كتبت.. آلاء محمدي

صدمت الأوساط الفنية والجمهور في جنوب أفريقيا والعالم بأسره بخبر الوفاة المفاجئة لـ الممثل الجنوب أفريقي بريسلي تشوينياغاي عن عمر يناهز 40 عامًا، وأعلنت الوكالة المسؤولة عن إدارة أعماله عن هذا النبأ المحزن، دون الكشف عن تفاصيل إضافية حول تاريخ الوفاة أو ظروفها، مما أثار موجة من الحزن والأسئلة حول رحيل هذا الفنان الذي ترك بصمة واضحة في عالم التمثيل.

من هو بريسلي تشوينياغاي؟

ولد بريسلي ونشأ في سويتو، إحدى أكثر المناطق تأثرًا بالفقر والجريمة، وسعيًا من والدته لإبعاده عن عالم العصابات، سجلته في دروس المسرح وهو لا يزال طفلًا، والمفارقة أن دور "تسوتسي" الذي جسده على الشاشة كان يعكس عمره الحقيقي حينها – 19 عامًا – عند تصوير الفيلم في عام 2004، مما أضفى على أدائه واقعية وعمقًا استثنائيين.

وارتبط اسم الممثل الجنوب أفريقي بريسلي تشوينياغاي ارتباطًا وثيقًا بفيلم "تسوتسي"، وهو الذي مثل نقطة تحول في مسيرته الفنية وقاده إلى الشهرة العالمية في عام 2006، حصد الفيلم جائزة الأوسكار لأفضل فيلم أجنبي، ليضع بذلك جنوب أفريقيا على خريطة السينما العالمية ويرفع اسم تشوينياغاي عاليًا.

برسيلي تشوينياغاي في تسوتسي الأوسكاري

تدور أحداث "تسوتسي" في ضاحية سويتو الفقيرة بجوهانسبرغ، وتروي قصة شاب يعرف بـ"تسوتسي" (والتي تعني "بلطجي" باللهجة المحلية)، يعيش حياة مضطربة ومليئة بالجريمة، وتتغير حياته بشكل جذري بعد حادث غير متوقع، فعندما يسرق سيارة يكتشف طفلًا رضيعًا في المقعد الخلفي، وهذا الاكتشاف يدفعه في رحلة مؤثرة لمواجهة ماضيه واستعادة إنسانيته المفقودة، متذكرًا طفولته واسمه الحقيقي "ديفيد".

ولم يكن "تسوتسي" مجرد فيلم عادي، بل كان عملًا فنيًا يحمل في طياته رسائل عميقة مستوحاة من الأدب الجنوب أفريقي الأصيل، والفيلم مقتبس من رواية قصيرة للكاتب والمسرحي الكبير أثول فوغارد، وهو الذي يعرف بمواقفه الجريئة والمناهضة لنظام الفصل العنصري، ورحل الممثل الجنوب أفريقي بريسلي تشوينياغاي هذا العملاق الأدبي، مؤخرًا في مارس الماضي عن عمر ناهز 92 عامًا، بعد مسيرة حافلة أثرت الوجدان الثقافي في جنوب أفريقيا والعالم.