نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
خمسة
وخميسة
(٣) - تكنو بلس, اليوم الأحد 18 مايو 2025 08:05 مساءً
هالة فاروق
د.هالة فاروق
أستكمل مقالاتي عن الحسد حيث يرجع علماء الاجتماع الخوف من الحسد كظاهرة اجتماعية إلى التنشئة الاجتماعية التي تجسِّد الخوف الغريزي للإنسان من فقد ما لديه في صورة اعتقاد الحسد، والفكر الشائع يعتقد أن هذه المعتقدات وطقوس تفاديها منتشرة لدى الطبقات الشعبية والريفية نظرًا لارتباطها بالتراث الشعبي، ولكن علم الاجتماع أكد أن الطبقات الأخرى لديها أيضا نفس المخاوف من الحسد ولكن الأفراد في الطبقات الأعلى يحاولون إخفاءها تجنبًا لاتهامهم بتصديق الخرافات الشعبية.
يعتبر الحسد من أقوى الأفكار الاجتماعية المتوارثة في المجتمع المصري، وقد ساهم الفن بدور لا يُستهان به في تكريس هذه المعتقدات، هل ينسى أحد المشهد الخالد في ثلاثية نجيب محفوظ (الست أمينة وهى تبخر سي السيد خوفا من الحسد)، وشخصية حورية في مسرحية الهمجي، والمشاهد المتكررة عن (صنع عروس رمزية تمثل الحاسد وثقب عينيها تخيلا أنها عين فلانة وفلانة).. .الخ
وحتى الآن مازالت هناك ممارسات عفوية تلقائية تتم لاتقاء شر الحسد، وهناك تمائم خاصة في كل بلد لمنع الحسد، على سبيل المثال يعتبر البخور من الطقوس الهامة ضد الحسد في كل البلاد العربية تقريبا، وفي تركيا تتم إسالة الفضة (صب الفضة) والشهقة مع لمس السن الأمامية أو الأذن، وفى المغرب العربي حمل (حجاب) لمدة 40 يوما، وفى العراق أيضا بالإضافة للخرزة الزرقاء المثقوبة 7 ثقوب، وفى اليمن تعد حدوة الحصان والكف الأزرق وسيلتين هامتين ضد الحسد، وبالطبع لدينا في مصر الكف والعين والخرزة الزرقاء ورش الملح ومسك الخشب، مع ترديد كلمات ما شاء الله ولا قوة إلا بالله، و(خمسة وخميسة) و(النهاردة الخميس يوم خمسة شهر خمسة)، وبالرغم من عدم وجود تفسير لفكرة العدد 5 كاتقاء للحسد.
بالطبع كلها طقوس شعبية قد لا تفيد في اتقاء الحسد، لكنها أيضا لا تضر، والأهم من كل ذلك الحصن القرآني الواقي لكل من يحتمى به ألا وهو المعوذتان فكيف نخاف الحسد والله قد منحنا درعا لحمايتنا؟!!
0 تعليق