كتبت.. آلاء محمدي

حرص الفنان المصري تامر حسني على توجيه رسالة بالغة الأهمية لمتابعيه عبر صفحته الشخصية على موقع "إنستجرام"، محذرًا من المخاطر المتزايدة لإدمان وسائل التواصل الاجتماعي وتأثيرها السلبي على حياتنا اليومية وعلى أرواحنا وعلاقتنا بأنفسنا وبالخالق، ولم تكن هذه مجرد نصيحة عابرة، فهي كانت بمثابة صرخة قلب خرجت من فنان يرى بعمق أبعاد هذه الظاهرة التي باتت تسيطر على حياة الملايين حول العالم.

رسالة غامضة من تامر حسني لمتابعيه

بدأ الفنان المصري تامر حسني رسالته بكلمات مؤثرة تعكس شعورًا عميقًا بالقلق، حيث كتب "معلش كلمتين في قلبي مهمين هما اللي خلوني أتكلم كده في الڤيديو ده، الإنترنت والسوشيال ميديا خدوا كل أوقات حياتنا وخلونا محنيين وباصين تحت في تليفوناتنا، وما أشبه ومبقاش في وقت إننا نبص فوق لربنا، ونقوي روحنا بالفضفضة معاه لا الفضفضة بقت وانت باصص تحت في التليفون والآي باد واللاب توب والكمبيوتر."

وتوضح هذه الكلمات بوضوح كيف أصبحت شاشات هواتفنا وأجهزتنا اللوحية والكمبيوترات هي محور اهتمامنا، وكيف تسببت في إلهائنا عن التواصل الحقيقي، سواء مع أنفسنا أو مع الجانب الروحاني في حياتنا، ويؤكد تامر على أن هذا الانشغال الدائم قد سرق منا حتى لحظات التأمل والدعاء، وحول الفضفضة إلى مجرد عملية آلية ونحن غارقون في عالم افتراضي.

نصيحة تامر حسني إلى جمهوره

لم يكتفي تامر حسني بتشخيص المشكلة بل قدم حلًا جوهريًا، مذكّرًا متابعيه بأن الإنسان ليس مجرد جسد، بل هو روح وطين، ويقول في رسالته "الأهم إنك مخلوق من طين وروح، وزي ما الجسم غذاؤه الميه والأكل، روحك غذاؤها اللجوء لربنا والنظر له والكلام معاه في صلاتك أو في ذكرك ودعائك."

وتحمل هذه الكلمات دعوة صريحة لإعادة التوازن في حياتنا، والتركيز على تغذية الروح كما نغذي الجسد، إن تخصيص وقت للتأمل، والصلاة، والدعاء، والتفكير في المستقبل بشكل صحي ومنطقي، أصبح ضرورة ملحة في ظل هذا الإدمان المتفشي، ويضيف حسني محذرًا "بجد بقينا مدمنين سوشيال ميديا وتليفونات وشكلنا بقى غريب والخطر ده طالنا وطال ولادنا لازم فعلاً وقفة مع النفس وإعادة تفكير من جديد في علاقتنا بالإنترنت."

تامر حسني في فيلم "ريستارت"

تأتي رسالة تامر حسني هذه في سياق فيلمه الجديد "ريستارت"، وهو ما يثير التساؤلات حول ما إذا كان الفيلم سيتطرق بشكل أو بآخر إلى هذه القضية الحيوية التي يطرحها النجم، ويبدو أن تامر لا يكتفي بطرح هذه الأفكار عبر منصات التواصل الاجتماعي، بل يسعى لتقديمها في أعماله الفنية، مؤكدًا على التزامه بقضايا المجتمع.