كتبت – هاجر هشام

عباءات الإخفاء الروسية تتصدر عناوين الأخبار العسكرية في عام 2025، حيث تسعى روسيا لتعزيز قدرات قواتها في مواجهة الطائرات المسيرة الأوكرانية باستخدام تقنيات متقدمة لإخفاء البصمة الحرارية، لكن، على الرغم من الطموح الروسي لتطوير عباءات الإخفاء الروسية كحل مبتكر للتمويه في ساحات المعركة، كشفت تقارير حديثة عن تحديات تقنية تجعل هذه العباءات أحيانًا عائقًا بدلاً من ميزة، ونحن في هذا التقرير، نستعرض تفاصيل هذه التقنية، أدائها في ساحات القتال بأوكرانيا، والعوامل التي تحد من فعاليتها، مع التركيز على أحدث التطورات في هذا المجال.

كيف تعمل عباءات الإخفاء الروسية ضد الطائرات المسيرة؟

عباءات الإخفاء الروسية تم تصميمها لتقليل البصمة الحرارية للجنود، مما يجعلهم أقل وضوحًا أمام كاميرات التصوير الحراري وأجهزة الرؤية الليلية التي تستخدمها القوات الأوكرانية، وتتكون هذه العباءات من طبقات متعددة تشمل بوليمرات، ألياف دقيقة، وجزيئات معدنية تعمل على عكس وامتصاص الأشعة تحت الحمراء، ووفقًا لشركة "هيدركس" الروسية، تزن البدلة حوالي 350 غرامًا ويمكن طيها لتوضع في الجيب، مما يجعلها عملية للاستخدام الميداني.

مم تتكون عباءات الإخفاء الروسية؟

وهذه التقنية، التي طُورت في أكاديمية الدفاع البيولوجي الكيميائي الإشعاعي الروسية، تهدف إلى خداع أنظمة الاستشعار الأوكرانية، وهي جزء من عقيدة "ماسكيروفكا" الروسية التي تركز على التمويه والتضليل، وعلى غرار ذلك، فقد تتألف عباءات الإخفاء الروسية من ثلاث طبقات رئيسية وهي:

الطبقة الداخلية: تعكس الأشعة تحت الحمراء المنبعثة من جسم الجندي.

الطبقة الوسطى: تمتص الأشعة تحت الحمراء لتقليل الانبعاثات الحرارية.

الطبقة الخارجية: تعكس الأشعة تحت الحمراء من البيئة المحيطة لتمويه الجندي.

عيوب عباءات الإخفاء الروسية

على الرغم من التصميم المتقدم، كشفت تقارير ميدانية عن قصور في أداء عباءات الإخفاء الروسية، إلا أن تتسبب هذه العباءات في إنشاء "بقع باردة" في بيئة أكثر دفئًا، مما يجعل الجنود أهدافًا واضحة للطائرات المسيرة الأوكرانية المزودة بكاميرات حرارية، وفي واقعة بمدينة ليمان عام 2024، أظهرت لقطات طائرات بدون طيار أوكرانية جنودًا روسًا يرتدون عباءات الإخفاء الروسية، لكنهم كانوا مرئيين بوضوح، مما أدى إلى استهدافهم بدقة.

وقد علّق هاميش دي بريتون-جوردون، العقيد السابق في الجيش البريطاني، قائلاً: "هذه ليست عباءة إخفاء، بل تجعل الجنود أكثر وضوحًا بسبب التباين الحراري"، كما أشار نيك رينولدز، باحث في المعهد الملكي للخدمات المتحدة، إلى أن "عدم كفاءة الجنود الروس في استخدام هذه المعدات يفاقم المشكلة.

دور الطائرات المسيرة الأوكرانية

تُعد الطائرات المسيرة 

الأوكرانية، المزودة بكاميرات حرارية متقدمة، تحديًا كبيرًا لفعالية عباءات الإخفاء الروسية، فإن هذه الطائرات، التي غالبًا ما تُشغلها وحدات الاستخبارات أو القوات الخاصة، تجمع بين التصوير الحراري والاستهداف في الوقت الفعلي، مما يتيح تنفيذ ضربات دقيقة حتى في الظلام.

وقد كشفت شركة أوكرانية في أكتوبر 2024 عن كاميرا حرارية محلية الصنع للطائرات المسيرة بسعر 150 دولارًا فقط، مما يعزز قدرات أوكرانيا في مواجهة التمويه الروسي.

ماسكيروفكا استراتيجية روسيا لخداع القوات الأوكرانية

تُعتبر عباءات الإخفاء الروسية جزءًا من عقيدة "ماسكيروفكا"، وهي استراتيجية عسكرية روسية تركز على خداع الخصم من خلال التضليل حول وجود القوات، مواقعها، وحجمها، ووفقًا لريبيكا كوفلر، محللة الاستخبارات العسكرية، تخصص روسيا موارد هائلة لهذه الاستراتيجية، مفضلة الاستثمار في تقنيات مثل عباءات الإخفاء الروسية على حساب تحسين الزي العسكري التقليدي، لكن كوفلر حذرت من أن الإعلان عن هذه التقنيات قد يكون جزءًا من الحرب النفسية، دون أن يعني ذلك بالضرورة كذب الروس بشأن قدراتها.

توقعات تطوير عباءات الإخفاء الروسية

مع استمرار الصراع في أوكرانيا، يتوقع الخبراء أن تواصل روسيا تحسين عباءات الإخفاء الروسية لمواجهة التطورات الأوكرانية في التصوير الحراري، ومع ذلك، يؤكد المحللون أن التحدي الأكبر يكمن في تدريب الجنود على استخدام هذه التقنية بشكل صحيح، حيث يتطلب التمويه الفعال تغطية الجسم بالكامل وفهمًا عميقًا للبيئة الحرارية.

كما أن السعر المنخفض لبعض هذه العباءات (47 دولارًا في الأسواق عبر الإنترنت) يثير تساؤلات حول جودتها مقارنة بالبدائل الغربية، ومن جهة أخرى، تُظهر التطورات الأوكرانية في الطائرات المسيرة والكاميرات الحرارية تفوقًا تقنيًا، مما يضع ضغطًا إضافيًا على روسيا لتطوير حلول أكثر فعالية.