ماذا قصد ترامب بحديثه عن "إف-55" و "إف-22 سوبر"؟ - تكنو بلس

النشرة (لبنان) 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
ماذا قصد ترامب بحديثه عن "إف-55" و "إف-22 سوبر"؟ - تكنو بلس, اليوم الأحد 18 مايو 2025 08:53 مساءً

الكلّ حائر. فهي واحدة من أكثر التّصريحات الحديثة إثارة للتكهّنات. خلال جولته الشّرق أوسطيّة، تحدّث الرئيس الأميركيّ دونالد ترامب عن طائرات مقاتلة جديدة أو محدّثة. المشكلة أنّها لم تكن تماماً على ألسنة المتحدّثين في البنتاغون خلال الآونة الأخيرة. والمشكلة الأكبر، بشكل محتمل، هي أنّها قد تكون من "نسج خيال" الرئيس.

 

حين كان في قطر، قال ترامب: "سنصنّع مقاتلة إف-55 – إذا حصلنا على السعر المناسب، علينا أن نحصل على السعر المناسب – ستكون (مقاتلة) بمحرّكين، وتحديثاً فائقاً لـ إف-35".

 

هل تكون "إف-55" مثل "إف-52"؟

قال وزير القوّات الجوّيّة في عهد الرئيس الأسبق بوش الابن فران كندال إنّه "مرتبك" من كلام ترامب مشيراً إلى أنّ نسخة بمحرّكين من "إف-35" ستكون تقريباً "إعادة تصميم كاملة". وأضاف في حديث إلى "بريكينغ ديفنس": "إنّه خيارٌ لم يُقدَّم لنا قط ولم ندرسه قط، على حدّ معرفتي".

 

بالفعل، يتطلّب إدخال محرّكين في المقاتلة تصميماً جديداً شاملاً لهيكلها، أي بنتيجة عمليّة، تطوير مقاتلة جديدة، بحسب موقع أميركيّ آخر متخصّص في الشّؤون الدفاعيّة، وهو "ديفنس وان". ونقل الموقع عن مسؤول سابق في القوّات الجوّيّة قوله عن ترامب: "أعتقد أنّه مرتبك. مرتبك للغاية. لا أستطيع حتى تخيّل شعور محاولة (إحاطته) أو إحاطته" بالأمر.

 

مقاتلات إف-35 (عن موقع لوكهيد مارتن)

مقاتلات إف-35 (عن موقع لوكهيد مارتن)

 

وأوضح الرئيس أنه يحبّ الطائرات ذات المحرّكين، لأنّها بحسب رأيه أكثر أماناً في حال تعطّل أحدهما، وهي ميزة غير موجودة في الطّائرات ذات المحرّك الواحد. ليس كلام الرئيس بعيداً من الواقع، بحسب تقرير "نيوزويك" على الأقل. فإلى جانب ميزة الأمان، يمكّن المحرّكان المقاتلة من التّحليق بشكل أفضل على مرتفعات أعلى مع حمولة أثقل. لكنّ سلبيّة المحرّكين أنّهما يجعلان المقاتلة أثقل وأكبر من النّسخ ذات المحرّك الواحد، مع كونها أكثر كلفة وتعقيداً على مستوى التّصنيع، لكن أيضاً على مستوى الإصلاح والصيانة.

 

بخصوص "إف-55"، يعتقد محلّل الشّؤون الجو-فضائية في شركة "أينجنسي بارتنرز" نيك كانينغهام إنّ هذه المقاتلة قد تشير بشكل بديل إلى برنامج مقاتلات "إف/أي-أكس أكس" الذي تنوي البحريّة الأميركيّة أن تدخله مكان أسطول إف/أي-18 سوبر هورنيت".

 

إف/أي-18 سوبر هورنيت (بوينغ)

إف/أي-18 سوبر هورنيت (بوينغ)

 

وهذا احتمال يطرحه أيضاً المحرّر الأوّل للشّؤون الدفاعيّة في موقع "1945" ومجلّة "ناشونال سكيوريتي جورنال" الدكتور برنت إيستوود. لم يستبعد إيستوود أن يكون مقصد ترامب الأساسيّ في الحديث عن "إف-55" هو مقاتلات "إف/أي-أكس أكس". لكنّه لفت النظر أيضاً إلى احتمال أن تكون مقاتلة "إف-55" من "نسج خيال" ترامب. فهو أشار إلى خطأ صدر عن الرئيس سنة 2018 حين قال لرئيس الوزراء النرويجيّ إنّ الولايات المتحدة ستسلّمه النّسخ الأولى من مقاتلات "إف-52" ، وهي مقاتلات غير موجودة أصلاً.

 

حتى حين تحدّثت "لوكهيد مارتن" عن تحديث "إف-35"، أشارت إلى الشّقّ المتعلّق بالمجسّات والإلكترونيّات، ولم تتحدّث عن إدخال محرّكين.

 

حيرة أخرى... حول الطائرة "الأجمل"

لم يكن الحديث عن "إف-55" هو وحده ما أثار الأسئلة بين المراقبين. "إف-22 سوبر" هو عنوان آخر لتكهّنات شبيهة. وصف ترامب "إف-22 رابتور" بأنها "أجمل مقاتلة في العالم". وأضاف: "سنقوم بتصنيع إف-22 سوبر (وستكون) نسخة عصريّة جدّاً" من المقاتلة الأساسيّة.

 

تمّ تصنيع مقاتلة "إف-22" من قبل "لوكهيد مارتن" في شراكة مع "بوينغ". كان الهدف من بنائها مواجهة القوّات الجوّيّة المعادية مع قدرتها الشبحيّة ومناوراتها الجذريّة. بحسب "بيزنس إنسايدر"، تتيح المقاتلة للطيّارين ميزة "النظرة الأولى والضربة الأولى والقتل الأول"، بالرّغم من أنّ تصنيع تلك المقاتلات توقّف سنة 2011، بينما تخضع المقاتلات المتبقّية لترقية في إلكترونيّاتها.

 

يعتقد إيستوود أنّ ثمة احتمالاً في أن يكون ترامب قد قصد مقاتلات "إف-47" التي ستدخل ضمن "الجيل التالي من الهيمنة الجوية". وحصلت "بوينغ" على عقد بقيمة 20 مليار دولار في شهر آذار/مارس الماضي لتطوير "إف-47" التي ستحلّق مدفوعة بمحرّكين. وقال رئيس أركان القوّات الجوّيّة في الجيش الأميركيّ الجنرال ديفيد ألفين إنّ "إف-47" ستحصل على مدى أطول بكثير من "إف-22" وقدرة شبحيّة أفضل بالإضافة إلى إمكانات دعم أوسع. وأطلق ترامب على المقاتلة رقم 47، على الأرجح، لأنّه الرئيس السابع والأربعون للولايات المتحدة.

 

هل من استنتاج بشأن نوايا ترامب؟

في إجابته على سؤال "النهار"، يميل إيستوود، وهو مؤلّف كتاب "البشر والآلات والبيانات: اتّجاهات مستقبليّة في الحرب"، إلى الاعتقاد بأنّ الرئيس الأميركيّ أساء التعبير في مكان ما. "أعتقد أنّه أخطأ في الكلام أو اختلط عليه أمر الطائرات بطريقة من الطرق".

 

لكنّه أضاف: "إذا كانت هذه خطّة مشروعة، وثمّة دوماً احتمال لأن تكون كذلك، فالولايات المتحدة لا تحتاج ولا تستطيع تحمّل كلفة مقاتلة إف-55 أو إف-22 سوبر، مهما تكن تنطوي عليه تلك الطائرات الغامضة. يجب على القوّات الجوّيّة الأميركيّة تركيز جميع تمويلها ومواردها على طائرة إف-47 إنغاد (الجيل التالي من الهيمنة الجوّيّة) وقاذفة الشبح بي-21 رايدر".

 

قاذفة بي-21 رايدر (شركة نورثروب غرومان المصنّعة لها)

قاذفة بي-21 رايدر (شركة نورثروب غرومان المصنّعة لها)

 

بمعنى آخر، سيواصل الخبراء العسكريّون التساؤل حاليّاً عمّا إذا كانت أفكار ترامب قد أتت من المصنّعين أم من البيت الأبيض.

 

أي بعبارة أخرى، من ترامب نفسه.

 

 

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق