياحي وثقافي.

وتسهم هذه المبادرات في دعم رؤية الدولة لإحياء الذاكرة التاريخية لسيناء، وتعزيز الهوية الوطنية لدى الأجيال الشابة، كما تفتح المجال أمام فرص عمل ومشاريع شبابية قائمة على الفنون والتراث، ما ينعكس إيجابًا على حياة المجتمع المحلي وبيئته الاقتصادية والثقافية.

وفي ظل الدعم الوزاري والمحلي المتزايد، يتطلع أبناء العريش إلى اكتمال المشروع في مرحلتيه، ليعود هذا المعلم التاريخي للحياة مجددًا، ويصبح منارة ثقافية تعكس غنى وعمق حضارة سيناء، وتؤكد على قدرة أبنائها في صون تراثهم، وتحويله إلى أداة للنهوض والتنمية.

اطلال قلعة العريش
اطلال قلعة العريش

 

التخلص من المخلفات بالقلعة
التخلص من المخلفات بالقلعة

 

الشباب خلال التنظيف
الشباب خلال التنظيف

 

انطلاق الحملات
انطلاق الحملات

 

بقايا قلعة العريش
بقايا قلعة العريش

 

تفقد بقايا القلعة
تفقد بقايا القلعة

 

جانب من القلعة من داخل اسوارها
جانب من القلعة من داخل اسوارها

 

جانب من اعمال التظيف
جانب من اعمال التظيف

 

جانب من الاعمال التطوعية
جانب من الاعمال التطوعية

 

جهود الحفاظ علي القلعة
جهود الحفاظ علي القلعة

 

مثقفون وفنانون يزورون القلعة
مثقفون وفنانون يزورون القلعة

 

من بقايا القلعة
من بقايا القلعة

 

من جوانب القلعة_1
من جوانب القلعة_1

 

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق