ريمون مرهج

قال لها: أنت الطاقة التي تجري في دمي لأكمل مسيرة عمري بأمل وفرح. أنت حلمي الذي أحيا لتحقيقه.  فقالت: أحبك ولكن في الحلم، ففي الواقع المرير لا أستطيع نطقها. 
- إذا لنبقَ في الحلم الممزوج مع الحقيقة.
صمتا وساد سكون تحدثت فيه روحهما الواحدة مع قلبيهما للحظات شعرا معاً بسعادة كبيرة، غمرها في الحلم واتكأت برأسها على كتفه واختلط الصمت مع خفقان فؤاده فرحاً. للحظات نسيا المجتمع وناسه ووطآ معاً في عالمهما. تعانقت الأعين ولفحت روحهما الواحدة الأعماق فهبت مشاعر حبهما الوجداني الكبير وغبّت من جسديهما أحاسيس الشوق والحنين. زقزقت  طيور البراءة والإخلاص وفاح شذى أزهار الحرية في أنفاسهما. عاشا للحظات كما تمنيا وحلما دوماً، فهو واقع حياتهما أيضاً. وعليه كلما ظمأت النفس للقاء تحدثا معاً وغبّت من نبع حبهما مشاعر البهجة والقوة للبقاء وأضحى نور الحياة يتوهج من الأعين، يمدان أيديهما نحو السماء ويلامسان صفاء الشمس ونارها المقدسة، ثم يعودان إلى شواطئ مجتمعهما بثبات وإيمان لا يتزحزح ولا تهده كل أوجاع الدنيا وظلم العالم أجمع. 
يدركان جيداً أن ما يربطهما غريب عن كل البشر وأقوى من كل الأعراف والتقاليد وأسمى من كل المشاعر والمعتقدات السائدة في بيئتهما حيث يقطن كل منهما. يعلمان بشكل واضح لا لبس فيه أن الصلة التي تجمعهما هي نادرة الوجود، صادقة وطاهرة، نقية مقدسة تباركها ملائكة السماء ويرضى عنها رب الأكوان ويحميها. رابطهما هو جزء لا يتجزأ من إبداع الخالق وجمال ما صنعت يداه، فهو صديق الطبيعة الرائعة الهادئة، رفيق للطيور وخليل للأزهار والورود، خليل للرياح وسمير للبحار، عشيق لظلال الأشجار ونسائم الوديان، حليف لنور الشمس وغروبها الساحر الفاتن، زميل للمطر وغزارة عطائه.
على مر التاريخ حدثتنا الكتب عن قصص ووقائع  تشبه اتحاد روحيهما ولكنها لم تأتِ على ذكر مثيل  لهما أبداً. فحينما يختلج قلباهما معاً ينطقان بجملة واحدة: أنا هو وهو أنا.