كتب - محمود طلبة 

أعلن وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي اليوم أن طهران تدرس إمكانية المشاركة في جولة المفاوضات النووية المقبلة مع الولايات المتحدة، وسط توترات متزايدة بسبب مطالب واشنطن الجديدة التي ترفض إيران القبول بها.  

ويأتي ذلك بعد تصريحات وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو التي شددت على أن واشنطن تسعى لعقد اتفاق يمنع طهران من تخصيب اليورانيوم، وهو مطلب تعتبره إيران حقًا سياديًا وغير قابل للنقاش. 

وأوضح عراقجي أن بلاده ردت بالفعل على مطالب الولايات المتحدة، واصفًا إياها بأنها غير منطقية وتخالف روح الحوار، مشيرًا إلى أن إيران تدرس ما إذا كان من الممكن إجراء مفاوضات مثمرة في الزمان والمكان المحددين.  

وشدد على أن برنامج تخصيب اليورانيوم الإيراني سيستمر سواء أبرم الاتفاق أم لا، لكنه أضاف أن إيران مستعدة لتعزيز الشفافية حول برنامجها السلمي، مقابل رفع العقوبات التي تفرضها واشنطن بحجة البرنامج النووي. 

وأكد الوزير الإيراني أن بلاده لن تقبل مطالب إضافية تحرمها من حقوقها المشروعة، مشيرًا إلى أن طهران لم تتخل عن خيار الدبلوماسية رغم تحفظاتها.  

وتأتي هذه التصريحات بعد أربع جولات من المفاوضات بين واشنطن وطهران في روما ومسقط، لا تزال عالقة بسبب خلافات حول قضايا جوهرية، ومن بينها التخصيب. 

وأكد وزير الخارجية الأمريكي روبيو خلال جلسة استماع في مجلس الشيوخ أن إدارة الرئيس ترمب تسعى إلى اتفاق يسمح لإيران بامتلاك برنامج نووي مدني دون قدرات تخصيب، موضحا أن الأمر معقد وأن المفاوضات تركز بشكل أساسي على هذه النقطة، لأنها تمثل جوهر الخلاف.  

وأكد أن واشنطن ترى أن السماح لطهران بالتخصيب يشكل تهديدا أمنيا  لا يمكن القبول به، رغم استعدادها للتوصل إلى اتفاق يحقق السلام والازدهار. 

وأبدى المرشد الإيراني علي خامنئي تشكيكه في إمكانية التوصل إلى اتفاق مع واشنطن خلال المفاوضات الحالية، موضحًا أن التجارب السابقة أظهرت فشل المفاوضات المباشرة وغير المباشرة على حد سواء. 

وأشار خامنئي إلى أن رئيسي رفض سابقًا التفاوض تحت الضغط، معتبرا أن هذه المواقف لم تثمر عن نتائج إيجابية حتى الآن معربًا عن عدم اليقين بشأن مستقبل هذه المحادثات.