في ظل تصاعد الأزمة الإنسانية في قطاع غزة وتدهور الأوضاع الصحية، أعلنت الحكومة الإسرائيلية عن تعيين رئيس جديد لجهاز الأمن الداخلي (الشاباك)، مما أثار موجة من الانتقادات والاحتجاجات داخل إسرائيل. 
في الوقت نفسه، تواجه غزة كارثة صحية مع انهيار المستشفيات ونقص حاد في الإمدادات الطبية، وسط استمرار العمليات العسكرية الإسرائيلية.

تعيين رئيس جديد للشاباك يثير الجدل

أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عن تعيين نائب الأدميرال المتقاعد إيلي شرفيت رئيسًا جديدًا لجهاز الشاباك، متجاهلًا توصيات المستشارة القضائية التي دعت إلى تأجيل التعيين حتى يتم وضع قواعد قانونية تضمن حسن سير الإجراءات. 

هذا القرار فاجأ قيادة الجيش الإسرائيلي، حيث أُبلغ رئيس الأركان قبل ثلاث دقائق فقط من الإعلان الرسمي، مما أثار استياءً واسعًا داخل المؤسسة الأمنية.

الخطوة أثارت احتجاجات في تل أبيب، حيث تظاهر الآلاف رفضًا للتعيين، معتبرين أنه يهدد سيادة القانون ويقوض استقلالية الأجهزة الأمنية. 

الانتقادات لم تقتصر على المعارضة، بل شملت شخصيات بارزة في الائتلاف الحاكم، مما يعكس الانقسام العميق داخل الحكومة الإسرائيلية.

المنظومة الصحية في غزة على شفا الانهيار

في المقابل، يعاني قطاع غزة من تدهور حاد في الأوضاع الصحية، حيث أعلنت منظمة الصحة العالمية أن 94% من مستشفيات القطاع تضررت، ولم يبق سوى 19 من أصل 36 مستشفى يعمل بشكل جزئي فقط. 

المنظمة حذرت من أن النظام الصحي في غزة بحاجة ماسة إلى المستلزمات الطبية، مشيرة إلى أن الحصار المفروض على القطاع دام أكثر مما ينبغي.

المدير العام لوزارة الصحة في غزة صرح بأن الاحتلال الإسرائيلي أخرج المنظومة الصحية عن العمل في القطاع، حيث أخرج ما يقارب 22 مستشفى عن الخدمة من أصل 38. 

كما أشار إلى أن 16 ألف طفل استشهدوا حتى اللحظة منذ 7 أكتوبر 2023، وأن هناك 122 ألف جريح جراء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة.

دعوات دولية لوقف إطلاق النار وإدخال المساعدات

في ظل هذه الأوضاع، دعت وزيرة الخارجية الفنلندية إلى استئناف وصول المساعدات إلى غزة بشكل كامل ووقف إطلاق النار وعودة الرهائن. 

كما أكدت الخارجية الأمريكية أن اهتمامها ينصب على إجراءات السلامة بشأن إيصال المساعدات إلى غزة، وأن هذا هو هدف وقف إطلاق النار.

منظمة الصحة العالمية شددت على ضرورة دخول المساعدات إلى قطاع غزة دون أي عوائق، مشيرة إلى أن الناس في غزة يحتاجون إلى وقف إطلاق النار. 

كما أعربت عن قلقها من أن النظام الصحي في غزة بحاجة ماسة إلى المستلزمات الطبية، وأن الحصار المفروض على القطاع دام أكثر مما ينبغي.
في ظل استمرار العمليات العسكرية وتدهور الأوضاع الإنسانية في غزة، تزداد الضغوط الدولية على إسرائيل لوقف إطلاق النار والسماح بدخول المساعدات الإنسانية. 

في الوقت نفسه، يواجه الداخل الإسرائيلي انقسامات حادة بسبب قرارات الحكومة، مما يضع البلاد أمام تحديات سياسية وأمنية متزايدة.