كتب – محمود طلبة

تعود العاصمة الإيطالية روما إلى واجهة الأحداث الدولية اليوم الجمعة، مع انطلاق جولة خامسة من المحادثات النووية بين الولايات المتحدة وإيران، بوساطة عمانية في محاولة جديدة لكسر الجمود الذي يحيط بملف طهران النووي منذ سنوات.

وتعد هذه الجولة استمرارا لأرفع مستوى من التواصل غير المباشر بين البلدين منذ انسحاب واشنطن من الاتفاق النووي في 2018، حين قررت إدارة الرئيس دونالد ترامب إعادة فرض عقوبات خانقة على طهران ضمن سياسة الضغوط القصوى.

وبدأت الجولات في 12 أبريل الماضي، حيث لم تحدث اختراقا حقيقيا حتى الآن، إذ يظل تخصيب اليورانيوم العقبة الرئيسية أمام التوصل إلى تفاهم.

تخصيب إيران لليورانيوم

وتصر الولايات المتحدة على رفض أي قدرة تخصيب ولو بنسبة 1%، تؤكد طهران أن البرنامج النووي جزء من سيادتها وحقها المشروع، وترفض أي قيود تتجاوز الاتفاق النووي الأصلي الموقع عام 2015.

وصرح المرشد الإيراني علي خامنئي بأن بلاده لا تنتظر إذن أحد لتخصيب اليورانيوم، مشككا في جدوى التفاوض مع واشنطن.

وأعلنت طهران على لسان وزير خارجيتها عباس عراقجي انفتاحها على مزيد من التفتيش الدولي، لكنها ربطت ذلك باعتراف الغرب بحقها في التخصيب لأغراض مدنية محذرة من أن فرض قيود جديدة سيؤدي إلى انهيار أي تفاهم محتمل.

واعتبر مراقبون أن موقف إيران يعكس تمسكا بكرامة وطنية ووسيلة ردع استراتيجية، شددت الوكالة الدولية للطاقة الذرية على أن طهران رفعت بالفعل مستوى التخصيب إلى 60%، وهو مستوى يقترب من النسبة المطلوبة للاستخدام العسكري والتي تبلغ 90%.

ويخشى المجتمع الدولي من أن تتسبب هذه الجولة في مزيد من التوتر إذا لم يتم التوصل إلى صيغة توازن بين حق إيران في الاستخدام السلمي للطاقة النووية، ومخاوف الغرب من احتمالات تطوير سلاح نووي.