كيف تستفيد إيران من "فن الصفقة" في أوكرانيا؟ - تكنو بلس

النشرة (لبنان) 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
كيف تستفيد إيران من "فن الصفقة" في أوكرانيا؟ - تكنو بلس, اليوم الأربعاء 28 مايو 2025 08:04 صباحاً

"على إسرائيل أن تهاجم إيران أوّلاً وتقلق بشأن الباقي لاحقاً".

 

يبدو وكأنّ عمر نصيحة دونالد ترامب للإسرائيليّين ثمانية أعوام لا ثمانية أشهر. كان المرشح الجمهوري حينذاك ينتقد تقييد الرئيس السابق جو بايدن لحرّيّة الحركة الإسرائيليّة بعد تعرّض تل أبيب لهجوم بنحو 200 صاروخ إيراني في بداية تشرين الأول (أكتوبر) الماضي.

 

الآن انقلب كلّ شيء. بات على إسرائيل أن تقلق أولاً. فبينما تتقدّم المفاوضات النوويّة بين ترامب وإيران، ولو ببطء، تتراجع آمال حصول تل أبيب على الضوء الأخضر لقصف المنشآت النوويّة.

 

دروس... مجّانية

بالرّغم من خبرتها الطويلة في التفاوض مع (والتغلب على) الأميركيّين، تراقب إيران على الأرجح الكثير ممّا يجري في أوكرانيا للاستفادة الديبلوماسيّة. الرئيس الروسيّ فلاديمير بوتين يشتري الوقت، وهكذا تفعل إيران. لا يريد بوتين مواجهة غضب الولايات المتحدة، وكذلك المرشد الإيرانيّ الأعلى علي خامنئي. تظنّ روسيا وإيران أنّ الوقت إلى جانبهما، وأنّ كلّ ما عليهما فعله تقريباً هو عدم ارتكاب الأخطاء الجسيمة.

 

واضحٌ أنّ سعي ترامب إلى إنهاء الحرب بين روسيا وأوكرانيا مدفوع بشهرة شخصيّة في المقام الأول وربّما بالحصول على جائزة نوبل للسلام. لا مكان للتحالفات الأميركيّة الطويلة المدى مع الأصدقاء التاريخيّين. في الواقع يتكشّف العكس تماماً. يرى ترامب أنّ "الأصدقاء" التاريخيّين باتوا عقبة أمام طموحاته. لهذا السبب، ثمّة ضغط أميركيّ حاليّ كبير على أوكرانيا ورئيسها فولوديمير زيلينسكي، وعلى إسرائيل ورئيس وزرائها بنيامين نتنياهو. يختلف حجم الضغط وشكله بطبيعة الحال، لكنّ الجوهر واحد. وصفَ كثر دعوة زيلينسكي إلى البيت الأبيض في 28 شباط/فبراير بأنّها فخّ، وهكذا فعل آخرون حين تحدثوا عن "استدعاء" نتنياهو لمقابلة ترامب في 8 نيسان/أبريل وإبلاغه أنّ الولايات المتحدة ستجري مفاوضات مع إيران.

 

نافذة جديدة

تلاحظ إيران أيضاً أنّ صبر ترامب ينفد سريعاً في أوكرانيا، لكن من دون أن يتسبّب ذلك بأيّ مشكلة للروس. كلّ ما يهدّد به ترامب وفريقه في البيت الأبيض هو الانسحاب من المفاوضات في حال أصرّت كييف وموسكو على مواصلة الحرب. لن ينزعج بوتين لأنّه يريد مواصلة الحرب وإن لم يقل ذلك علناً. ستواجه أوكرانيا بعض الانتكاسات الاستخباريّة والدفاعيّة في حال سحبت واشنطن دعمها، بالتوازي مع التخلّي الأميركيّ عن الملف ككل. لكن يبدو أنّها قد تستطيع تحمل تبعات ذلك مع تعزيز صناعتها العسكريّة والبحث عن دعم استخباريّ ودفاعيّ في الاتحاد الأوروبي.

 

إنّ الإخفاق الأميركيّ في وقف الحرب بين روسيا وأوكرانيا سينعكس إيجاباً على إيران في نواحٍ أخرى. سيجد ترامب في اتفاق نوويّ جديد مع طهران تعويضاً ما عن الفشل في شرق أوروبا. سيخطف اتفاق كهذا العناوين، في تلبية لإحدى رغبات الرئيس الأميركيّ. وإذا ترافق الأمر مع فتح إيران أبواب الاستثمار أمام الشركات الأميركيّة فسيكون ذلك أفضل. من المرجّح أن يتمكّن ترامب من ادّعاء أنه أغلق ملفّاً إشكاليّاً بين الولايات المتحدة وإيران دام أكثر من 45 عاماً. مجدّداً، من غير المستبعد أن تكون إيران نافذة جديدة لجائزة "نوبل" المنتظرة.

 

حبل مشدود

أحد شروط نجاح ترامب في إبرام اتّفاق نوويّ جديد هو عدم الضغط كثيراً على طهران كي تتخلى عمّا تعتبره "خطها الأحمر" أي قدرتها على التخصيب النوويّ. وبما أنّ ترامب قد لا يستطيع تحمل خسارة ديبلوماسيّة على جبهتين، سيكون عليه التخلّي عن تشدّده حيال البرنامج. وعلى أيّ حال، لو لم يكن ترامب في وارد تقديم تنازلات، لسلّم الملف إلى شخصيّة من "الصقور" في إدارته مثل وزير الخارجيّة ماركو روبيو بدلاً من ستيف ويتكوف.

 

موفد ترامب الخاص ستيف ويتكوف (أ ب)

موفد ترامب الخاص ستيف ويتكوف (أ ب)

 

صحيحٌ أنّ إيران ليست روسيا في نهاية المطاف. فهامشُ مناورة موسكو أكبر بكثير من الهامش المتوفر لطهران بالنظر إلى الفارق الكبير بين القوّتين. بمعنى آخر، لا يزال انتقام ترامب من إمكانيّة فشل المفاوضات عبر توجيه ضربات عسكريّة احتمالاً قائماً. لكن الأكيد أنّه احتمال أصغر ممّا كان عليه في الأشهر القليلة الماضية. تملك الأصوات الانعزاليّة والمناهضة للحرب في البيت الأبيض تأثيراً كبيراً على قرار الرئيس، وهو نفسه يبدي نفوراً متكرراً من "الحروب التي لا تنتهي".

 

توتّر جديد

ذكرت القناة 12 الإسرائيليّة أنّ الاتصال الأخير بين ترامب ونتنياهو يوم الخميس الماضي، والذي ناقش فيه الطرفان المفاوضات مع إيران، كان متوتراً. بحسب التقرير، قال ترامب لرئيس الحكومة الإسرائيلي: "أريد حلّاً ديبلوماسيّاً مع الإيرانيين. أؤمن بقدرتي على إنجاز اتفاق جيّد".

 

إذا كانت هذه القدرة مشابهة للقدرة الأميركيّة في أوكرانيا فستكون إيران مرتاحة على الأغلب.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق