نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
5 جيجاوات من الذكاء: ماذا يعني أضخم مجمع بيانات للذكاء الاصطناعي خارج أميركا؟ - تكنو بلس, اليوم الجمعة 23 مايو 2025 02:42 مساءً
في خطوة غير مسبوقة، دشّنت الإمارات بالتعاون مع الولايات المتحدة المرحلة الأولى من مجمّع للذكاء الاصطناعي في أبوظبي، بطاقة تشغيلية تبلغ 5 جيجاوات. رقم قد يبدو تقنياً أو بعيداً عن الفهم العام، لكنه في الحقيقة يكشف عن قفزة استراتيجية ستُغيّر خريطة الحوسبة العالمية ومكانة المنطقة.
ماذا يعني 5 جيجاوات؟
ببساطة، نحن نتحدث عن قوة تشغيلية هائلة قادرة على تغذية عدد ضخم من خوادم الذكاء الاصطناعي. هذه الخوادم تعمل باستخدام معالجات رسومية فائقة الأداء (GPUs) تستهلك طاقة هائلة ليس فقط في المعالجة، بل أيضاً في التبريد والحماية. كلما ازدادت سرعة وتطوّر هذه العمليات الحسابية، ازدادت الحاجة إلى الطاقة.
ولتقريب الصورة، فإن مجمّع بيانات يعمل بسعة 5 جيجاوات يعني قدرة خارقة على توليد البيانات، تدريب نماذج الذكاء الاصطناعي العملاقة، وتشغيل أنظمة معقدة في الزمن الحقيقي. إنها بنية تحتية تُنافس أكبر المراكز في العالم.
الإمارات… مركز ذكاء اصطناعي إقليمي
يقع المجمع في موقع استراتيجي يضعه على بُعد 3200 كيلومتر فقط من نصف سكان كوكب الأرض. وهذا يعني أن خدمات الذكاء الاصطناعي والحوسبة السحابية ستكون قريبة من المستخدمين من حيث المسافة والوقت (Low Latency)، ما يُوفر قدرة أكبر على تفعيل أنظمة تفاعلية في الصحة، التعليم، الأمن، وحتى الترفيه.
المعادلة الجديدة: الطاقة + الذكاء = سيادة رقمية
في الاقتصاد الرقمي الجديد، من يمتلك قدرة المعالجة يملك النفوذ. إذا كان النفط هو وقود الاقتصاد التقليدي، فإن الطاقة الحاسوبية هي وقود الذكاء الاصطناعي. ومجمع كهذا يمنح الإمارات:
- قدرة على استضافة أكبر شركات الذكاء الاصطناعي في العالم
- استقلالية رقمية في معالجة البيانات داخل الإقليم
- سيطرة على البنية التحتية التي تقوم عليها تطبيقات المستقبل
ماذا يعني هذا للمنطقة؟
المشروع لا يضع الإمارات فقط على خارطة الذكاء الاصطناعي، بل يفرض منطقاً جديداً: أن تكون منطقة الشرق الأوسط جزءاً من السباق العالمي في إنتاج الذكاء، لا فقط استهلاكه.
ستكون الشركات الناشئة والمؤسسات الإقليمية قادرة على استخدام هذه القدرة الضخمة لتدريب نماذجها، تطوير حلولها، والابتكار من الداخل لا من الخارج.
سؤال المستقبل: من يملك الخوارزميات؟ ومن يملك الطاقة لتشغيلها؟
هذا المشروع يُجيب عن الشطر الثاني من السؤال: الإمارات تبني الطاقة.
لكن يبقى الشطر الأول مفتوحاً: هل نمتلك نحن — كأفراد، كمجتمعات، كمبتكرين — الشجاعة والمعرفة لصنع الخوارزميات التي تعبّر عنا؟
الذكاء الاصطناعي ليس تقنية فقط، بل نظام قوة. ومَن يبني البنية، يُعيد رسم الخريطة.
**رائد أعمال وخبير في التحول الرقمي والذكاء الاصطناعي، والرئيس التنفيذي لشركة "Brain Digits".
0 تعليق