فُجِع الوسط الفني السوري بخبر وفاة الفنانة القديرة فدوى محسن، عن عمر ناهز 84 عامًا، بعد مسيرة فنية امتدت لأكثر من ثلاثة عقود تركت خلالها بصمة لا تُنسى في ذاكرة الدراما السورية. وأعلنت نقابة الفنانين في سوريا، عبر صفحتها الرسمية على "فيسبوك"، خبر الوفاة، مشيرة إلى أنه سيتم الإعلان عن تفاصيل التشييع والدفن في وقت لاحق.

نجلها الفنان هاني البكار نعاها بكلمات مؤثرة عبر "إنستغرام"، كتب فيها: "أمي في ذمة الله.. الله يرحمك يا أمي.. رحتي لعند أرحم الراحمين"، لتغمر مواقع التواصل رسائل الحزن والتعزية من جمهورها وزملائها في الساحة الفنية.

بداية متأخرة وتألق في أدوار الأم

وُلدت فدوى محسن في مدينة دير الزور السورية في 26 فبراير/شباط عام 1941، وانطلقت إلى عالم الفن في منتصف ثمانينيات القرن الماضي. إلا أن انطلاقتها الحقيقية جاءت عام 1992، من خلال مشاركتها في مسلسل "طرابيش"، الذي شكّل نقطة التحول الأهم في مسيرتها الفنية.

لكن الدور الذي رسّخ مكانتها لدى الجمهور كان "أم إبراهيم" في مسلسل "باب الحارة"، حيث جسّدت شخصية الأم الشامية بكل دفئها وتفاصيلها، لتصبح جزءًا من ذاكرة المشاهدين في المنطقة العربية.

رصيد فني غني… ومظلومية في النهاية

قدمت فدوى محسن عشرات الأدوار في أعمال درامية وسينمائية شهيرة، منها: "ما ملكت أيمانكم"، "قلوب صغيرة"، "صرخة روح"، "العبابيد"، "عودة غوار"، "بقايا صور"، "أبناء القهر"، و"كوابيس منتصف الليل"، وغيرها من الأعمال التي جسّدت من خلالها أدوارًا إنسانية نابضة بالمشاعر، وكرّست حضورها كوجه مألوف وأليف لدى جمهور الدراما السورية.

لكن رغم هذا العطاء الفني الممتد، عانت الراحلة من الإقصاء والتهميش في سنواتها الأخيرة، كما كشف ابنها، مشيرًا إلى أنها لم تحظَ بالتكريم اللائق في العديد من المحافل، على الرغم من استحقاقها له، وهو ما أثار تساؤلات حول آلية الوفاء لفناني الجيل الذهبي في الوسط السوري.

تكريم متأخر… في منزلها

من جانبها، أكدت الفنانة تماضر غانم، رئيس فرع دمشق لنقابة الفنانين، أن النقابة كانت تتابع وضعها الصحي، وقامت بزيارتها وتكريمها في منزلها، في لفتة تقديرية لمسيرتها الطويلة، رغم أنها لم تلقَ الصدى الإعلامي المتوقع آنذاك.

رحيل بصوت الأم… وصورة الحنان الدمشقي

برحيل فدوى محسن، تفقد الدراما السورية واحدة من أبرز الممثلات اللاتي أتقنّ تجسيد صورة الأم الدمشقية الأصيلة، وعبّرن عن المرأة السورية بكل ملامحها الواقعية والبسيطة. فقد كانت، كما وصفها زملاؤها، فنانة هادئة، ملتزمة، حاضرة في الكواليس بروح الأم، وفي الشاشة بصورة الحنان الذي لا يُنسى.

وداعًا فدوى محسن.. .ستظل ملامحك محفورة في ذاكرة جمهور أحبّ فيكِ الصدق، والبساطة، وحرارة المشاعر.

للمزيد تابع

خليجيون نيوز على: فيسبوك | إكس | يوتيوب | إنستغرام | تيك توك