عبارات عن كسر القلوب، إن جبر الخواطر ينبئ عن شخصية إنسان متوازن محترم لذاته بإيمانه برسالة خالقه العظيم وعطفه على أبناء جنسه.

إن كسر القلوب يدخلنا في متاهة من الكآبة تعج بالأحزان والمآسي فلا تكاد تشعر بمتعة الوجود وتستمتع بلحظات حياتك الجميلة. إنّ كُسرت القلوب لا تجبر وإن جرحت لا تبرأ بل تخلق في أعماق الإنسان حسرة مرّة تنغصه المتعة في الحياة والاستئناس بها. لا يمكن للإنسان الطيب أن يعيش مكسور القلب وليس بمقدوره بالمقابل أن يرد جرح مشاعره بالجرح. فيعيش أوجاع نفسه في صمت ويجتر آلامها في وحدة مطبقة تثير فيه هواجس التفكير السوداوي فيتبدد في عينيه نور الحياة وتتلاشى بهجتها ولا يكاد يرى من جوهر الوجود إلا آثار الأسى والألم، فجرح المشاعر موت بطيء يمحو معالم الحياة عن وجه صاحبها ويقتل في نفسه الرغبة في الاستمرار. يسلبنا جرح المشاعر القدرة على مبادلة الآخرين الود لأنه يفقدنا الثقة بالعالم حولنا ويرينا أسوأ ما في عالم البشر. إن كسر القلوب يورث قلوباً ضعيفة لا تعرف الثقة ولا السكينة ولا تستأنس بالفرح فإياكم وكسر القلوب. لقد أمرنا النبي الكريم بجبر الخواطر لأن أثرها على النفس عظيم، فهو يقوّم اعوجاجها ويقودها على الرشاد. يهون علىالبعض أن يجرحوا مشاعر الآخرين بكلامهم القاسي ومعاملتهم السيئة لأنهم يفتقدون إلى الرحمة التي خص بها الله تعالى المؤمنين. لا تدخل عالم القسوة وتمتهن المعاملة السيئة فتجرح المشاعر وتدمر النفوس بسوء أفعالك وقسوة قلبك فتندم. إن أحب الناس إلى قلب الله عز وجل الإنسان الذي يبادل من يجرح مشاعره بالمعاملة الحسنة والود لأنه يوقن أن الله مع كل طيب نفس عطوف. أوصانا النبي صلى الله عليه وسلم بالرفق بمشاعر بعضنا لأن جرح المشاعر من وسوسة الشيطان تقحم صاحبها مهاوي الضلال. لا يجعل القلب تائهاً ضالاً في عالم مقيت إلا جرح مشاعره والعبث بأحاسيسه فهي تكبله وتمنعه من منح أجمل ما فيه. لقد حذرنا الخالق عز وجل منهانا من كسر القلوب لأن قلب المؤمن مصدر إيمانه ونقطة ضعفه متى جرح لا تشفى جراحه. إنّ جرح القلب عميق جداً عندما يكون من أقرب الناس إلينا، أوجاعه تكوي النفس وتحجب عنها نعمة الإحساس بالمكسرات والأفراح. إن جرح القلب قتل بطيء تتدرجه أوجاعه إلى كل جزء من كيان المرء كي تدمره بكل هدوء وبصمت أسود عنيد. لا يهون على المؤمن التقي أن يجرح قلب غيره لأنه يعلم أن قلب الإنسان بوصلة سعادته. وهنائه ومركز طاقته وملجأ أمانه وموطن إيمانه. يعتاد بعض ضعفاء النفوس على جرح قلب الآخرين لأنها وسيلتهم للانتقام من عقد نقصهم والتمرد على عجزهم في منح الآخرين الحب والمودة. أن تجرح فلب إنسان انعكاس حقيقي لجبروتك وعدم إيمانك العميق بخالق الكون على الحب والرحمة، فجرح القلب ظلم كبير. في دنيا الظالمين جرح القلب عادة تثبت ضعف إيمانهم وطغيان سلطانهم في الدنيا، وهذا هو طريقهم إلى الهاوية. يعاقب الله عز وجل كل من يجرح المشاعر بالوحدة والألم فيسكنه في عالم مظلم لا يعرف فيه أنس ولا يشعر فيه بالسكينة والسلام. إن القلوب شفافة رقيقة يمكن أن تكسرها كلمة أو تجرحها نظرة قاسية، فرفقاً بأصحاب القلوب الصافية. ما أقسى كسر القلوب إنها أشبه بطعنة في الصدر لا يزول ألمها ولا يتوقف نزيفها مدى الحياة. يعتقد البعض أن جرح المشاعر تعبير عن قوتهم ولكنهم يجهلون أنه وسيلة كل ضعيف ضال لا يفقه درب سعادته وسلامه. تقتل القسوة أحاسيسنا الإنسانية السامية التي ترقى بجوهر الإنسان النبيل، فجرح المشاعر يدمر في قلوبنا الرحمة. إن جرح المشاعر ظلم عميق للذات الإنسانية من خلاله يجلد المرء نفسه ويحرم ذاته من رحمة الله عز وجل. ما أهون على المرء أن يجرح مشاعر غيره بكلمة سيئة أو تصرف فجّ ولكن ما أسوأ عاقبة هذا الأمر عند الله في الدنيا والآخرة. إياك وكسر الخواطر فإنه يقيد النفس ويحبسها خلف قضبان اليأس ويحرمها رؤية جمال الحياة. إن أشد الأمور بغضاً إلى قلب الله عز وجل أن تكسر بخاطر من حولك وتدفعهم إلى الإحساس بالكآبة والأسى. كلما حاولت الحياة أن تكسر بخاطرك اصمد وقاوم ولا تيأس فالله عز وجل يجبر الخواطر ويبشر باليسر بعد العسر. يعاقب الله عز وجل بعض الناس بافتعالهم كسر الخواطر فيبعدهم بذلك عن محبة الناس وتقديرهم لهم. لا تكن ممن يكسرون الخواطر فتنفرهم القلوب وتأنفهم النفوس ولا يجدون لهم سنداً ولا شفيعاً في الدنيا والآخرة إن كسر الخواطر أشد على النفس من ضرب السيوف لأنه يدخلها دهاليز الغربة المليئة بالحزن والكآبة. يدفعنا كسر الخواطر إلى الاعتكاف على ذواتنا والانعزال عن الناس لنجد في الوحدة ملجأ آمناً لنفوسنا ودواء لأحاسيسنا الرقيقة. إن دفء العائلة واحتضان الأحبة والأصدقاء دواء كسر خواطرنا التي خانتها الظروف وقسى عليها بعض البشر. يكسرون بالخواطر لأنهم فارغون من العواطف ومجردون من الأحاسيس السامية التي ترتقي بالإنسان وترفع شأنه. إن الله عز وجل ملجأ كل من كسر بخاطر الناس بجهلهم والحياة بقسوتها، يبلسم جرح قلبه ويربت على كتفه رحمة ومودة. يعلمنا كسر خواطرنا أن نرأف بأحسيس غيرنا ونجبر بخاطرهم ونحتضن زلاتهم بعطف وحب. يجبر الله بخاطر كل من يجتهد في جبر خواطر الناس من خلال الكلمة الطيبة والأفعال النبيلة. تعلم أن تداوي أوجاع القلب بجبر الخواطر فتكون ممن كسبوا رهان الدنيا وفازوا بامتحان الآخرة. إلى الإنسان يرتقي إلى الأعالي ويكون من عباد الله الصالحين عندما يجبر بخواطر الناس المكسورة ويحتضنهم. إن جبر الخواطر ينبئ عن شخصية إنسان متوازن محترم لذاته بإيمانه برسالة خالقه العظيم وعطفه على أبناء جنسه. إن الله عز وجل الرحيم يرجو من عباده الرحمة ببعضهم والسعي الدائم لجبر الخواطر والرأفة بالنفوس.