نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
هل يقبل بوتين بانضمام أوكرانيا إلى الاتحاد الأوروبي؟ - تكنو بلس, اليوم السبت 17 مايو 2025 10:55 صباحاً
تقول الحكمة التقليدية إنّ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مهتم حصراً بمنع أوكرانيا من الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي (ناتو) لأنه حلف أميركي "توسعي". أما انضمام أوكرانيا إلى منظمات غير عسكرية فليس بمشكلة.
بالفعل، في شباط/فبراير الماضي، وحين سئل عن المفاوضات بشأن انضمام أوكرانيا إلى الاتحاد الأوروبي، قال الناطق الرسمي باسم الكرملين دميتري بيسكوف: "نحن نتحدث عن مسارات من الاندماج الاقتصادي. هنا، بالطبع، لا أحد يستطيع إملاء أي شيء على دولة أخرى، ولن نقوم بفعل ذلك".
لكن مشكلة روسيا لا تكمن في "التوسع الأطلسي" وحسب. فهي ترفض أي قوات أوروبية في أوكرانيا حتى ولو كانت مستقلة عن واشنطن، سواء أكان اسمها "قوات حفظ سلام" أو "قوات طمأنة" مثل التي اقترحتها بعض القوى الأوروبية. كان الرفض واضحاً بحسب البيانات الروسية، بالرغم من أن الدول الأوروبية الراغبة عاجزة عن تحديد نطاق وعديد وصلاحية تلك القوات حتى الآن، وربما تكون عاجزة أيضاً عن الرد على الخروقات العسكرية الروسية المستقبلية بعد وقف محتمل لإطلاق النار.
خشية من المقارنات؟
عند الحديث عن بداية التوترات بين روسيا وأوكرانيا، غالباً ما يكون الناتو حاضراً. لكن الطيف الذي لا يقل أهمية هو مسألة علاقة أوكرانيا بالاتحاد الأوروبي. فشرارة التوترات العسكرية بين البلدين انطلقت عقب إعلان حكومة كييف بقيادة فيكتور يانوكوفيتش المقرب من موسكو رفضها الانضمام إلى اتفاقية شراكة مع الاتحاد الأوروبي في تشرين الثاني/نوفمبر 2013. واقترح يانوكوفيتش اتفاقية أخرى مع روسيا وبيلاروسيا. أطلق ذلك احتجاجات شعبية واسعة عُرفت بتظاهرات "الميدان الأوروبي" والتي أدت إلى إطاحة يانوكوفيتش وقد تلاها ضم روسيا للقرم ودعمها انفصاليين في منطقة دونباس.

بوتين - سبوتنيك/أب
بالتالي، حتى لو تمكنت روسيا من ضم كامل المناطق الأربع التي تطالب بها إضافة إلى الحصول على اعتراف بروسية القرم، تبقى هناك مشكلة بقاء القسم الأكبر من أوكرانيا أوروبياً، وبالتالي ديموقراطياً ومزدهراً على الأرجح. سيطلق ذلك مقارنات معقولة بين ما تعيشه المنطقتان، خصوصاً إذا فشل السكان "الروس" الجدد في المناطق الأربع بالحصول على الرفاهية نفسها التي من المتوقع أن يحصل عليها سكان أوكرانيا. سيمثل ذلك صداعاً جديداً للسلطات الروسية إذا اندلعت تظاهرات احتجاجية.
من هنا، ثمة احتمال وازن في أن يكون جواب بيسكوف في شباط محاولة لشراء الوقت وجس نبض الإدارة الجديدة. فكلامه جاء بعد أيام قليلة على إجراء الرئيسين الروسي والأميركي مكالمتهما الهاتفية الأولى.
"أرنب جديد"
ثمة بعدٌ آخر يستحق الاهتمام. يمكن أن تطرح روسيا لاحقاً إشكالية تمتع الاتحاد الأوروبي ببند للدفاع الجماعي شبيه بالمادة الخامسة من ميثاق تأسيس الناتو والتي تقول إن الهجوم على عضو أطلسي هو هجوم على جميع أعضائه. يتجلى ذلك في البند 7 من المادة 42. بطبيعة الحال، لو كانت هذه المادة قوية على مستوى الضمانات، لما اضطرت السويد وفنلندا الانضمام إلى الحلف الأطلسي، طالما أنهما تنتميان إلى الاتحاد الأوروبي. مع ذلك، ربما يتمكن بوتين من "إخراج هذا الأرنب" خلال مرحلة من مراحل التفاوض.
طالما أن الرئيس الروسي يجد في إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب شريكاً تفاوضياً مرناً، سيظل يضغط لتحقيق ما أمكن من مطالبه. عضوية الاتحاد الأوروبي قد لا تبدو على سلم أولوياته القصوى حالياً. ما سيكشفه المستقبل - أو قبعة بوتين - قد يكون مغايراً.
0 تعليق