شهدت أسعار النفط ارتفاعاً طفيفاً في التعاملات الآسيوية المبكرة يوم الثلاثاء، مدفوعةً بالأنباء عن تعثر محتمل في المفاوضات النووية بين الولايات المتحدة وإيران. هذا التطور يقلل من احتمالية عودة سريعة للإمدادات النفطية الإيرانية إلى الأسواق، مما يثير مخاوف بشأن نقص المعروض في وقت تشهد فيه التوقعات الاقتصادية العالمية ضغوطاً متزايدة.

ارتفعت العقود الآجلة لخام برنت بواقع 12 سنتاً لتسجل 65.66 دولاراً للبرميل، بينما زادت عقود خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي (WTI) 16 سنتاً لتصل إلى 62.85 دولاراً، وفقاً لبيانات رويترز.

تأتي هذه التحركات وسط تقارير إيرانية تفيد بأن المحادثات النووية مع الولايات المتحدة لن تُحرز تقدماً إذا أصرت واشنطن على وقف كامل لتخصيب اليورانيوم. وفي المقابل، يشدد المبعوث الأمريكي الخاص للشأن الإيراني على ضرورة تضمين هذا الشرط في أي اتفاق مستقبلي.

يرى محللون أن هذا التعثر يقلل من فرص رفع العقوبات الأمريكية عن إيران، والتي كان من شأنها أن تسمح بضخ ما بين 300 ألف إلى 400 ألف برميل إضافي يومياً من النفط الإيراني إلى الأسواق العالمية.

في المقابل، واجهت أسعار النفط ضغوطاً من عوامل اقتصادية أخرى. فقد قامت وكالة “موديز” للتصنيف الائتماني بخفض تصنيف الديون السيادية للولايات المتحدة يوم الجمعة الماضي، ما يعكس قلقاً متزايداً بشأن الدين الأمريكي المتصاعد الذي تجاوز 36 تريليون دولار، وهذا بدوره يضعف التوقعات الاقتصادية لأكبر مستهلك للطاقة في العالم.

كما أثرت البيانات الاقتصادية السلبية من الصين، التي أظهرت تباطؤاً في نمو الإنتاج الصناعي ومبيعات التجزئة، على معنويات السوق، مما يزيد المخاوف بشأن تراجع الطلب من أكبر مستورد للنفط في العالم.

تظل التوقعات قصيرة المدى لأسواق النفط مرتبطة بشكل وثيق بمستقبل المفاوضات النووية بين إيران والولايات المتحدة، واستمرار التوترات الجيوسياسية كالحرب الروسية الأوكرانية، بالإضافة إلى تطورات السياسات التجارية والرسوم الجمركية العالمية.