استأثرت العلاقات اللبنانية-الخليجية باهتمام لافت، إذ منذ الجولة الخليجية لرئيس الجمهورية جوزف عون، كرّت سبحة الإيجابيات وتوالت فصولها ولا سيما موقف دولة الإمارات العربية المتحدة، التي بعد زيارة الرئيس عون مباشرة، اتخذت قراراً برفع حظر سفر الرعايا الإماراتيين إلى لبنان، وثمة معلومات بأن ترميم المنازل الخليجيين في معظم مناطق الجبل انطلق، الى أجواء تبشر بأن عدد السياح الإماراتيين والقطريين والسعوديين والكويتيين سيكون كبيراً، ما يفصح عنه أكثر من سفير خليجي في لبنان، أو من يعودون من هذه الدول ويلتقون بعض الأصدقاء والمسؤولين.

عون ورئيس دولة الإمارات العربية المتحدة (اكس)

في السياق، علم أن رئيس الحكومة نواف سلام الذي يجتمع بسفراء دول مجلس التعاون الخليجي، يبدي ارتياحه لكلّ ما يحصل على صعيد العلاقة اللبنانية-الخليجية، وينقل أنه سيكون له دور مفصلي في هذا الإطار، من أجل إعادة العلاقات إلى أفضل مما كانت عليه، وسيشجع على عودة الخليجيين إلى لبنان والاصطياف في ربوعه إلى الاستثمارات وإعادة الإعمار وأمور كثيرة، وهناك جولات له إلى دول مجلس التعاون الخليجي ستنطلق في وقت ليس ببعيد، ما يعني أن العلاقة انطلقت على السكة الصحيحة.

 وتضيف المصادر المتابعة والمواكبة لهذه الأجواء، أن دولة قطر، بعد زيارة رئيس الجمهورية ولقائه بأميرها الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، ستزيد دعمها للجيش اللبناني، وثمة معلومات عن المضي في إعادة ترميم وبناء مستشفى الكرنتينا الحكومي الذي سيتحول إلى مستشفى جامعي وسيدشن في عام 2027، إضافة إلى تقديم المحروقات للجيش ودعم طبي وتربوي وعلى مستويات مختلفة، فيما زيارة رئيس الحكومة نواف سلام للسعودية ستؤدي إلى توقيع الاتفاقات الجاهزة، ما يدل على ارتفاع منسوب هذه العلاقة.

 من هنا، فإن خطوة دولة الإمارات العربية المتحدة برفع حظر سفر رعاياها إلى لبنان، قد تكون مؤشراً لاتخاذ قرار مماثل في وقت غير بعيد من المملكة العربية السعودية برفع حظر سفر رعاياها إلى لبنان، ما سينسحب على دولة الكويت خلال الزيارة القريبة التي سيقوم بها رئيس الجمهورية، وأيضاً يُنقل أن أعداداً كبيرة من الكويتيين بدأوا يجهزون منازلهم في بعض قرى وبلدات منطقة عاليه وسواها.

وفي ظلّ ما يتسرب من معلومات وأجواء ومعطيات حول عودة الخليجيين إلى لبنان، فرئيس الحكومة سيتابع هذا الملف، وخصوصاً أن ثمة مؤشرات بدأت تظهر حول الانتشار الأمني على طريق المطار، وكل ما يتعلق بأمن هذا الطريق، إلى أمور كثيرة دفعت بالخليجيين إلى اتخاذ هذا القرار، وهناك وفود خليجية ستصل إلى لبنان منها أمنية لوضع اللمسات الأخيرة وتبليغ السفارات بما هو مطلوب منها على هذا الصعيد الأمني لحفظ سلامة رعاياهم.