نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
إيمان
الشعراوي:
زيارة
رؤساء
استخبارات
شرق
أفريقيا
لسد
النهضة
تكشف
تحول
الأزمة
إلى
مواجهة
إقليمية - تكنو بلس, اليوم الاثنين 19 مايو 2025 05:53 مساءً
أكدت إيمان الشعراوي، الباحثة المتخصصة في الشأن الأفريقي ، أن زيارة رؤساء أجهزة الاستخبارات والأمن من دول شرق أفريقيا إلى موقع سد النهضة تمثل تحولًا جوهريًا في مسار الأزمة، مشيرة إلى أن القضية لم تعد تدار كخلاف فني أو قانوني بين ثلاث دول، بل باتت تدمج تدريجيًا ضمن معادلات الأمن الإقليمي والجيوسياسي للقارة، في إطار استراتيجية إثيوبية واضحة تهدف إلى توسيع نطاق دعمها السياسي والاستخباراتي.
إيمان الشعراوي: زيارة رؤساء استخبارات شرق أفريقيا لسد النهضة تكشف تحول الأزمة إلى مواجهة إقليمية
وتوضح الشعراوي، أن الرسالة الأساسية لهذه الزيارة تتمثل في سعي إثيوبيا لتحويل سد النهضة من مشروع وطني إلى قضية أفريقية جماعية، فإدراج السد على جدول أعمال أجهزة الأمن الإقليمية يعد محاولة متعمدة لإعادة تعريفه كرمز للسيادة الأفريقية والقدرة على تحقيق التنمية الذاتية، كما تأتي هذه الخطوة في سياق أوسع تسعى فيه إثيوبيا لتحويل النقاش من محور "حقوق مصر والسودان" إلى إطار التضامن والتنمية على المستوى القاري.
وأضافت إيمان الشعراوي، أن الزيارة تحمل أبعادًا سياسية وأمنية واضحة، حيث تأتي ضمن استراتيجية إثيوبية تهدف إلى شرعنة السد عبر كسب دعم إقليمي صامت أو علني، ويقدم السد حاليًا كعنصر من عناصر الأمن القومي الأفريقي، بما يسهم في توسيع الشرعية حوله ويضيق على التحركات المصرية السودانية الرافضة للخطوات الأحادية.
وأكدت الشعراوي، أن إصرار إثيوبيا على المضي في سياسة الملء والتشغيل الأحادي، ورفضها المتكرر لأي اتفاق قانوني ملزم، يشير إلى توجه متعمد نحو الإضرار بالمصالح الحيوية لمصر والسودان، فالسياسات الإثيوبية القائمة لا تعكس مجرد خلاف تنموي، بل تعكس تصورًا استراتيجيًا يقوم على فرض الهيمنة المائية وتجاهل الحقوق التاريخية لدولتي المصب، ما يشكل تهديدًا لمواردها المائية وأمنها القومي.
ولفتت الشعراوي، إلى أن توقيت الزيارة يتزامن مع مستجدات ، على رأسها إعلان إثيوبيا عن إنشاء قوة أمنية خاصة لحماية السد، ما يعكس اتجاهاً واضحًا نحو عسكرة المشروع وتحويله إلى منشأة سيادية ذات طابع عسكري، كما تزامنت هذه الزيارة مع زيارة وزير الخارجية الإسرائيلي إلى إثيوبيا، وهو ما يطرح تساؤلات عديدة حول طبيعة التحالفات الجديدة التي تسعى إثيوبيا لتشكيلها، ورسائلها المباشرة وغير المباشرة تجاه مصر.
وترى الباحثة في الشأن الافريقي، أن هذه الزيارة قد تشكل أيضًا خطوة أولية نحو إنشاء ميثاق أمني غير معلن لحماية البنى التحتية الاستراتيجية في شرق أفريقيا، فضلًا عن استخدامها كأداة لرصد ردود الفعل الإقليمية والدولية في سياق حرب نفسية متصاعدة، وتحضيرًا لاحتمالات التصعيد مع مصر أو السودان في المستقبل القريب.
وتحذر الشعراوي، من أن هذه التطورات، قد تؤدي إلى مزيد من الاستقطاب الإقليمي، وتعميق الانقسام بين دول المنبع والمصب، في وقت تتضاءل فيه فرص الوصول إلى تسوية قانونية عادلة، كما أن هذه التحركات تمنح إثيوبيا مساحة أوسع لفرض رؤيتها للأمر الواقع.
إيمان الشعراوي: زيارة رؤساء استخبارات شرق أفريقيا لسد النهضة تكشف تحول الأزمة إلى مواجهة إقليمية
وبينت إيمان الشعراوي، الباحثة في الشأن الافريقي، أن هذه الزيارة ليست مجرد خطوة بروتوكولية، بل جزء من مشروع إثيوبي متكامل يهدف إلى تكريس الواقع القائم، وتوسيع النفوذ، ورفع سقف المطالب التفاوضية في أي محادثات مستقبلية.
واختتمت الشعراوي، بالتأكيد على ضرورة أن تعيد مصر صياغة استراتيجيتها تجاه القارة الأفريقية، ليس فقط على المستوى القانوني والدبلوماسي، بل أيضًا عبر بناء سردية تنموية وشراكات حقيقية داخل الوعي الأفريقي الجماعي، مشددة على أن "المعركة لم تعد تخاض فقط عبر القوانين، بل داخل العقول، ومن يملك الرواية هو الأقرب للنصر".
0 تعليق