لماذا يواجه الفاتيكان مشاكل مالية كبيرة؟ - تكنو بلس

النشرة (لبنان) 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
لماذا يواجه الفاتيكان مشاكل مالية كبيرة؟ - تكنو بلس, اليوم الجمعة 9 مايو 2025 07:08 صباحاً

"لقد كانت الأزمة الماليّة واحدة من آخر (أسباب) الصّداع للبابا فرنسيس".

 

ما ذكره تقرير وكالة "رويترز" في 28 نيسان/أبريل الماضي ليس سرّاً. بالرغم من أنّ البابا الراحل أطلق عدداً من المبادرات الإصلاحية في المجال المالي خلال حبريّته، أثمرت جهوده نتائج متباينة.

 

المرتبة 18

بحسب الموقع الإلكتروني للديبلوماسيّ المتمرّس في الشؤون الدينيّة والدوليّة قسطنطينوس أليكسندريس، يحتل الفاتيكان تقريباً المرتبة الثامنة عشرة دولياً من حيث نصيب الفرد من الثروة. وتُقدَّر ثروة المدينة بما بين 10 إلى 15 مليار دولار، من بينها نحو 1.6 مليار دولار في البورصة الإيطاليّة. وتغطّي محفظةُ الحاضرة الاستثمارية قطاعاتٍ متنوّعة، بما فيها البنوك والتأمين والصلب والبناء والعقارات وغيرها. كذلك، تعدّ السياحة (مطاعم، تذكارات، وحتى محطات وقود...) أساسيّة في رفد الفاتيكان بالأموال.

 

وفي 2021، نشرت إدارة تراث الكرسيّ الرسوليّ (أبسا)، والتي تُعرف أيضاً باسم هيئة إدارة الخيور، وثيقة لموازنتها عن السنة السابقة وقد بيّنت أنها تمتلك 4051 عقاراً في إيطاليا ونحو 1120 عقاراً في الخارج، من دون احتساب سفاراتها حول العالم. وأظهرت الوثيقة أنّ الفاتيكان يملك عقارات في مناطق فاخرة من لندن وجنيف ولوزان وباريس. وأدارت "أبسا" 737 عقاراً في قلب باريس حيث ناهزت مساحتها 56 ألف متر مربع. ووصلت قيمة تلك العقارات بحسب تقرير لوكالة "فرانس برس" سنة 2021 إلى أكثر من 722 مليون دولار. وفي لندن، بلغت قيمة الملكيّات العقاريّة 131.4 مليون دولار وفي جنيف 110 ملايين دولار. وفي إيطاليا، معظم الملكيّات العقاريّة مؤجر لجمعيّات خيريّة أو مرتبطة بالكنيسة، ومنها ما هو بأسعار مخفّضة.

 

 

جهود حثيثة

استلم البابا فرنسيس حبريّته على وقع فضائح مالية ضربت أكبر مؤسسات الفاتيكان المالية بما فيها المصرف المركزيّ، وكان عليه التحرّك سريعاً. لم تهدأ جهوده الإصلاحيّة في الأعوام وحتى في الأيّام الأخيرة من حياته. في أيلول/سبتمبر الماضي، طالب البابا الراحل الكرادلة الكاثوليك حول العالم باتّباع أجندة "صفر عجز" لتحسين استخدام الفاتيكان أصوله الاقتصاديّة. وقبل ثلاثة أيام من دخوله الأخير إلى المستشفى، أمر البابا بتأسيس لجنة ماليّة رفيعة المستوى لتشجيع منح الهبات للفاتيكان بحسب "رويترز".

 

بازيليك القديس بطرس في الفاتيكان (أ ب)

بازيليك القديس بطرس في الفاتيكان (أ ب)

 

قبل ذلك، وفي شباط/فبراير 2023، أمّم البابا فرنسيس جميع الأصول والممتلكات التابعة للفاتيكان بهدف مركزة إدارتها والإشراف عليها. وجرّد أيضاً أمانة سرّ دولة الفاتيكان من محفظتها البالغة 635 مليار دولار، عقب فضيحة استثماريّة عقاريّة بقيمة 350 مليون يورو في لندن. ونقل البابا إدارة الاستثمارات الماليّة والمقتنيات العقاريّة التابعة لأمانة السر إلى هيئة إدارة الخيور. كذلك، شهدت حبريّة البابا فرنسيس محاكمات لكبار المسؤولين في الفاتيكان.

 

"عمل رائع"

يعدّ بنك الفاتيكان، واسمه "مؤسسة الأعمال الدينية"، وإدارة تراث الكرسي الرسولي، وصندوق المعاشات التقاعدية، الأركان الماليّة الثلاثة للفاتيكان.

 

قال إد كوندون، مؤسّس منظمة "ذا بيلار" الإعلاميّة الكاثوليكيّة، إنّ البابا فرنسيس قام بعمل رائع على مستوى مؤسّسيّ. "لقد كان بنك الفاتيكان و‘أبسا‘ رمزين لممارسات تجاريّة مشبوهة حين أتى البابا، والآن لديهما سجلّ صحّيّ نظيف".

 

بالفعل، صادقت شركة التدقيق "مازارز إيطاليا إس بي إيه" على البيانات الماليّة التي تقدم بها بنك الفاتيكان عن سنة 2023 المالية، "من دون تحفظ". ويدير البنك نحو 5.4 مليار يورو من أصول الزبائن وقد سجّل ربحاً سنة 2023 بقيمة 30 مليون يورو عن 2022 (بزيادة 50 في المئة). غير أنّ المشاكل تكمن في أماكن عدّة.

 

عودة إلى "الصداع"

كوندون، وفي حديث إلى "فايننشال تايمز"، أضاف أنّ الفاتيكان "ليس أقرب – بالفعل هو أبعد بكثير عن إدارة ميزانية متوازنة". وبحسب ما نقلته "رويترز" في نيسان عن مصدرين "مطلعين"، تواجه الميزانية سنة 2024 عجزاً بـ 94 مليون دولار.

 

مع ذلك، قد يتجلّى الهاجس الأكبر في صندوق المعاشات التقاعدي لموظفي الفاتيكان. حذّر البابا الراحل في تشرين الثاني/نوفمبر الماضي من أنّ الصندوق سيعجز عن تلبية مستحقاته في "المدى المتوسط". بحسب تقرير لـ "وول ستريت جورنال" نُشر الثلاثاء، يواجه الصندوق ما يصل إلى 2 مليار يورو من الالتزامات التي لن يتمكّن من تمويلها. يتطابق هذا الرقم تقريباً مع ما ذكرته منظمة "ذا بيلار" الإعلامية.

 

إذا كان العجز الماليّ أحد آخر مسبّبات الصّداع للبابا فرنسيس قبل رحيله فسيكون من أوّل مسبّباته للبابا الجديد ليو الرابع عشر.

 

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق