المتداول: مشاهد تظهر، وفقاً للمزاعم، "لحظة سقوط طائرة حجاج موريتانيين قبالة البحر الاحمر". 

الا أنّ هذا الزعم غير صحيح.

الحقيقة: أكدت الموريتانية للطيران في بيان ان "جميع الحجاج الموريتانيين وصلوا بسلام وأمان إلى الأراضي المقدسة، ولم يتم تسجيل أي حادث يخص الرحلات المنظمة في هذا الإطار". وبالنسبة الى المشاهد المتناقلة، فهي قديمة، ولها سياق مختلف تماماً. FactCheck#

"النّهار" دقّقت من أجلكم 

فيديوان قيد التداول. الاول يظهر ركابا تعالى صراخهم بينما كانت الطائرة تهتز. ويظهر الآخر طائرة تغرق في الماء. وقد تكثف التشارك في المقطعين خلال الساعات الماضية عبر حسابات كتبت معهما (من دون تدخل): "سقوط طائرة حجاج موريتانية قبالة البحر الاحمر خلال توجهها الى البقاع المقدسة، ووفاة جميع ركابها البالغ عددهم اكثر من 210 حجاج". 

حقيقة المشاهد 

الا ان هذه المزاعم لا اساس لها، وفقا لما يتوصل اليه تقصي صحتها. 

*الفيديو 1-

هذه المشاهد القديمة التي انتشرت على نطاق واسع في 29 تشرين الاول 2028 بمزاعم خاطئة انها تعود الى تحطم طائرة الرحلة "جي تي 610" التابعة لشركة "ليون اير" الاندونيسية في عرض السواحل الإندونيسية، تعود في الواقع الى رحلة شركة "ليون إير" جي تي 353، كانت متوجهة من بادانغ إلى جاكرتا، في 11 كانون الاول 2017، وفقاً لما توصل اليه زملاؤنا المدققون في وكالة "فرانس برس" في تقرير نشروه في 1 تشرين الثاني 2018. 

ونقلوا عن ديفيد ديتاما David Ditama، صاحب حساب marapi_singgalang@ في إنستغرام، وناشر المقطع، إنه أخذه من فيديو نشره على تويتر في 13 كانون الأول 2017 (لم يعد موجودا)، وأعاد نشره على إنستغرام للتعبير عن مشاعره عقب تحطم طائرة الرحلة جي تي 610. وقال إنه أوضح في منشوره على إنستغرام مصدر الفيديو، وأنه فوجئ بالمشاركة فيه وتحريف سياقه من دون إذنه.

لقطة لمنشور ديتاما في انستغرام

*الفيديو 2 - 

يقود البحث عنه، بتجزئته الى صور ثابتة (Invid)، وباستخدام كلمات مفاتيح، الى يوتيوب، والذي نشره بنسخة أطول (2.58 دقيقتان) في 18 حزيران 2019، بعنوان: Turkey Airbus A330 Sinking Ibrice 14 June 2019، اي غرق طائرة إيرباص A330 تركية في إيبريس، في 14 حزيران 2019.

وكتب مع المقطع: "إغراق طائرة إيرباص A330 كحاجز مرجاني اصطناعي على عمق حوالي 30 مترًا في بحر إيجه. موقع (إغراق) الطائرة هو على بُعد ميل بحري واحد تقريبًا من ميناء إيبريس (ولاية أدرنة)، والهدف جذب سياحة الغوص إلى المنطقة".

في ذلك اليوم، 14 حزيران 2019، أقيم احتفال، في مناسبة اغراق الطائرة، حضره نائب محافظ أدرنة علي أويصال،  وشخصيات أخرى، على ما ذكرت وكالة "الاناضول" التركية الرسمية. وقد وضعت الطائرة على عمق حوالي 30 مترًا (98.4 قدمًا) تحت سطح البحر. 

وقال أويصال في كلمة: "سياحة الغوص لها فئة مختلفة عن السياحة الجماعية"، مشيرًا إلى أن "السائح العادي يُحقق دخلًا يراوح من 500 الى 600 دولار أميركي، بينما يُحقق السائح الآتي للغوص دخلًا يتراوح من 2000 الى 3000 دولار أميركي. واضاف: "لهذا السبب، أعتقد أن الطائرة الغارقة والشعاب المرجانية الاصطناعية بالغة الأهمية". 

والطائرة التي حلقت للمرة الأولى عام 1995، واخرجت من الخدمة عام 2018، تم نقلها في آذار من مدينة أنطاليا السياحية على البحر الأبيض المتوسط إلى منطقة كيسان بأدرنة. 

ونشر موقع "بي بي سي"، في 15 حزيران 2019، مشاهد للطائرة خلال اغراقها ولكن من زاوية مختلفة. 

بيان توضيحي من الموريتانية للطيران

بعد انتشار الخبر الكاذب عن مقتل الحجاج الموريتانيين في تحطم الطائرة، استنكرت "الموريتانية للطيران" "الشائعات المغرضة عن سقوط طائرة تقل الحجاج الموريتانيين قبالة البحر الأحمر". وأكدت أن "جميع الحجاج الموريتانيين وصلوا بسلام وأمان إلى الأراضي المقدسة، ولم يتم تسجيل أي حادث يخص الرحلات المنظمة في هذا الإطار". 

وأصدرت الموريتانية للطيران البيان التوضيحي الآتي: "تداولت بعض صفحات التواصل الاجتماعي الأجنبية شائعات مغرضة تتحدث عن سقوط طائرة تقل حجاجًا موريتانيين قبالة البحر الأحمر، وهي أخبار لا أساس لها من الصحة. تؤكد الموريتانية للطيران أن جميع الحجاج الموريتانيين قد وصلوا بحمد الله بسلام وأمان إلى الأراضي المقدسة، ولم يتم تسجيل أي حادث يخص الرحلات المنظمة في هذا الإطار. وقد قامت الشركة بتنظيم ثلاث رحلات جوية في مرحلة الذهاب، وذلك أيام 23 ايار 2025 و24 و25 منه، في إطار خطة نقل الحجاج الموريتانيين إلى المملكة العربية السعودية. أما رحلات العودة، فمقررة بإذن الله تعالى أيام 12 حزيران 2025 و13و14 منه، وفقًا للجدول المعتمد بالتنسيق مع الجهات المعنية. وتدعو الموريتانية للطيران الجميع إلى تحري الدقة وعدم الانسياق وراء الأخبار الزائفة، وتحتفظ بحقها في اتخاذ الإجراءات القانونية ضد مروّجي الشائعات التي تمس أمن وسلامة المسافرين وسمعة الشركة".

بيان الموريتانية للطيران (فايسبوك- 27 ايار 2025)