كتب – محمود طلبة

يستعد الحزب الشيوعي الصيني لعقد اجتماع مفصلي خلال الأشهر المقبلة، بهدف إعداد خطة التنمية الاقتصادية والاجتماعية للبلاد للفترة من 2026 حتى 2030، في وقت تواجه فيه الصين ضغوطا متزايدة من الولايات المتحدة، خاصة فيما يتعلق بالتكنولوجيا والتجارة.

وذكرت صحيفة "South China Morning Post" الأحد، أن الرئيس الصيني شي جين بينغ أكد أن هذا الاجتماع سيركز على بلورة الأهداف الاستراتيجية الجديدة للبلاد، مشيرا إلى بدء الاستعدادات لوضع الخطوط العريضة لخطة الخمسية الـ15.

وكشف شي الأسبوع الماضي عن انطلاق سلسلة مشاورات شعبية عبر الإنترنت تمتد لشهر كامل، لجمع الآراء والمقترحات حول الأولويات الوطنية للخطة الجديدة.

وبموجب الأعراف الحزبية فإن هذه المسودة الأولية يجب أن تحظى بموافقة اللجنة المركزية للحزب، والتي تضم أكثر من 370 عضوا، على أن يتم الإعلان عن الصيغة النهائية خلال الدورة التشريعية السنوية في مارس 2026.

ضغوط إضافية على بكين

وتأتي هذه الخطوة في الوقت الذي توشك فيه الخطة الحالية 2021–2025 على نهايتها، ما يضع ضغوطا إضافية على بكين لتقديم رؤية اقتصادية واضحة للسنوات الخمس المقبلة وسط تباطؤ عالمي وتوترات سياسية وتجارية.

وتعمل أجهزة الحزب حاليا على صياغة المسودة الأولية، وفقًا لما أوردته وكالة أنباء شينخوا، التي أشارت إلى أن الحزب يتلقى مقترحات من مسؤولي الدولة والأكاديميين ومختلف فئات الشعب.

واختارت بكين هذه المرة عقدها في الجلسة الرابعة، بعد أن قلصت عدد الاجتماعات السنوية، مع الحفاظ على عقد جلسة واحدة كل عام بحسب دستور الحزب.

جولات تفقدية مكثفة

وكثف الرئيس الصيني ومسؤولون كبار في الدولة من جولاتهم التفقدية للمناطق المختلفة، فقد زار شي جين بينغ مؤخرا كلا من شنغهاي، ومحافظات قويتشو ويوننان وهينان مشددًا على أهمية الاعتماد على الذات وتعزيز قطاع التصنيع المحلي.

وقام رئيس الوزراء لي تشيانغ بجولات مماثلة، ركز خلالها على تنشيط الطلب المحلي وتنويع الأسواق التصديرية، إلى جانب تقديم تعهدات بدعم القطاع الخاص خاصة في المناطق التي تعتمد على التجارة الخارجية مثل فوجيان.

وقالت مصادر مطلعة للصحيفة، إن الجولات المكثفة التي يقوم بها كبار قادة الحزب جزء من عملية جمع البيانات وصياغة الرؤية التي ستشكل ملامح الخطة الخمسية المقبلة، حيث كلف عدد من أعضاء المكتب السياسي الدائم بمهام محددة خلال تلك الجولات.