نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
الإمارات تتصدر مؤشر الثروة الديناميكية: أبوظبي ودبي في طليعة المدن الجاذبة للعيش والعمل - تكنو بلس, اليوم الأحد 25 مايو 2025 10:30 مساءً
تواصل دولة الإمارات العربية المتحدة ترسيخ مكانتها كواحدة من أبرز الوجهات العالمية للعيش والعمل والاستثمار، إذ تصدّرت كلّ من دبي وأبوظبي قائمة المدن الأكثر جذبًا للثروة الفردية على مؤشر "الثروة الديناميكية للأفراد" الصادر أخيرًا، حيث تفوّقتا على مدن كبرى مثل نيويورك وزيورخ وسنغافورة.
يعتمد المؤشر على ثلاثة معايير رئيسية: القاعدة الشخصية للثروة، وجودة الحياة، والحوافز الضريبية. وقد أظهرت النتائج تفوقًا واضحًا للإمارات، ولا سيما في ما يتعلق ببيئتها الضريبية الجاذبة، إذ لا تفرض الدولة أي ضرائب على الدخل الشخصي، وتبلغ ضريبة الشركات 9% فقط، بينما تصل ضريبة القيمة المضافة إلى 5%، وهي نسب أقلّ بكثير من الضرائب المعمول بها في العديد من الدول الغربية التي تتراوح ما بين 15% و27%.
وفي هذا الإطار، أكّد خبير التحوّل الرقميّ رودي شوشاني في حديثه لـ"النهار" أن هذه السياسات الضريبية الذكية تُعدّ من أبرز العوامل التي أسهمت في جذب الأفراد ذوي الثروات العالية، موضحًا أن المقصود ليس فقط فئة المليارديرات، بل أصحاب الثروات الكبيرة أيضاً من القادرين على الاستثمار والعمل والعيش في بيئة مستقرّة وآمنة.
ويضيف شوشاني أن "تطور الحياة في الإمارات يعتمد على عدّة مؤشرات مثل تطوير المدن الذكية، وتحسين البنية التحتية، وتحديث شبكات الطرق، إلا أن النظام الضريبي يُعدّ العامل الأساسي في التصنيفات العالمية، خاصة حين تُقارن معدّلات الضرائب في الإمارات بنظيراتها عالميًا".
جودة حياة من الطراز العالمي
إلى جانب البيئة الاقتصادية المحفّزة، تتمتع الإمارات بجودة حياة تُضاهي الأفضل عالميًا، حيث جاءت في المرتبة السادسة عالميًا في هذا المجال وفق استطلاعات دولية. ويعزو شوشاني هذا التصنيف المتقدّم إلى عدة عوامل، من أبرزها النظافة، وجودة الرعاية الصحية، وأسلوب الحياة، والسلامة الشخصية، والسياحة، وهي عناصر تُشكّل بمجملها بيئة معيشية مثالية للأفراد والعائلات على حدّ سواء.
بنية تحتية واتصال ذكيّ
كذلك أشار شوشاني إلى التقدّم الكبير الذي حقّقته الإمارات في مجال البنية التحتية والاتصال، حيث تتوفر فيها شبكات إنترنت عالية السرعة، ومطارات من بين الأحدث عالميًا، ومدن ذكيّة مدعومة بتقنيات الألياف الضوئية، بالإضافة إلى المبادرات المستقبليّة مثل سيارات الأجرة الطائرة. ويرى شوشاني أن هذا التقدم التقني يعكس طموحًا عاليًا في التحول الرقمي، ويؤكّد استعداد الإمارات للمستقبل.
رؤية قيادية استراتيجية تستقطب الثروات والمواهب
أكد شوشاني أن هذه الإنجازات لم تأتِ بمحض الصدفة، بل نتيجة قيادة حكيمة تمتلك رؤية استراتيجية واضحة، مثل رؤية الإمارات 2031 وبرنامج الإقامة الذهبية، الذي يستهدف استقطاب الكفاءات العالية والمستثمرين ورواد الأعمال والشركات الناشئة والمكاتب العائلية المتخصصة بإدارة الثروات.
وقد ساهمت هذه السياسات في جذب أكثر من 5,000 مليونير إلى الإمارات خلال العامين الماضيين فقط، مما يعكس اتجاهًا عالميًا متصاعدًا للهجرة نحو الدولة، كما باتت الإمارات مركزًا إقليميًا مفضلًا للعديد من الشركات العالمية التي تنقل مكاتبها الإقليمية إلى دبي وأبوظبي، مستفيدة من الاستقرار الاقتصادي والسياسي والبيئة التشريعية المتقدمة.
الإمارات (وكالات)
نموذج حضاري عالمي يتجاوز المال
لا يقف النجاح الإماراتي عند الجانب المالي فحسب، بل يشمل أيضًا بناء مجتمع متنوع ثقافيًا، يعيش فيه أكثر من 200 جنسية بتناغم ورفاه. وقد اختارت آلاف العائلات الإمارات كموطن دائم، وليس كمجرد محطة موقتة، لما توفره من بيئة حضرية نظيفة، وخدمات صحية وتعليمية عالية الجودة، واستقرار سياسي واجتماعي راسخ.
في المقابل، تُظهر تقارير المقارنة الدولية تراجعًا في تنافسية مدن كبرى مثل نيويورك وسان فرانسيسكو، التي تعاني من ارتفاع الضرائب وتكاليف المعيشة، مقارنة بما توفره دبي وأبوظبي من توازن بين الازدهار الاقتصادي ونمط الحياة العصري.
استثمار في المستقبل
ختم شوشاني حديثه بالإشارة إلى أن ما يُميّز النموذج الإماراتي هو عدم الاكتفاء بما تحقق، بل الاستمرار في الاستثمار بالمستقبل، عبر الجمع بين الاستقرار والانفتاح والتخطيط الاستراتيجي، لبناء مدن ذكية وجاذبة للثروة والمواهب على حدّ سواء.
وبهذا، تُقدّم الإمارات للعالم نموذجًا متقدّمًا في كيفية بناء اقتصاد قائم على المعرفة والابتكار، مدعومًا برؤية قيادية رشيدة قادرة على التكيّف مع التحدّيات العالمية وقيادة دفّة المستقبل بثقة.
0 تعليق