القدس – تفاعل عدد من رواد مواقع التواصل الاجتماعي في مدينة القدس مع دعوات أطلقتها جماعات يهودية متطرفة، دعت إلى رفع الأعلام الإسرائيلية وأداء صلوات تلمودية داخل باحات المسجد الأقصى، وذلك تزامنًا مع احتفالات إسرائيل بما يعرف بـ"عيد الاستقلال".

في المقابل، أكدت السلطات الإسرائيلية أن الشرطة لن تسمح بأي نشاط من شأنه المساس بـ"الوضع القائم" في المسجد الأقصى، فيما حذّرت فصائل فلسطينية من هذه الدعوات، ووصفتها بأنها "استفزازية" وقد تساهم في تأجيج التوتر داخل المدينة.

وقال أحد موظفي دائرة الأوقاف الإسلامية في القدس إن "مثل هذه الدعوات تتكرر سنويًا، وغالبًا ما تفشل في تغيير الواقع القائم بفضل وعي الشبان المقدسيين والتزامهم بضبط النفس". ودعا إلى ضرورة توخي الحذر وتفادي أي تصعيد ميداني قد تستغله السلطات الإسرائيلية لتبرير التدخل الأمني.

وكانت الشرطة الإسرائيلية قد أعلنت عن تعزيز وجودها الأمني في البلدة القديمة ومحيط المسجد الأقصى، مع نشر مزيد من عناصرها في مفترقات الطرق تحسبًا لأي طارئ.

وتنظم جماعات متطرفة سنويًا خلال احتفالات "عيد الاستقلال" مسيرات من القدس الغربية إلى الشرقية وصولًا إلى حائط البراق، تتخللها أنشطة احتفالية تشمل رفع الأعلام الإسرائيلية، أداء رقصات، وصلوات في الشوارع، دون أن تمتد عادة إلى داخل الأقصى.

في السياق ذاته، تأثرت القدس الشرقية خلال الأشهر الماضية بتبعات الحرب الدائرة في قطاع غزة، إذ سُجل انخفاض في أعداد السياح، في حين كثّفت القوات الإسرائيلية من إجراءاتها الأمنية في المدينة، خاصة في المناطق الفلسطينية.

ورغم التوترات المتواصلة، يواصل الفلسطينيون أداء الصلوات في المسجد الأقصى، خاصة صلاة الجمعة، في إشارة إلى تمسكهم بالمكان الذي يمثل رمزية دينية وتاريخية كبرى.

ويرى المحلل السياسي الفلسطيني حسن سوالمة أن الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة لم تُقدم على تغيير الوضع القائم في المسجد الأقصى بسبب التبعات السياسية والأمنية المحتملة. وأضاف أن الحكومة الحالية، على الرغم من وصفها بأنها الأكثر تطرفًا، تدرك أهمية الحفاظ على التوازن، خصوصًا في ظل المراقبة الدولية المستمرة.