كتب – محمود طلبة

استضاف الرئيس الأميركي دونالد ترمب مساء الخميس، عشاء خاصا في نادي الغولف الذي يملكه بالقرب من العاصمة واشنطن، جمع خلاله عشرات من كبار المستثمرين في عملته الرقمية المثيرة للجدل $TRUMP، التي أطلقها قبل تنصيبه رسميا بثلاثة أيام.

وشارك في الفعالية التي وصفت بأنها مغلقة وفاخرة أكثر من 200 من حاملي العملة الرقمية، فيما خصصت جلسة منفردة لـ25 من أكبر المستثمرين، بحسب ما كشفه الموقع الرسمي للحدث.

وأثار هذا اللقاء تساؤلات حادة بشأن تداخل محتمل بين طموحات ترمب السياسية ومكاسبه التجارية الشخصية خاصة في ظل توقيت حساس يقترب فيه ترمب من العودة إلى الواجهة الانتخابية.

هجوم ديمقراطي وتحذيرات أخلاقية

عدد من المشرعين الديمقراطيين وناشطي الشفافية اعتبروا الحدث نموذجا لما وصفوه بالفساد المؤسسي، حيث لم تتردد السناتور إليزابيث وارن في مهاجمة المناسبة ووصفتها بأنها وليمة فساد صريحة، متهمة ترمب باستغلال منصبه السياسي لتحقيق منافع شخصية ومالية من قطاع غير منظم مثل العملات المشفرة.

تظاهر ناشطون خارج أسوار النادي رافعين لافتات تندد بما وصفوه باستغلال النفوذ مطالبين بوقف فساد العملات الرقمية.

مستثمرون مثيرون للجدل

من بين أبرز الشخصيات التي حضرت المناسبة رجل الأعمال الصيني الأصل جاستن سن، مؤسس شبكة TRON للعملات الرقمية، والذي تعهد خلال الحدث بضخ 93 مليون دولار في مشاريع مرتبطة بترمب بما في ذلك 20 مليونًا في عملة $TRUMP.

وتعد مشاركة سن مثيرة للجدل كونه كان موضوع تحقيق فدرالي بتهمة التلاعب في السوق، قبل أن يتم تعليق القضية من قبل هيئات رقابية عين ترمب أعضاءها في خطوة وصفت بأنها تحمل شبهات تسوية سياسية.

ونشر سن مقطع فيديو من داخل غرفة كبار الشخصيات قال فيه إنه ينتظر ترمب، ما اعتبره البعض دليلا إضافيا على التنسيق الواضح بين المصالح المالية والسياسية.

قانون العملات المشفرة

تزامن العشاء مع تحرك في مجلس الشيوخ الأميركي لدفع مشروع قانون جديد باسم GENIUS يهدف إلى تنظيم سوق العملات المشفرة، وهو مطلب لطالما نادت به الشركات الناشئة في هذا المجال وسط اتهامات بأن ترمب يهيّئ الساحة لصالح حلفائه في الصناعة الرقمية.

ووسع ترمب وأبناؤه دونالد جونيور وإريك استثماراتهم الرقمية من خلال شركة جديدة تدعى وورلد ليبرتي فاينانشال، عقدت بالفعل شراكات مع مستثمرين من الشرق الأوسط ما يعزز الشكوك حول طموحات ترمب التجارية العابرة للحدود.