ساد اللون الأسود ساحة القديس بطرس خلال حفل تنصيب البابا ليو الرابع عشر يوم الأحد، 18 أيار/مايو، فيما برزت أربع نساء ملكيات فقط يرتدين الأبيض، امتيازاً خاصاً يُعرف باسم "امتياز اللون الأبيض" (Privilège du blanc).

يُمنح هذا الامتياز للملكات أو الأميرات الكاثوليكيات، حيث يُسمح لهنّ بارتداء الأبيض عند لقاء البابا، خلافاً للتقليد السائد الذي يفرض على النساء غير الكاثوليكيات ارتداء اللون الأسود في حضرته.

ويُجيز هذا الامتياز للنساء الملكيّات الكاثوليكيات ارتداء فساتين بيضاء ذات أكمام طويلة، برقبة عالية، إلى جانب طرحة بيضاء تغطي الرأس، فيما يُطلب من بقية النساء الملكيّات ارتداء الزي نفسه باللون الأسود.

رغم أن الفاتيكان يعتبر هذه القواعد اليوم توجيهية أكثر منها إلزامية، فلا تزال النساء الملكيّات يلتزمن بها في المناسبات الرسمية. وقد سُجّلت استثناءات، أبرزها ظهور الملكة إليزابيث الثانية بفستان بلون الخزامى خلال لقائها البابا فرنسيس.

من هن النساء السبع اللواتي يتمتعن بهذا الامتياز؟

ومن بين النساء الملكيّات اللواتي ارتدين الأبيض خلال قداس البابا ليو الرابع عشر يوم الأحد، 18 أيار/مايو: ملكة إسبانيا ليتيثيا، ملكة بلجيكا ماتيلد، الدوقة الكبرى ماريا تيريزا من لوكسمبورغ، والأميرة شارلين.

4 نساء ملكيات بالأبيض في تنصيب البابا ليو الرابع عشر (من إنستغرام).

إجمالاً، هناك حالياً سبع نساء ملكيّات مسموح لهن بالمشاركة في هذا الامتياز: الملكة صوفيا والملكة ليتيزيا من إسبانيا، والملكة ماتيلد والملكة باولا من بلجيكا، والدوقة الكبرى ماريا تيريزا من لوكسمبورغ، والأميرة شارلين من موناكو، والأميرة مارينا من سافوي.

ووصلت ولية العهد الأميرة فيكتوريا، المنتمية إلى الكنيسة اللوثرية في السويد، مرتدية اللون الأسود. أما الملكة ماكسيما، على الرغم من كونها كاثوليكية ممارسة، فإنها لم تُمنح امتياز ارتداء الأبيض، نظراً لزواجها في عائلة ملكية بروتستانتية وتربيتها لبناتها على هذا الدين.

الأميرة شارلين تحصد الامتياز... وإطلالة من إيلي صعب

أما الأميرة شارلين، زوجة الأمير ألبرت، فلم يُمنح لها امتياز ارتداء الأبيض إلا في عام 2013، بعد لقائها البابا الراحل بنديكتوس السادس عشر، وذلك بخلاف معظم النساء الملكيّات الأخريات اللواتي مارسن هذا الامتياز كنوع من تقليد قديم في بلدانهن.

وقد أصدر الفاتيكان لاحقاً بياناً أوضح فيه أن الأميرة شارلين سُمح لها بارتداء الأبيض بصفتها زوجة حاكم كاثوليكي.

الأميرة شارلين في حفل تنصيب البابا ليو الرابع عشر (أ ف ب).

لكن الأميرة غريس، التي سبقتها في حمل لقب أميرة موناكو، لم تُمنح هذا الامتياز خلال لقاءاتها مع البابا بيوس الثاني عشر، والبابا يوحنا الثالث والعشرين، والبابا يوحنا بولس الثاني.

وكانت أميرة موناكو شارلين اعترفت أنها استغرقت وقتاً طويلاً لتكييف خزانة ملابسها مع متطلبات الموضة الملكيّة وتوقّعات البروتوكول، قائلة لمجلة تاتلر عام 2010: "مع قضائي المزيد من الوقت في موناكو، طوّرتُ فهمي للموضة. لكن الوصول إلى نفسي استغرق وقتاً طويلاً. ولأنني أمتلك أكتافاً عريضة، فإن الخطوط الأنيقة البسيطة والبسيطة تناسبني أكثر".

إطلالة الأميرة شارلين في حفل تنصيب البابا ليو الرابع عشر (أ ف ب).

وأثناء حضورها قدّاس تنصيب البابا ليو الرابع عشر يوم الأحد، تألّقت الأميرة شارلين بإطلالة بيضاء أنيقة من توقيع المصمّم اللبناني العالمي إيلي صعب، فارتدت فستاناً أبيض بطولٍ متوسط، مُزيّناً بأزرار ناعمة وخطوط دقيقة على الجزء العلوي، مع نقوش تجريدية أكثر وضوحاً عند الحافة، مما أضفى عليه لمسة من الرقيّ المعاصر.

تفاصيل الأميرة شارلين في حفل تنصيب البابا ليو الرابع عشر.

وأكملت إطلالتها بغطاء رأس شفاف، وحقيبة يد بيضاء، وحذاء مدبب باللون نفسه، في تنسيق يعكس البساطة والأناقة الملكية.

الأميرة شارلين في حفل تنصيب البابا ليو الرابع عشر (أ ف ب).

إطلالات الملكات الإسبانيات... زينة تقليدية

لطالما كان لدى الملكات الإسبانيات خيار ارتداء المانتيلا مع البينيتا، وهي زينة تقليدية للشعر تتكوّن من مشط يوضع تحت الدانتيل لتثبيت الغطاء على الرأس. وقد ارتدت الملكة ليتيثيا هذا الزيّ التقليدي مرة واحدة فقط، وذلك خلال لقائها البابا يوحنا بولس الثاني عام 2004، ولم تعاود ارتداءه بعد ذلك.

الملكة ليتيزيا في حفل تنصيب البابا ليو الرابع عشر (أ ف ب).

أما الملكة صوفيا، فقد ظهرت بالمانتيلا والبينيتا في مناسبات متعددة خلال لقائها عدداً من الباباوات.

يذكر أن امتياز اللون الأبيض يمثّل رمزاً للنقاء والبراءة لدى الحكام الكاثوليك، وهو هبة من الفاتيكان تُمنح لأولئك الذين حافظوا على إيمانهم وثباتهم عبر القرون.