كتب .. مصطفى محمود

أعلنت السلطات الكردية في شمال شرق سوريا، عن التوصل إلى اتفاق مع الحكومة الانتقالية في دمشق بشأن آلية مشتركة لإجلاء المواطنين السوريين من مخيم الهول، الذي يضم عشرات الآلاف من الأشخاص المشتبه في ارتباطهم بتنظيم داعش.

وقال شيخموس أحمد، المسؤول في السلطة الكردية المسيطرة على المنطقة، إن الاتفاق جاء بعد اجتماع جمع بين ممثلي الإدارة المحلية في شمال شرق سوريا، والحكومة المركزية في دمشق، إضافة إلى وفد من التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة، والذي يواصل مكافحة تنظيم داعش في المنطقة.

وأوضح أحمد أن الاتفاق يركز على إعادة العائلات السورية من مخيم الهول إلى مناطق سيطرة الإدارة الكردية، نافياً ما تردد حول تسليم إدارة المخيم بشكل كامل إلى دمشق في المستقبل القريب، مؤكداً أنه "لم تجر أي مناقشات بهذا الشأن".

ويعتبر مخيم الهول أكبر مركز للاجئين يزعم ارتباطهم بداعش، ويضم حوالي 37 ألف شخص، بينهم عراقيون وأجانب من دول غربية سافروا للانضمام إلى التنظيم، إضافة إلى عائلات المقاتلين من السوريين، ولطالما أشارت منظمات حقوق الإنسان إلى سوء الأوضاع المعيشية وانتشار العنف داخل المخيم، مع مطالبات دولية بضرورة تحسين الظروف وتأمين عودة آمنة للعائلات الراغبة بالعودة إلى مجتمعاتها الأصلية.

ويأتي هذا الاتفاق في سياق محاولات متزايدة لتعزيز التعاون بين السلطات الكردية والحكومة الانتقالية في دمشق، بعد الإطاحة بالرئيس السابق بشار الأسد في ديسمبر الماضي، وبموجب اتفاق أُبرم في مارس 2025 بين الرئيس المؤقت أحمد الشرع وقائد قوات سوريا الديمقراطية المدعومة من الأكراد.

وينص الاتفاق على دمج قوات سوريا الديمقراطية ضمن القوات المسلحة الجديدة التي ستخضع لسيطرة الحكومة المركزية، إلى جانب تسليم المعابر الحدودية والمطارات وحقول النفط في شمال شرق سوريا إلى دمشق، وكذلك السيطرة على السجون التي تحتجز نحو 9 آلاف مشتبه بهم في تنظيم داعش.