يعتبر قلق الكلاب قضية شائعة ولكنها غالبا ما تمر دون ملاحظة أو اهتمام كاف، حيث يعاني العديد من الكلاب من هذا الاضطراب النفسي. لذلك، يجب توعية أصحاب الكلاب على فهم العلامات التي تشير إلى شعور حيواناتهم الأليفة بالضيق والتوتر، وتوعيتهم بأهمية التدخل المبكر قبل تفاقم الأعراض.

تشير الإحصائيات والدراسات الحديثة إلى أن نسبة ليست بالقليلة من الكلاب حول العالم تعاني من درجات متفاوتة من القلق. في الولايات المتحدة وحدها، تشير التقديرات إلى أن ما يزيد عن نصف الكلاب قد يظهر شكلا أو أكثر من أشكال القلق. يرجع ذلك إلى عدة أسباب سنتعرف عليها معا لتعزيز الوعي لدى أصحاب الكلاب.

وفي التقرير التالي، نستعرض كل ما تريد معرفته عن القلق لدى الكلاب، أسبابه وأعراضه وكيف يمكن التعامل معه، أو طرق علاجه المتاحة، والتي يمكن أن تساعدنا على اكتشاف هذا الاضطراب غير الملحوظ في بعض الأحيان، والتحفيف من حدته.

يتساءل البعض: لماذا أصبح كلبي قلقًا فجأة؟ وفي الواقع، تعود أسباب قلق الكلاب إلى عدة عوامل ومخاوف مختلفة، مثل الخوف من الأصوات العالية كالرعد أو الألعاب النارية، وغيرها. وفي السطور التالية، نستعرض معكم بشكل تفصيلي ما هي أسباب القلق عند الكلاب؟

قلق الانفصال

يعتبر هذا هو السبب الشائع جدا لقلق الكلاب، إذ يحدث عندما يشعر الكلب بالضيق الشديد عند تركه بمفرده.

الخوف

يمكن أن ينجم هذا الخوف عن أصوات عالية، مثل أصوات الرعد أو الألعاب النارية، أو أشخاص غرباء، أو حيوانات أخرى، أو أماكن جديدة، أو تجارب سابقة مؤلمة.

الشيخوخة

مع تقدم العمر، يمكن أن يصاب الكلب بالخلل الوظيفي الإدراكي أو بحالة مشابهة لمرض الزهايمر لدى البشر، مما قد يؤدي إلى القلق والارتباك.

المشاكل الصحية

بعض الحالات الطبية يمكن أن تسبب أعراضا لدى الكلاب تشبه القلق.

التنشئة الاجتماعية غير الكافية

يمكن أن تكون الكلاب التي لم تتعرض لمجموعة متنوعة من الأشخاص والأماكن والأصوات في سن مبكرة أكثر عرضة للقلق.

التغييرات في البيئة أو الروتين

يمكن أن تتسبب التغييرات الطفيفة في المنزل أو الجدول اليومي في قلق لبعض الكلاب.

تتجلى أعراض قلق الكلاب في مجموعة متنوعة من السلوكيات التي قد يلاحظها أصحابها، مثل النباح أو العويل المفرط وغير المبرر، أو حالة من الأرق والتململ وعدم القدرة على الاسترخاء. ويعد فهم هذه العلامات السلوكية الدقيقة أمرا بالغ الأهمية. وفي السطور التالية، نستعرض معكم ما هي أعراض القلق عند الكلاب؟

السلوكيات المدمرة

يمكن ملاحظة أن الكلب بدأ في مضغ الأثاث، أو خدش الأبواب، أو تدمير الأشياء عندما يشعر بالقلق. هذا ليس سلوكا عنيدا، بل هو طريقة للتعبير عن ضغوطه.

النباح أو العويل المفرط

قد يشير النباح المستمر أو العويل عندما يكون الكلب بمفرده أو في مواقف معينة، إلى قلق الانفصال أو الخوف.

التبول أو التبرز في أماكن غير مخصصة

يمكن أن تفقد بعض الكلاب السيطرة على مثانتها أو أمعائها عندما تكون قلقة، حتى الكلاب المدربة جيدا.

اللهاث المفرط والارتعاش

قد يلهث الكلب أو يرتعش بشكل ملحوظ إذا كان يشعر بالخوف أو التوتر، حتى في الأجواء الباردة.

التململ وصعوبة الاستقرار

يبدو الكلب غير قادر على الاسترخاء، ويتحرك باستمرار، أو يغير مكانه بشكل متكرر.

لعق الشفاه أو التثاؤب بشكل مفرط

هناك بعض السلوكيات التي غالبا ما تكون علامات خفية للقلق أو التوتر، أبرزها لعق الشفاة أو التثاؤب بشكل مبالغ فيه.

الاختباء أو محاولة الهروب

يمكن أن يحاول الكلب الاختباء تحت الأثاث أو الهروب من المواقف التي تثير قلقه.

فرط التيقظ

قد يبدو الكلب في حالة تأهب دائم وبدون مبرر واضح، ويتفاعل بشدة مع الأصوات أو الحركات الطفيفة.

تغيرات في الشهية أو النوم

يمكن أن يفقد الكلب شهيته تديريحيا، أو ينام أكثر أو أقل من المعتاد.

السلوكيات القهرية

في بعض الحالات، تقوم الكلاب بلعق الذيل بشكل مستمر أو الدوران في حلقات. وفي الحالات الأكثر حدة، قد يظهر سلوك عدواني كرد فعل على مصدر القلق.

إن إهمال قلق الكلب وتركه دون علاج، يمكن أن يؤدي بمرور الوقت إلى تفاقم المشكلات السلوكية وتطورها إلى أشكال أكثر صعوبة في التعامل معها. وفي السطور التالية، نستعرض معكم ما علاج القلق عند الكلاب؟ لكل من يتساءل: كيف يمكن أن أساعد كلبي في التغلب على القلق؟

 تحديد المحفزات

حاول تحديد المواقف أو الأشياء التي تثير قلق كلبك لتجنبها أو العمل على تقليل حساسيته تجاهها تدريجيا.

روتين ثابت

يمكن اتباع بعض الاستراتيجيات لمساعدة الكلاب في التغلب على قلقها. تشمل هذه الاستراتيجيات إنشاء روتين يومي ثابت ومنظم للكلب، مما يمنحه إحساسا بالأمان والقدرة على التنبؤ بما سيحدث خلال اليوم.

توفير بيئة هادئة

ينصح بتهيئة بيئة منزلية هادئة ومريحة للكلب، وتوفير أماكن آمنة يشعر فيها بالراحة والاسترخاء عند شعوره بالخوف أو التوتر.

التدريب الإيجابي

يمكن استخدام تقنيات التعزيز الإيجابي لتعليم كلبك سلوكيات جديدة تساعده على التأقلم مع المواقف المخيفة.

تقليل قلق الانفصال تدريجيا

إذا كان كلبك يعاني من قلق الانفصال، ابدأ بتركه لفترات قصيرة جدا وقم تدريجيا بزيادة المدة. واجعل مغادرتك وعودتك هادئة وغير مثيرة.

استخدام منتجات مهدئة

بعض المنتجات مثل أطواق الفيرمونات أو بخاخات المهدئة يمكن أن تساعد بعض الكلاب. ولكن استشر طبيبك البيطري قبل استخدام أي من هذه المنتجات.

طلب المشورة من مختص

في الحالات الأكثر تعقيدا أو عندما يكون القلق شديدا ويؤثر بشكل كبير على حياة الكلب ونوعية حياته، من المهم طلب المشورة المهنية من طبيب بيطري متخصص في السلوك الحيواني أو مدرب كلاب مؤهل. يمكن لهؤلاء المتخصصين تقديم تقييم دقيق لحالة الكلب ووضع خطة علاجية متكاملة.

في النهاية، يجب حث أصحاب الحيوانات الأليفة على تخصيص وقت لمراقبة سلوك كلابهم عن كثب ومحاولة تحديد المحفزات أو العوامل التي قد تثير لديهم شعورا بالضيق والتوتر. قد تشمل هذه المحفزات مواقف أو أصواتا معينة، أو حتى تغييرات في الروتين اليومي للكلب. إن هذا الوعي الدقيق بطبيعة مخاوف الكلب هو الخطوة الأولى نحو مساعدته.