اختلفنا مين «يسب» الثاني أكثر ! - تكنو بلس

مديا 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
اختلفنا مين «يسب» الثاني أكثر ! - تكنو بلس, اليوم الجمعة 23 مايو 2025 12:37 صباحاً

يقولون (مدري مين هُم) أن اختلاف الرأي لا يُفسد للود قضية، وأنا أقول أن اختلاف الرأي يفسد الود، والعلاقة، والقضية.

ففي ثقافاتنا العربية غالباً ما يتحول اختلاف الرأي إلى عراك كلامي قد يتخلله في البداية القليل من الاحترام ثم يتبعه الكثير من الشتائم، ثم يتطور النقاش ويحتد حتى يصل إلى التشكيك في الوطنية، أو الدين، أو الذوق، أو الانتماء، أو مستوى التعليم، ويتحول الحوار إلى حلبة مصارعة فكرية!

فبمجرد أن تختلف مع أحدهم في الرأي، كن على استعداد أن النقاش بينكما قد (يُشخصن) وقد يأخذ شكلاً آخر يبتعد عن الموضوعية، وحتماً بعد ذلك سوف يتطور الأمر من مجرد تبادل آراء إلى اختلافات شخصية وفي بعض الأحيان (مصع وشدّ شُوش).

وعلى السوشل ميديا تحديداً لا ود يحفظ عند اختلاف الآراء، فنقرأ ونشاهد أنواعاً عديدة من الشتائم القديمة والحديثة والمُبتكرة أيضاً بين المُختلفين فكرياً، وينقسم الشتّامون في ذلك لعدة أقسام، فللشتائم أيضاً أهلها وناسها.

فهناك على سبيل المثال «الشتّام الأكاديمي» الذي يبدأ تعليقه عادةً بعبارة لبقة مثل «مع احترامي لرأيك»، ثم إذا احتد النقاش بينه وبين الطرف الآخر ينهيه (بشتيمة مُبروزة) تحمل شهادة دكتوراه في الإهانة والتجريح.

ثم يأتي «الشتّام الفيلسوف» وهو لا يسُب خصمه في الحوار بشكل مباشر، بل يحاول أن يقنعه أنه أحمق ولا يستحق الوقت الذي يقضيه في محاورته لأن الكرة الأرضية تدور بأي حالٍ من الأحوال.

والفئة الأكثر انتشاراً هي «للشتّام الهمجي» الجاهل الذي لا يعرف كوعه من بوعه، ولا يفقه في أي شيء، ويقحم نفسه في أي نقاش فقط ليثبت وجوده، ثم يسب الجميع بألفاظ «شوارعيه» تُمثل تربيته ويرحل.

وبالمناسبة؛ ربما كُتاب الرأي هم أكثر الناس الذين تصلهم شتائم، ليس لأنهم قالوا شيئاً مستفزاً، بل لأنهم (قالوا رأي).

وطالما كنت كاتباً ساخراً فاستعد دائماً لأن تُشتم من قارئ لا يعرف الفرق أساساً بين المقال الجاد والمقال الساخر.

وعلى أي حال؛ يا عزيزي (المدرعم) من اليوم وصاعداً أنا أرحب بالشتائم، فقد كسبت قضية كان المُتسبب بها شتّاماً، طعاناً، لعاناً.

وإن لم يعجبك مقالي هذا فبإمكانك شتمي في التعليقات، فأنا حالياً أستقبل الشتائم وأنا آكل (سوشي).

اختلفنا مين (يسب) الثاني أكثر؟

واتفقنا إنك أكثر، وأنا أكثر.

هذا الرأي، والرأي الآخر.

أخبار ذات صلة

 

قدمنا لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى هذا المقال : اختلفنا مين «يسب» الثاني أكثر ! - تكنو بلس, اليوم الجمعة 23 مايو 2025 12:37 صباحاً

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق