في عمان... مستشفى "المواساة" يحضن ضحايا نزاعات الشرق الأوسط - تكنو بلس

النشرة (لبنان) 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
في عمان... مستشفى "المواساة" يحضن ضحايا نزاعات الشرق الأوسط - تكنو بلس, اليوم الأحد 11 مايو 2025 12:30 مساءً

أصيبت شهد طهراوي بقصف جوي إسرائيلي في قطاع غزة، وتسبّب ‏انفجار في العراق بحروق جسيمة في أنحاء مختلفة من جسد حسام عبد ‏الرحمن، ويخضع محمد زكريا لعمليات متتالية بسبب إصابة في قصف في ‏اليمن.‏

في مستشفى "المواساة" في منطقة ماركا شرق عمان، التقى الثلاثة ‏للعلاج مع غيرهم من ضحايا نزاعات الشرق الأوسط التي توقع في كل ‏مكان ضحايا بين المدنيين، وتدمّر حياة كثيرين.‏

في إحدى غرف المستشفى المعروف أيضا بـ"مستشفى الجراحة ‏التقويمية" والتابع لمنظمة "أطباء بلا حدود" غير الحكومية، يقول ‏العراقي حسام عبد الرحمن (21 عاما) "أشعر بالحزن وأنا أنظر كل يوم ‏من حولي في هذا المكان، إلى أناس مثلي، أبرياء بسطاء مدنيين... هم ‏ضحايا حروب اكتووا بنارها وتغيّرت حياتهم بسببها ولا دخل أو ذنب ‏لهم في إشعالها".‏

ينتظر عبد الرحمن إجراء عملية تاسعة لعلاج حروق من الدرجة الثالثة ‏أصيب بها في الوجه والرقبة والبطن والظهر واليد نتيجة انفجار من ‏مخلّفات الحرب ضد تنظيم الدولة الإسلامية في مدينة سامراء شمال ‏بغداد. وكان خضع لـ17 عملية جراحية قبل ذلك في العراق.‏

ويروي لوكالة "فرانس برس": "كنت طفلا عندما احترقتُ قبل عشرة ‏أعوام وتدمّرت حياتي بالكامل وضاع مستقبلي. تركت المدرسة أنا الذي ‏كنت أحلم بأن أصبح في يوم من الأيام طيارا".‏

ويضيف "أحاول من خلال كل هذه العمليات المؤلمة... أن أسترجع جزءا ‏من شكلي وحياتي كإنسان طبيعي".‏

ويذكر عبد الرحمن أنه يجد بعض السعادة في لقاء المرضى الآخرين من ‏جنسيات مختلفة في المستشفى، "خصوصا فلسطينيين وسوريين. نحن ‏نقضي أوقاتا طويلة هنا تمتد لأشهر طويلة أحيانا، وهذه الصداقات تقلّل ‏من وحدتنا وغربتنا".‏

 

مستشفى الجراحة التقويمية في عمان (أ ف ب)‏

 

‏"إنهم يعانون" ‏
وتدرك إدارة المستشفى أهمية العامل النفسي في العلاج.‏

وتقول ميريل فان دي جين، مديرة الاتصالات في منظمة أطباء بلا حدود ‏التي تدير المستشفى، إن المرضى يقصدون المستشفى "من مناطق نزاع ‏في جميع أنحاء الشرق الأوسط، من سوريا واليمن والعراق وغزة"، ‏مضيفة "نوفّر لهم العلاج الكامل مجانا ورحلات جوية من بلدانهم إلى ‏هنا، وتكاليف طعامهم وعلاجهم الطبي ومصاريفهم".‏

وتضيف: "هنا، يشعرون بالأمان. فهم محاطون بأشخاص مرّوا بتجارب ‏متشابهة، ويعانون من إصابات وإعاقات متشابهة. يُفيدهم الدعم المتبادل ‏بشكل كبير".‏

في غرفتها الصغيرة في الطابق الخامس، تتذكّر شهد طهراوي (17 ‏عاما) يوم التاسع من كانون الأول/ديسمبر 2023 عندما أنهت عائلتها ‏المكوّنة من سبعة أفراد عشاءها وأوى الجميع إلى الفراش. حصل بعدها ‏انفجار هائل أدّى الى تدمير منزلها في رفح في جنوب قطاع غزة.‏

قتل الانفجار الناتج عن قصف إسرائيلي والدها وشقيقتها حور العين (11 ‏عاما). وأصيبت هي ووالدتها بجروح.‏

وتروي الطهراوي التي خضعت حتى الآن لخمس عمليات، اثنتان منها ‏في مصر وثلاث في الأردن لعلاج كسور وتمزّق أنسجة في ساقها ‏الأيسر، "نمنا، وصحوتُ على صوت انفجار وسقوط الركام فوقي ‏وانتشار رائحة البارود. بدأت بالصراخ ساعدوني. كنت أقول لنفسي قد ‏يكون هذا حلما. بعد ذلك، فقدت الوعي".‏

وتتابع الطهراوي التي ارتدت قميصا أخضر مطرّزا بالورود وحجابا ‏أسود، أنها صحت في سيارة الإسعاف. "كان المسعفون يضغطون على ‏ساقي لوقف النزيف.. قلت لهم رجاء لا تقطعوا ساقي".‏

وتقول الفتاة إنها تتابع دروسها من غرفتها، وتحلم بأن تنتهي الحرب في ‏غزة وأن تكمل دراستها وأن تصبح طبيبة كي "أساهم بإنقاذ حياة الناس ‏كما أنقذ الأطباء حياتي".‏

تأسّس المستشفى عام 2006 كمركز للجراحة الترميمية لعلاج العراقيين ‏المصابين بعد الاجتياح الأميركي للعراق والحروب التي تلته. ثم توسّع ‏نشاطه مع تتالي النزاعات الدامية في دول عدّة في الشرق الأوسط.‏

خلال العقدين الماضيين، أجرى المستشفى نحو 18,323 عملية جراحية ‏لأكثر من 8,367 مريضا أتوا من من العراق واليمن والأراضي ‏الفلسطينية والسودان وليبيا وسوريا، بعد إصابتهم بالرصاص أو عبوات ‏ناسفة أو شظايا قنابل وصواريخ ومبان سكنية منهارة.‏

ويتألف المستشفى من ثمانية طوابق وفيه 148 سريرا وثلاث غرف ‏عمليات، وقسم للعلاج الطبيعي والدعم النفسي.‏

 

مصابون يتلقون العلاج في مستشفى بالاردن تديره منظمة أطباء بلا حدود (أ ف ‏ب)‏

مصابون يتلقون العلاج في مستشفى بالاردن تديره منظمة أطباء بلا حدود (أ ف ‏ب)‏

 

‏"الحرب لم تجلب سوى الدمار" ‏
ويرقد أربعة يمنيين في غرفة واحدة في المستشفى. أحدهم محمد زكريا ‏‏(16 عاما) الذي يعشق كرة الكرة وكان يحلم بأن يصبح لاعبا كبيرا. ‏أصيب زكريا بحروق في انفجار شاحنة محمّلة بالغاز تعرّضت لقصف ‏جوي عام 2016 في يريم في محافظة إب جنوب صنعاء. تسبّب القصف ‏بمقتل ستة من أقاربه وأصدقائه، كما يقول والده زكريا هايل.‏

ويضيف الوالد، وهو يجلس الى جانب ابنه الذي لم يتمكّن من الكلام ‏بسبب عملية حديثة في الفكّ أجريت له، "الحرب لم تجلب لنا سوى ‏الدمار. في الحي الذي حصل فيه الحادث، مات أكثر من 150 شخصا ‏نتيجة القصف".‏

ويتابع "أجرينا له عمليتين في اليمن وست عمليات في الأردن في هذا ‏المشفى، منها عمليات لزرع جلد".‏

ويعاين أطباء منظمة أطباء بلا حدود المرضى في بلدانهم الأصلية، ‏ويُنقل أولئك الذين يعتقد أنه يمكن مساعدتهم جوّا إلى عمّان.‏

وتقول فان دي جين ردّا على سؤال عن مستقبل المستشفى، "هل أعتقد أن ‏الحروب ستنتهي يوما ما وتُغلق هذه الأبواب؟". وتترك السؤال من دون ‏جواب لتضيف "كل ما يمكننا فعله هو أن نعطيهم الأمل".‏

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق