كتبت – هاجر هشام 

يستعد علماء بريطانيون لإطلاق تجربة سريرية طموحة تهدف إلى اختبار فعالية "حقن التخسيس" في تقليل مخاطر الإصابة بالسرطان، في خطوة قد تُحدث ثورة في مجال الوقاية من الأمراض، حيث تعتمد التجربة على أدلة علمية حديثة تشير إلى أن هذه الأدوية، المعروفة باستخدامها في علاج السمنة والسكري، قد تكون أكثر فعالية في الوقاية من السرطانات المرتبطة بالسمنة مقارنة بفقدان الوزن التقليدي.

هل يمكن حقن التخسيس أن تمنع السرطان؟  

تتضمن التجربة، التي يقودها فريق من جامعة مانشستر بإشراف الدكتور ماثيو هاريس من مركز مانشستر لأبحاث السرطان، اختبار أدوية مثل "ويجوفي"، "مونجارو"، و"أوزمبيك"، وهي جزء من فئة عقاقير GLP-1، وهذه الأدوية، التي أثبتت فعاليتها في إنقاص الوزن وعلاج السكري من النوع الثاني، أظهرت في دراسة حديثة قدرتها على تقليل مخاطر الإصابة بالسرطانات المرتبطة بالسمنة بنسبة تصل إلى 41% مقارنة بفقدان الوزن وحده.

ومن المقرر أن تبدأ التجربة خلال ثلاث إلى خمس سنوات، بمشاركة عشرات الآلاف من المرضى، لتقييم إمكانية استخدام هذه الحقن كإجراء وقائي، على غرار أدوية الستاتين المستخدمة للوقاية من أمراض القلب والسكتات الدماغية، ويأمل العلماء أن تُظهر النتائج إمكانية تطبيق هذه الأدوية على نطاق واسع للحد من ارتفاع معدلات السرطان المرتبط بالسمنة.

كيف تُساهم حقن التخسيس في تحسين الصحة النفسية؟

وقد أعرب الدكتور هاريس عن تفاؤله بالتجربة، مؤكدًا أن "ارتفاع معدلات السرطانات المرتبطة بالسمنة يشكل تحديًا كبيرًا، وهذه الأدوية قد تكون وسيلة فعالة لعكس هذا الاتجاه"، وأضاف أن قدرة الحقن على تحقيق فقدان كبير للوزن تجعلها مرشحة قوية لتكون أداة وقائية على مستوى الصحة العامة.

ومن جانبه، وصف البروفيسور مارك لولر من جامعة كوينز في بلفاست هذه الحقن بأنها قد تُمثل "نقلة نوعية" في مجال الوقاية من السرطان، مشددًا على ضرورة إجراء تجارب سريرية دقيقة لتأكيد النتائج، كما وأشار إلى أن نجاح هذه التجربة قد يغير نهج الوقاية من السرطان عالميًا.

لم تقتصر الإمكانيات المرتبطة بحقن التخسيس على الوقاية من السرطان، فقد كشفت دراسة سويسرية شملت بيانات أكثر من 26 ألف مريض عن فوائد نفسية محتملة، وأظهرت النتائج أن هذه الأدوية قد تساهم في تحسين الصحة العقلية، بما في ذلك تقليل أعراض الاكتئاب الحاد والاضطرابات مثل الفصام، ويرجع ذلك جزئيًا إلى خصائصها المضادة للالتهابات وتأثيرها الإيجابي على وظائف الدماغ.