حذّرت دراسة حديثة من جامعة فيرجينيا تيك من احتمالية وقوع زلزال مدمر في منطقة كاسكيديا خلال الخمسين عامًا المقبلة، بقوة قد تتجاوز 8 درجات على مقياس ريختر، وهو ما من شأنه أن يتسبب في كارثة طبيعية واسعة النطاق.

نشرت الدراسة في مجلة PNAS العلمية، سلّطت الضوء على ما يُعرف بـ"منطقة الانغماس الكاسكيدية" الممتدة من جنوب كندا إلى شمال كاليفورنيا، مشيرةً إلى أن هذه المنطقة قد تشهد زلزالًا مفاجئًا يؤدي إلى انخفاض مفاجئ في مستوى الأرض يصل إلى مترين، دون سابق إنذار.

تسونامي هائل... ومناطق حضرية تحت التهديد
بحسب الباحثين، فإن الزلزال المتوقع قد يولّد تسوناميًا هائلًا قد يتجاوز ارتفاع مياهه 300 متر، ما يهدد مدنًا كبرى مثل سياتل وبورتلاند، بالإضافة إلى عشرات البلدات الساحلية الأخرى.
هذا التسونامي – الناتج عن انهيار أرضي واسع – قد يغمر مناطق واسعة من السواحل، مخلّفًا دمارًا قد يمتد لأميال داخل اليابسة.

تأثيرات تتجاوز الأفراد إلى البنية التحتية
أشارت الدراسة إلى أن تأثيرات هذا السيناريو المحتمل لا تقتصر فقط على الأرواح البشرية، بل ستمتد لتطال البنى التحتية الحيوية مثل الطرق والجسور والمطارات والموانئ، إضافة إلى النظم البيئية على السواحل.

ويُقدّر الباحثون أن مناطق الفيضانات الساحلية ستتوسع بشكل كبير، ما قد يُعرّض عشرات الآلاف من السكان لخطر مباشر، بينهم آلاف لم يكونوا في السابق ضمن خرائط الإخلاء الرسمية.

دعوات لإعادة تقييم الخطط الطارئة
نتائج هذه الدراسة دفعت الباحثين إلى دعوة صانعي القرار والمجتمعات المحلية إلى مراجعة خرائط الطوارئ وخطط الإخلاء، وتحديثها لتأخذ في الاعتبار سيناريوهات تشمل الزلازل، التسونامي، وارتفاع مستوى سطح البحر المتوقع خلال العقود القادمة.

"حدث قد يغير كل شيء"
تقول الدكتورة تينا دورا، المشرفة على الدراسة: "الحدث قد يقع فجأة، دون أن يمنح أحدًا فرصة للاستعداد... وهو ما يجعل الخطر أكبر مما نتصور".
وتضيف أن "تأثير الزلزال وتسونامي كاسكيديا قد يكون مماثلًا – إن لم يكن أعظم – من تسونامي المحيط الهندي عام 2004 أو زلزال فوكوشيما في اليابان".
زلزال بقوة 8 درجات أو أكثر قد يقع خلال 50 عامًا بنسبة احتمال تصل إلى 15%.

الهبوط المفاجئ في الأرض قد يزيد من خطورة الفيضانات الساحلية.

مدن رئيسية مثل سياتل وبورتلاند ضمن مناطق الخطر.