الأضواء الساطعة على العاصمة تتدرج خفوتاً باتجاه المحافظات والمناطق الإقليمية، لكنّ مواقف وإجراءات تصدر عن بعض المسؤولين المحلِّين تُجبر الأقمار الصناعية على التوجه صوبها، لنقل ما يبدو أنها شمعة مضيئة.

واحدة من هذه الشموع، قرار أصدره محافظ المنيا اللواء عماد كدواني استبدال سيارات الربع نقل "البيك أب" بسيارات ميكروباص، لنقل الركاب في القرى والأحياء النائية، وهو قرار وجداً إشادة واسعة من الأهالي.

على مدار السنوات الماضية اُستغلت سيارات الربع نقل في غير غرضها، فبدلاً من المساعدة في شحن البضائع وغيرها من المستلزمات المخصصة لها، كان للمواطنين حظٌ من الشحن في صندوقها، وهو ما تسبب في العديد من الحوادث والمآسي

في لحظة إدراك بالمسؤولية، تدخل محافظ المنيا لتصحيح المسار، وأعاد هذه السيارات إلى طبيعة عملها، وللمواطنين وسائل مواصلاتهم المعتادة والآدمية، التي تحافظ على الأرواح وتوفر وسيلة نقل مريحة.

ربما لا يشعر بعِظم القرار إلا من جرّب التنقل في سيارات "البيك أب"، وهو ما ينقله المواطنين في المنيا بشكل مستمر لنا، وزملائنا في مهنة الصحافة لعل يُنظر في الأمر، أو يكون لنا صوت يسمعه القائمين على تنظيم هذه المواصلات، لكن اللواء عماد كدواني أثبت أنه ليس بحاجة لصوات تناديه، فالأمر كما يكرر دائما كان أحد الشواغل التي يفكر فيها، حتى لات قراراً واقعيًا.

كم تحتاج بلادنا لمثل هؤلاء المسؤولين الذين يفكرون بعقل المواطنين ويشعرون بمشاغله اليومية، ومطالبهم واحتياجاته، فهنيئاً لأهالي المنيا بالقرار.