في خطوة غير مسبوقة، أعلنت وزارة خارجية إسرائيل عن استدعاء سفيرها لدى الولايات المتحدة، يحيئيل لايتر، للتحقيق في تصريحات مثيرة للجدل أدلى بها خلال مقابلة إعلامية، هاجم فيها معارضي رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، واصفًا إياهم بـ"المتطرفين اليساريين" ومتهمًا إياهم بـ"الافتراءات الدموية".

تصريحات مثيرة للجدل:

خلال ظهوره في برنامج إذاعي على منصة "برايجر-يو" الأميركية اليمينية، اتهم لايتر معارضي نتنياهو بمحاولة الإطاحة بالحكومة عبر "افتراءات دموية"، مشيرًا إلى أنهم لن يتوانوا عن فعل أي شيء لإسقاط نتنياهو. 
كما وصف الاتهامات الموجهة لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بإطالة أمد الحرب في غزة من أجل البقاء في السلطة بأنها جنون.

ردود فعل رسمية:

أفاد المتحدث باسم وزارة خارجية إسرائيل بأن المدير العام للوزارة، عيدن بار تال، سيستدعي السفير لايتر لجلسة استماع بشأن تصريحاته، وذلك بناءً على تعليمات إدارة الانضباط في ديوان الخدمة المدنية.

خلفية سفير إسرائيل لدى الولايات المتحدة:

يُعرف يحيئيل لايتر بمواقفه اليمينية المتطرفة ودعمه القوي للاستيطان الإسرائيلي في الضفة الغربية المحتلة. 
وُلد في الولايات المتحدة وهاجر إلى إسرائيل، حيث عاش في مستوطنة كريات أربع، معقل التطرف في صفوف تيار الصهيونية الدينية.

شغل مناصب حكومية بارزة، منها مستشار سياسي لنتنياهو ورئيس ديوان وزير المالية، وأسهم في صياغة سياسات اقتصادية تهدف إلى تعزيز الهيمنة الاقتصادية لإسرائيل على المناطق الفلسطينية.

تداعيات التصريحات:

أثارت تصريحات لايتر جدلاً واسعًا في الأوساط السياسية والإعلامية، حيث اعتُبرت تجاوزًا للخطوط الحمراء للدبلوماسيين الإسرائيليين الذين يُتوقع منهم الامتناع عن الإدلاء بتصريحات سياسية. 
كما تأتي هذه التصريحات في وقت حساس، حيث أظهر استطلاع للرأي أن 55% من الإسرائيليين يعتقدون أن نتنياهو مهتم بالبقاء في السلطة أكثر من إنهاء الحرب أو تحرير الأسرى المحتجزين في قطاع غزة.

تصعيد غير مسبوق في الدبلوماسية الإسرائيلية:

استدعاء السفير الإسرائيلي في واشنطن، يحيئيل لايتر، ليس مجرد إجراء إداري تقليدي، بل يعكس صراعاً داخلياً متصاعداً داخل الدولة العبرية. 
فالتصريحات التي أطلقها لايتر تتجاوز حدود العمل الدبلوماسي، وتكشف عن مدى انخراط الدبلوماسيين في الصراعات السياسية الداخلية، وهو ما يُعد خرقاً للبروتوكولات المعمول بها.

نتنياهو في مرمى الاتهامات والشعب في مفترق طرق:

اللافت في تصريحات لايتر هو دفاعه المستميت عن نتنياهو، مقابل اتهام خصومه اليساريين بالخيانة أو التضليل. 
هذا الخطاب يعكس حالة من الاستقطاب الحاد داخل إسرائيل، كما يعكس شعوراً بالحصار السياسي لدى أنصار نتنياهو، خاصة مع تراجع شعبيته وفق استطلاعات الرأي الأخيرة.