نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
في عين الإعصار… مجدداً! - تكنو بلس, اليوم الجمعة 23 مايو 2025 07:18 صباحاً
سواء سمحت إسرائيل غداً السبت بتمرير الجولة الأخيرة من الانتخابات البلدية والاختيارية في منطقة الجنوب اللبناني أم لم تمررها بفعل تصعيد الغارات والاغتيالات في صفوف عناصر "حزب الله" وكوادره كما دأبت عليه في الأيام السابقة، سيمضي لبنان بعد استحقاقه الانتخابي البلدي إلى موقع شديد الإحراج يستتبع شدّ مزيد من الأحزمة.
التصعيد الميداني الإسرائيلي الأخير لم يكن الرسالة النارية الوحيدة التي تُرسَل نحو بيروت وتحضّها على التنبه لفصول جديدة مشتقة من الحرب الإسرائيلية "الجاهزة" والتصرف بما يقي لبنان ومساره الطالع شرورَ المفاجآت الحربية. ثمة ما هو أخطر في الإطار الإقليمي الأوسع بما يعني لبنان مباشرة أو مداورة، بعدما هدأ ضجيج "إعصار ترامب" عقب الجولة الخليجية الأخيرة للرئيس الأميركي. هذا الجاري في "حرب المجاعة" في غزة والصدام غير المسبوق بين إسرائيل وأوروبا يشكل النموذج الأخطر على تطور الخطط الإسرائيلية المستحدثة للمضي في "حرب أبدية" على ما يبدو هناك، وتالياً فإن "الساحات المترابطة" في الحرب الإسرائيلية الشاملة كما كانت "وحدة الساحات" لدى "محور الممانعة" التي فجرت بركان حروب الشرق الأوسط ، ستبقي لبنان في عين تداعيات الإعصار.
ولعل أكثر ما يثير الخشية لبنانياً هو عدم تمكن الدولة اللبنانية بعد، حكماً وحكومة، من استمالة الراعي الأميركي لاتفاق وقف الأعمال العدائية الموقّع في تشرين الثاني/نوفمبر من العام الماضي، لجهة أولوية انسحاب إسرائيل من التلال الخمس المحتلة قبل المطالبة باستكمال بسط سيطرة الجيش اللبناني على كل مواقع "حزب الله" في جنوب الليطاني وشماله ونزع سلاحه. بات هذا التنازع في تفسير اتفاق وقف النار أشبه بصراع مديد صاحب ويصاحب الاجتهادات المتصلة بالقرار الأممي التاريخي 242 المتصل بـ"أراض محتلة" أو بـ"الأراضي المحتلة"، ومنذ صدوره تكاد قضية فلسطين تصبح أثراً بعد عين!
سواء بسواء في معايير المحاذير والأخطار، فإن النفق المتفجر الآخر الذي يتربص بلبنان يجثم عند حدوده الشرقية والشمالية. في آخر التقارير والإحصاءات التي تصدرها المفوضية العليا للاجئين التابعة للأمم المتحدة ما يثبت تواصل تدفق النازحين من مناطق النزاعات الدموية في سوريا إلى مناطق الشمال والبقاع الشمالي في لبنان، في وقت تتصاعد وتيرة التحذيرات التي يطلقها وزير الخارجية الأميركي من حرب أهلية طاحنة جديدة في سوريا خلال أسابيع قليلة. يجري هذا التصادم الخيالي بين احتضان أميركي خليجي لأحمد الشرع واتساع مخيف في الصدامات العرقية والطائفية في سوريا وتحذيرات واشنطن من حرب أهلية سورية تطيح السلطة الانتقالية، في حين تتهاطل النصائح على لبنان لاتباع نهج أحمد الشرع إياه.
لا ندري كيف تقوّم السلطة اللبنانية، والأحرى أن نسميها بلا تردد الدولة اللبنانية، هذا المشهد العاصف مجدداً من حول لبنان وعلى حدوده الجنوبية مع إسرائيل والشرقية والشمالية مع سوريا. ولكن نخشى حتى ثبوت العكس، أننا لسنا أمام رؤية موحدة بعد بالقدر الحاسم والعاجل والواقعي في آن واحد، لرسم تلك الاستراتيجية التي طال انتظارها والتي لا يمكن لبنان مواجهة هذه الأنواء الخطيرة من دونها، خصوصاً في ملف بسط السلطة الأحادية وأحادية امتلاك الدولة للسلاح حيث تتفاوت نبرات المسؤولين في الحزم حيالها، ولا توحي بوحدة حال ووحدة اتجاه حاسمة. وربما يكون عامل الوقت صار من المحاذير الأكبر من كل الاخطار!
0 تعليق