كتبت.. آلاء محمدي

خرج الفنان السوري مازن الناطور عن صمته ليطل على جمهوره العريض وأبناء مهنته في مختلف أنحاء سوريا برسالة مصورة حملت في طياتها نبرة واثقة تبعث على الأمل والتفاؤل بمستقبل العمل النقابي والفني في البلاد، وذلك في تطور لافت للأحداث التي شهدتها نقابة الفنانين في سوريا مطلع الأسبوع الجاري.

رسالة من مازن الناطور من داخل مكتبة

نشر الفنان السوري مازن الناطور والذي يشغل حاليًا منصب نقيب الفنانين، صورة شخصية له عبر حساباته الرسمية على منصات التواصل الاجتماعي، ظهر فيها وهو يجلس بثبات خلف مكتبه شامخًا كعادته، بينما يرفرف العلم السوري خفاقًا بجانبه كرمز للعزة والوحدة الوطنية، وأرفق الفنان الناطور هذه الصورة بتعليق مقتضب ولكنه يحمل في مضمونه الكثير من المعاني والدلالات، حيث كتب "تحياتي وأشواق... أعدكم أن تكون نقابة الفنانين في سوريا مصدر فخر لكل فنان يفخر بوطنه، ويؤمن بأن سوريا ستعود إلى الصدارة كقلب للعالم."

وتأتي هذه الرسالة القوية والمطمئنة في أعقاب الأزمة التنظيمية التي عصفت بالنقابة مؤخرًا، وهي التي وصفها الفنان الناطور نفسه بـ "الانقلاب التنظيمي" الذي استهدف موقعه كنقيب للفنانين، وكانت شرارة هذه الأزمة قد اندلعت مع بداية الأسبوع الحالي، إثر انعقاد جلسة استثنائية داخل أروقة نقابة الفنانين والتي وصفتها مصادر مطلعة بأنها حملت طابع "المحاولة الانقلابية" على القيادة الشرعية للنقابة.

وبحسب التفاصيل التي تم تداولها، فإن هذه الجلسة الاستثنائية قد دعا إليها نائب النقيب، الفنان نور مهنا، بشكل مفاجئ ودون إشعار مسبق لأعضاء مجلس النقابة أو الحصول على التوافق القانوني اللازم لعقد مثل هذه الجلسات الهامة، وخلال هذه الجلسة المثيرة للجدل تم إجراء تصويت أفضى إلى تكليف نور مهنا بتسيير شؤون النقابة بشكل مؤقت، وهي الخطوة التي اعتبرها العديد من المراقبين تجاوزًا واضحًا للأنظمة والقوانين الداخلية للنقابة، فضلاً عن تجاهل القرارات الرسمية الصادرة عن رئاسة مجلس الوزراء بشأن آلية تسيير عمل النقابات والمنظمات الشعبية.

أول رد فعل للفنان مازن الناطور على الأحداث المتسارعة

بادر الفنان مازن الناطور في أول رد فعل رسمي وقاطع على هذه الأحداث المتسارعة إلى نشر بيان حاسم عبر حسابه الشخصي على موقع "إنستجرام"، حيث أكد فيه بوضوح لا لبس فيه على أن ما جرى في تلك الجلسة الاستثنائية يفتقر إلى أي سند قانوني ويعتبر إجراءً باطلاً، ووصف الفنان القدير ما حدث صراحة بأنه "محاولة انقلاب داخل النقابة"، مؤكدًا على عدم اعترافه بأي من القرارات التي صدرت عن تلك الجلسة، مشددًا على أنها لا يترتب عليها أي أثر قانوني على الإطلاق.

وأكد الناطور على استمراره في ممارسة مهامه ومسؤولياته كنقيب للفنانين ضمن الإطار القانوني والتنظيمي المحدد، معربًا عن احترامه الكامل للمؤسسات الرسمية في البلاد وحدود الصلاحيات الممنوحة له بموجب القانون والنظام الداخلي للنقابة، ولاقى هذا البيان الصريح والواضح ترحيبًا واسعًا من قبل جموع الفنانين والمثقفين السوريين الذين عبروا عن دعمهم الكامل للقيادة الشرعية للنقابة ورفضهم لأي محاولات لزعزعة استقرارها.