السياحة في جزيرة ثاسوس: لؤلؤة شمال بحر إيجه - تكنو بلس

النشرة (لبنان) 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
السياحة في جزيرة ثاسوس: لؤلؤة شمال بحر إيجه - تكنو بلس, اليوم الاثنين 19 مايو 2025 05:08 مساءً

وسط مياه بحر إيجه الشمالية، تختبئ جزيرة ثاسوس اليونانية كجوهرة هادئة بعيدة عن صخب السياحة الجماعية، لتقدم لزوارها تجربة سفر مميزة تمزج بين الطبيعة البكر، والتاريخ العريق، والحياة المحلية الوديّة. تعرف الجزيرة باسم "زمردة بحر إيجه" بفضل غاباتها الخضراء الكثيفة التي تغطي سفوح الجبال، وشواطئها ذات المياه الصافية والرمال الذهبية، فضلًا عن ثقافتها الغنية التي تعكس إرثًا من الحضارات القديمة. ورغم صغر حجمها مقارنة بالجزر الأخرى في اليونان، فإن ثاسوس تمنح كل زائر إحساسًا خاصًا بالسكينة والانفصال عن الزمن، لتكون وجهة مثالية لعشّاق الاسترخاء، ومحبي المغامرة، ومَن يبحثون عن بعدٍ ثقافي في رحلاتهم.

أهم ما يميز ثاسوس هو تنوع شواطئها ومناظرها الطبيعية الخلابة، حيث تجمع بين الجبال الشاهقة، والغابات الصنوبرية الكثيفة، والشواطئ الهادئة التي تبدو كلوحات فنية. من أشهر الشواطئ في الجزيرة شاطئ "غولدن بيتش" الذي يتميز بمياهه الضحلة والرمال الناعمة، وهو مثالي للعائلات والأطفال. 

أما شاطئ "باراديس بيتش" فيُعد من أجمل الأماكن لعشّاق السباحة والطبيعة، ويحيط به التلال الخضراء من كل جانب. وللباحثين عن مغامرات بحرية، تقدم الجزيرة مواقع مثالية للغطس والغوص واستكشاف الكهوف البحرية الصغيرة. كما أن القيادة حول الجزيرة تمنح المسافر مشاهد بانورامية ساحرة، خاصة عند المرور بقرى جبلية مثل "باناجيا" و"ثيولوغوس"، حيث البيوت الحجرية التقليدية والأزقة الضيقة والأجواء الريفية الأصيلة.

تجربة ثقافية غنية وتاريخ عريق

ثاسوس ليست فقط جزيرة طبيعة، بل أيضًا وجهة ثقافية تعكس عمق التاريخ اليوناني. فقد كانت الجزيرة مأهولة منذ العصور القديمة، واشتهرت بمناجم الذهب والرخام، ولا تزال آثار هذه الحضارات باقية حتى اليوم. يمكن للزوار استكشاف المسرح القديم في مدينة ليمناس – عاصمة الجزيرة – والذي يعود للعصر الهلنستي ويطل على البحر، كما يمكن زيارة المتحف الأثري الذي يعرض تماثيل وأدوات ومقتنيات تعود إلى آلاف السنين. 

القرية الجبلية "كاسترو"، المهجورة نسبيًا، تمثل محطة تاريخية مميزة لمحبي الاستكشاف، حيث تقع في قلب الجبال وتوفر إطلالة مذهلة وتفاصيل معمارية تقليدية. إضافة إلى ذلك، فإن المهرجانات الصيفية التي تُقام في القرى، مثل الاحتفالات الشعبية والموسيقى التقليدية، تتيح للزوار التفاعل المباشر مع السكان المحليين والتعرف على عاداتهم وتقاليدهم.

الطهي المحلي والهدوء بعيدًا عن الزحام

الطعام في ثاسوس هو تجربة قائمة بذاتها، حيث تعتمد المطاعم على منتجات محلية طازجة من زيت الزيتون، والعسل، والأعشاب، والجبن، والأسماك التي تُصاد يوميًا من بحر إيجه. الأطباق التقليدية مثل "الموساكا" و"الدولما" والمأكولات البحرية المشوية تُقدَّم في مطاعم صغيرة مطلّة على البحر، بأجواء دافئة وودودة. ما يميز الجزيرة أيضًا هو بعدها عن الطابع التجاري المكثف الموجود في الجزر اليونانية الأكثر شهرة مثل سانتوريني أو ميكونوس، ما يجعل التجربة أكثر أصالة وهدوءًا. الزائر في ثاسوس يشعر بأنه يعيش لحظات حقيقية في قلب اليونان، بعيدًا عن الزحام والمبالغة. حتى الفنادق والنُزُل تميل إلى الطابع العائلي والبسيط، ما يعزز من الشعور بالراحة والانتماء.

تُمثّل جزيرة ثاسوس خيارًا مثاليًا للمسافرين الباحثين عن تجربة تجمع بين الجمال الطبيعي، والهدوء، والتاريخ، والثقافة المحلية الأصيلة. إنها ليست مجرد جزيرة في بحر إيجه، بل رحلة حقيقية إلى قلب اليونان القديمة، وجنة خضراء لا تزال تحافظ على سحرها الهادئ وبُعدها عن أعين السياحة الجماعية.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق