قام اللواء دكتور عبد الفتاح سراج محافظ سوهاج، اليوم، بجولة ميدانية تفقد خلالها أعمال توريد الأقماح بصومعة شركة مطاحن مصر العليا بأولاد نصير مركز سوهاج، كما تفقد حصاد محصول القمح بقرية بنى زار التابعة لمركز سوهاج، جاء ذلك بحضور اللواء أحمد السايس السكرتير العام المساعد، والدكتور سامح التونى وكيل وزارة التموين، وفريدة سلام رئيس مركز ومدينة سوهاج، ومسئولى شركة مطاحن مصر العليا بسوهاج.

واستهل المحافظ الجولة بتفقد صومعة سوهاج أولاد نصير، حيث تفقد معمل الفرز وتنقية القمح والذى يشرف عليه لجنة مشكلة من التموين والزراعة والهيئة العامة لسلامة الغذاء، واستمع إلى شرح مفصل عن أعمال أخذ العينات، وتحديد درجات نقاء القمح، كما تفقد أعمال تفريغ القمح بالصوامع، موجها باتخاذ جميع الإجراءات اللازمة للتيسير على الموردين.

ثم قام "سراج" بتفقد أعمال حصاد محصول القمح من داخل قرية "بنى زار" بمركز سوهاج، وسط حالة من الفرحة بين المزارعين، مؤكدا على تقديم كافة أوجه الدعم الفنى والإرشادى للمزارعين، وتيسير عملية توريد الأقماح بالتنسيق والتعاون بين جميع الجهات المعنية بهدف توريد أكبر كميات ممكنة إلى شون وصوامع المحافظة، مما يسهم فى خفض فاتورة الاستيراد لهذه السلعة الاستراتيجية.

وأكد محافظ سوهاج، أن محصول القمح مبشر هذا العام، حيث بلغت إجمالى المساحة المنزرعة 192 ألف فدان قمح موزعة على مراكز المحافظة المختلفة، لافتا إلى توريد ما يقرب من 170 ألف طن العام الماضى، ونأمل زيادة الكميات الموردة هذا العام، مشيرا إلى زيادة القيمة المالية للأردب هذا العام مقارنة بالعام الماضى بحسب درجة النقاء، حيث تصل قيمة الأردب درجة نقاء 23.5 إلى 2200 جنيه.

وأوضح المحافظ، أنه تم تجهيز جميع المواقع التخزينية والصوامع والشون، والتى تصل إلى 17 موقع تخزينى لاستقبال الأقماح، وتم تخصيص 3 إلى 4 خلايا لاستقبال الاقماح المستوردة، مشيرا إلى زيادة السعة التخزينية لصوامع غرب طهطا من 60 ألف طن إلى 90 ألف طن، لافتا إلى تشكيل غرفة عمليات رئيسية داخل مديرية التموين طوال فترة موسم التوريد على تنسيق دائم بغرفة العمليات بوزارة التموين، وهناك توجيهات واضحة بتذليل أية معوقات خاصة باستلام الأقماح من المزارعين، وسرعة سداد المستحقات المالية للموردين فى مدة لا تتجاوز 48 ساعة، مشددا على إحكام الرقابة على حركة تداول ونقل القمح، ومنع تسريب أى كميات خارج المحافظة.فى سياق متصل، عُقدت اليوم بمحافظة سوهاج 60 ندوة علمية موسّعة تحت عنوان: "منهج الإسلام فى العناية بالشباب"، وذلك ضمن فعاليات المنبر الثابت المشترك بين الأزهر الشريف ووزارة الأوقاف، والتى تهدف إلى تعزيز الوعى الدينى، وتحصين الشباب من الأفكار الهدّامة، وبناء جيل واعٍ بقيم دينه ووطنه.

وأكد الدكتور محمد أبو سعدة، وكيل وزارة الأوقاف بسوهاج، أن هذه الندوات تأتى فى وقت تحتاج فيه الأمة إلى تضافر الجهود من أجل حماية الشباب، باعتبارهم عماد الأمة وعدّة مستقبلها.
وقال: "لقد أولى الإسلام الشباب عناية عظيمة، وظهر ذلك جليًا فى توجيهات القرآن الكريم وسنة النبى المصطفى صلى الله عليه وسلم، حيث خاطبهم الله تعالى بقوله: {إِنَّهُمْ فِتْيَةٌ آمَنُوا بِرَبِّهِمْ وَزِدْنَاهُمْ هُدًى}، ومدح عزيمتهم وثباتهم، وجعلهم قدوة لغيرهم."

وأضاف فضيلته: "إن شباب الصحابة رضى الله عنهم، مثل مصعب بن عمير وأسامة بن زيد وعبدالله بن عباس، كانوا نماذج مضيئة فى الإيمان والقيادة والعلم، ويجب أن نعيد تقديم هذه القدوات لشبابنا اليوم، فى ظل ما يواجهونه من تحديات فكرية وأخلاقية."

ودعا الدكتور أبو سعدة إلى استمرار هذه اللقاءات والندوات فى مختلف ربوع المحافظة، مؤكدًا أن رسالة الأوقاف تتكامل مع الأزهر الشريف فى البناء الإيمانى والفكرى والتربوى للنشء.

كما أشار إلى أهمية الدور التوعوى الذى يقوم به العلماء والدعاة فى تقريب مفاهيم الدين الصحيح، وتعزيز قيم الوسطية، لقوله صلى الله عليه وسلم: "إن الله يُحبُّ الشاب التائب"، وقوله: "سبعة يُظلهم الله فى ظلّه يوم لا ظل إلا ظلّه.. وشابٌّ نشأ فى عبادة الله" [رواه البخارى ومسلم].

واختُتمت الندوات بتوصيات تدعو إلى تكثيف البرامج التوعوية، وتنمية مهارات الشباب، واستثمار طاقاتهم فى خدمة الدين والوطن.