متابعة بتجــرد: في زمنٍ تبهت فيه التفاصيل وتتسارع فيه الإيقاعات، يبقى صوت هاني شاكر ملاذاً للوجدان، ومرآةً صافية لمشاعر جيل نشأ على صدق إحساسه. في مقابلة خاصة مع جريدة النهار، يفتح أمير الغناء العربي قلبه، مستعيداً محطات من مسيرته الفنية، وعلاقته المتجذّرة بلبنان، ومتحدثاً عن التجديد، العائلة، والمشاريع المقبلة.

لبنان.. وطن الحب الأول

“لبنان هو عشقي الأول وحبي الأول”، بهذه العبارة لخص هاني شاكر علاقته العميقة بالشعب اللبناني، مؤكداً أن أول حفل أحياه خارج مصر كان في بيروت برفقة شادية وفريد الأطرش، وأن هذا الحب المتبادل ما زال ينبض حتى اليوم، رغم الغياب الطويل.

وأضاف شاكر أنه أصرّ على الغناء في لبنان حتى في أوج الحرب خلال الثمانينيات، ولم يتردد يوماً في الوقوف إلى جانب الشعب اللبناني، معتبراً أن هذه العلاقة الوجدانية لا ترتبط بالزمن بل بالمشاعر الصادقة.

عن الفن والتجديد

وفي حديثه عن تطورات الساحة الفنية، شدّد شاكر على أهمية التجديد الفني والتواصل مع الجيل الجديد، قائلاً: “لا بد للفنان أن يجدّد نفسه، ويُنوّع في الكلمة واللحن ليبقى قريباً من كل الفئات العمرية”، مؤكداً أن هذه الديناميكية تعزز بقاء الفنان في الواجهة دون أن يتنازل عن أصالته.

أعمال قادمة وحفلات مرتقبة

كشف شاكر عن سلسلة من المشاريع الفنية التي يحضّر لها في فصل الصيف، منها إطلاق أغنيات جديدة، وإحياء حفلات داخل لبنان وخارجه، أبرزها حفل في لاس فيغاس، بالإضافة إلى تعاونات منتظرة مع مدير أعماله خضر عكنان.

“هو إنت لِسّه بتسألي”.. الأغنية الأقرب لقلبه

وعن الأغنية الأقرب إلى وجدانه، أشار شاكر إلى “هو إنت لِسّه بتسألي”، مؤكداً أنها تحمل وقعاً خاصاً في قلبه، ويشعر في كل مرة يؤديها وكأنه يغنيها لأول مرة، ما يعكس العلاقة العاطفية العميقة بينه وبين هذا العمل الفني.

عن التعاونات المستقبلية وتترات رمضان

لم يستبعد شاكر خوض تجربة أداء تتر مسلسل رمضاني في 2026، إذا عُرض عليه عمل يناسبه، وقال: “منذ بداياتي كنت من أوائل من غنوا التترات، وأنا منفتح على الفكرة مجدداً”.

العائلة أولاً

وعن عائلته، قال شاكر: “هم سبب سعادتي واستمراري.. زوجتي نهلة، وابني شريف، وأحفادي مجدي، مليكة ودينا، هم السند الحقيقي في حياتي”.
وأكد أن حب العائلة هو ما يدفعه للاستمرار في تقديم الفن بنفس العطاء والحب.

لو عاد به الزمن؟

بكل رضا، يقول هاني شاكر: “كنت سأختار حياتي كما هي. لم أندم على شيء، فالناس الذين وقفوا بجانبي جعلوا من كل المصاعب ذكريات، وأتمنى أن أكون دائماً سبباً في سعادتهم”.

بهذا الحضور الإنساني والفني المتّزن، يواصل هاني شاكر رحلته مع الزمن… صوتٌ لا يشيخ، ووجدان لا يبهت.