شهدت كوريا الشمالية حادثًا بحريًا نادرًا أثار جدلًا واسعًا، حيث تعرضت مدمرة جديدة تزن 5000 طن لأضرار جسيمة أثناء إطلاقها في حفل رسمي حضره الزعيم كيم جونج أون. 
ووصف زعيم كوريا الشمالية الحادث بأنه "عمل إجرامي" ناجم عن "إهمال مطلق"، مما يعكس توترًا داخليًا في ظل سعي البلاد لتعزيز قدراتها البحرية.

تفاصيل الحادث:

وقع الحادث في حوض بناء السفن بمدينة تشونغجين، حيث انزلقت المدمرة الجديدة بشكل غير متوازن أثناء إطلاقها، مما أدى إلى تحطم أجزاء من قاعها. 
وأفادت وكالة الأنباء المركزية الكورية الشمالية بأن الحادث نجم عن "اختلال التوازن" خلال التدشين، دون الإشارة إلى وقوع إصابات.

رد فعل زعيم كوريا الشمالية:

أعرب زعيم كوريا الشمالية عن غضبه الشديد، واصفًا الحادث بأنه "حادث خطير وعمل إجرامي ناجم عن الإهمال المطلق وانعدام المسؤولية والاعتماد على التجريبية غير العلمية". 
وأمر بإعادة تجهيز السفينة قبل اجتماع حزبي مقرر في يونيو، مؤكدًا أن استعادة المدمرة ليست مجرد قضية عملية، بل "قضية سياسية تتعلق مباشرة بسلطة الدولة".

خلفية المشروع:

تُعد هذه المدمرة جزءًا من جهود كوريا الشمالية لتحديث قواتها البحرية. 
وفي أبريل الماضي، دشنت البلاد الفرقاطة "تشوي هيون" (Choi Hyon)، وهي أكبر سفينة سطحية بنتها على الإطلاق، بوزن إزاحة يبلغ 5000 طن. 
وتتميز هذه السفينة بقدرتها على حمل صواريخ سطح-سطح وسطح-جو، ويُعتقد أنها مزودة بأنظمة إطلاق عمودي متقدمة.

تحليل الخبراء:

يرى محللون أن هذا الحادث يُعد نادرًا في كوريا الشمالية، التي نادرًا ما تعترف علنًا بفشل مشاريعها العسكرية. 
ويُعتقد أن الحادث قد يكون نتيجة لقلة الخبرة في التعامل مع سفن بهذا الحجم، أو بسبب استعجال في التحضيرات.

التداعيات المستقبلية:

من المتوقع أن يؤدي هذا الحادث إلى مراجعة شاملة لعمليات بناء السفن في كوريا الشمالية، وربما إلى تغييرات في القيادات المسؤولة عن المشروع. 
كما قد يؤثر على الجدول الزمني لمشاريع التحديث البحري الأخرى التي تسعى البلاد لتنفيذها.
يُسلط هذا الحادث الضوء على التحديات التي تواجهها كوريا الشمالية في سعيها لتحديث قواتها البحرية، ويُظهر مدى أهمية هذه المشاريع بالنسبة للقيادة العليا، التي ترى فيها رمزًا لقوة الدولة وهيبتها.