"إنكاران" لا يقيمان حلّا! - تكنو بلس

النشرة (لبنان) 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
"إنكاران" لا يقيمان حلّا! - تكنو بلس, اليوم الأربعاء 21 مايو 2025 05:42 صباحاً

"ويأتيك بالأخبار من لم تزود"، أي أننا قسرا أو رضاء سنضطر إلى التدقيق في واقع "ما بعد" الانتخابات البلدية على أساس أي نسيج داخلي يترصد لبنان في أول مساره "السيادي" الطالع بعد نشوء العهد والحكومة الجديدين؟

 

جرى التقليل كثيرا من الأهمية والدلالات السياسية و"الوطنية" (هذه المفردة صار استعمالها نادرا!) للانتخابات البلدية قبل انطلاقتها وخلالها، إما بداعي الاقتناعات الخاطئة بأنها استحقاق تطغى عليه "العائلية"، وكأن العائلية المزعومة ليست مغمسة بدورها بالسياسة في لبنان حتى العظام، وإما بداعي "التقية" السياسية والطوائفية لحياكة معارك تنافسية، وهذا ما انكشف على الغارب منذ الجولة الأولى. وبكل المعايير التي صنعت منها حدثا لا مفر من معاينته بدقة على أبواب العد العكسي للسنة الأخيرة الفاصلة عن الانتخابات النيابية، تخرج الانتخابات البلدية بعد أقل من أسبوع على جولتها الرابعة والأخيرة في الجنوب بمجموعة حقائق صارمة لا تحتمل اجتهادات أو تلاوين أو محاولات تجميل، صدف أن تجمع معظمها في "موقعتي" بيروت والبقاع، وستتوالى آخر فصولها السبت المقبل في الجنوب.
الحقيقة الأولى بتراتبية الأولويات تتصل بالواقع السني تحديدا، ولو أن الأضواء الإعلامية الكاشفة مسلطة أكثر على الواقعين المسيحي والشيعي. فالانتخابات الأخيرة في كل من جبل لبنان والشمال والبقاع وبيروت، أفضت، بما يعجب أو لا يعجب أحدا، إلى تثبيت واقع مفاده أن "الحريرية" لا تزال الوجدان الغالب للسنة الذي لم يرثه أي مكون أو مجموعة مكونات سنية قائمة أو مستحدثة، وليس الخرق المدوي للائحة ائتلاف الأحزاب في بيروت بصوت "حريري" واضح إلا الشهادة القاطعة على أن سعد الحريري نفسه لم يتمكن من حجب صوت أنصاره. وتاليا، فإن أي معطيات خارجية أو داخلية لن توقف تداعيات ردع أو "قمع" التمثيل الثقيل للحريرية، مع ما يستتبعه ذلك من أخطار مستدامة على طبيعة التوازنات الداخلية.
الحقيقة الثانية تتصل بسطوع نجم "القوات اللبنانية" على أوسع مما طمحت إليه بنفسها على الأرجح. الحاصل بعد "موقعة" زحلة الشهيرة يكشف مع تراكم الحصاد "القواتي" لعشرات البلديات في الجبل والشمال والبقاع، أن هذه القوة المسيحية المتقدمة كل حلفائها وخصومها المسيحيين في ساحات الاستفتاء الانتخابي الراهن إنما تترجم الاندفاعات السيادية للمسيحيين أكثر من أي عامل آخر، أي أن الاندفاع نحو إكمال الدولة السيادية وضع "القوات" كرأس حربة أكثر من كونها قوة مسيحية لأن الحلفاء التاريخيين الآخرين لا يقلون "مسيحية" عنها . ولكن العامل الإجرائي التنظيمي لديها أدّى دورا حاسما في أقوى استعراضاتها إطلاقا بعد زلزال لبنان الأخير ، وهو ما سيحسب بدقة لدى الحلفاء والخصوم بعد "موقعة زحلة" خصوصا.
الحقيقة الثالثة، ولعلها ستكون الأشد إثارة للجدل بين أقصى الإنكار أو أقصى التضخيم، تذكر بالانتخابات الأولى التي حملت "حزب الله" إلى البرلمان في لبنان في مطالع التسعينيات. ستخرج الانتخابات البلدية باستفتاء شيعي خالص لمصلحة "الثنائي الشيعي" في سائر مناطق نفوذه بلا أي تغيير، وسيشكل ذلك "سلاح" الحزب الذهبي للاحتماء به رفضا للاعتراف بسقوط "سلاحه" الحربي والقتالي الذي يختصر ب"المقاومة". سيشكل إنكار القوة الشعبية للحزب مجافاة صارخة للحقيقة كما سيكبر مأزق تسليم السلاح ونزعه.
إنه رسم بياني لا يمكن مواجهته إلا على البارد واستذكار المقولة "الخالدة" لجورج نقاش "لاءان لا تصنعان أمة" ... وتاليا "إنكاران" لا يقيمان حلا!

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق