نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
جمال
عبد
الناصر
يكتب
:
سمراء
النيل
الراقية
الأنيقة - تكنو بلس, اليوم الجمعة 30 مايو 2025 02:13 مساءً
الجاذبية الهادئة.. الأناقة.. الرقي.. الحضور والجمال الهادئ.. كل هذه الصفات تجتمع في سمراء النيل الفنانة الراحلة مديحة يسري ما جعلها محبوبة لدى الجمهور، خاصة في الأدوار التي تتطلب لمسة من الرقي، أما عن الصدق الفني في أدائها فقد برعت في تجسيد المشاعر الإنسانية ونوعت في أدوارها ومرت بالمراحل العمرية في السينما براشقة وقدمت كل الأدوار.
رحلت عن عالمنا الفنانة القديرة مديحة يسري، في الثلاثين من مايو عام 2018، بعد أن تركت خلفها إرثًا فنيًا وإنسانيًا عظيمًا، وذكريات قرابة قرن من الحياة والعطاء، فقد رحلت عن عمر يناهز 99 عامًا، أوسدلت "سمراء النيل" الستار على مسيرة فنية انطلقت في الأربعينيات، لتشمل أكثر من 90 فيلمًا سينمائيًا ومسلسلات تلفزيونية، وترسخ اسمها كواحدة من أعمدة الفن المصري.

جمال عبد الناصر يكتب في ذكرى رحيل سمراء النيل
ولدت غنيمة حسين فؤاد وهو اسمها الحقيقي في القاهرة عام 1921، وبدأت مسيرتها الفنية بالصدفة عندما التقطها المخرج محمد كريم وهي في عمر الزهور لتقدم دورًا صغيرًا في فيلم "ممنوع الحب" عام 1940، أمام موسيقار الأجيال محمد عبد الوهاب، لكن الانطلاقة الحقيقية جاءت بعد أن اختارها يوسف وهبي لتشارك في فيلم "ابن الحداد" عام 1944، ليطلق عليها اسم "مديحة يسري"، ومنذ ذلك الحين، توالت عليها الأدوار، وسرعان ما أثبتت نفسها كممثلة موهوبة، تتميز بجمالها الهادئ وحضورها الأنيق.

الأيقونة مديحة يسري مع النجمة الإيطالية ليا دي ليو والفنانة اليونانية إيرين باباس، أثناء المشاركة في مهرجان كان 1952م
خلال الأربعينيات والخمسينيات، لمع نجم مديحة يسري، وقدمت مجموعة من الأفلام التي أصبحت علامات في تاريخ السينما المصرية، منها: الأفوكاتو مديحة" (1950): الذي قامت بإنتاجه وبطولته، ليؤكد قدرتها على خوض غمار الإنتاج إلى جانب التمثيل، والخطايا" (1962): مع عبد الحليم حافظ، حيث جسدت دور الأم بتأثر كبير، وأيوب" (1983): مع عمر الشريف، أحد أدوارها المتأخرة التي أثبتت فيها استمرارية تألقها، وتنوعت أدوار مديحة يسري بشكل لافت؛ فقد قدمت أدوار الفتاة الرومانسية، المرأة القوية، الأم الحنون، الأرستقراطية، وحتى السيدة الشعبية، وهذا التنوع أظهر مرونتها الفنية وقدرتها على تقمص الشخصيات المختلفة بصدق وعمق، تميز أداء مديحة يسري على الشاشة بالرقي والصدق والعفوية، ولم تكن تعتمد على المبالغة أو الانفعال المفتعل، بل كانت تعتمد على تعبيرات الوجه الهادئة، ونظرات العين العميقة، وحركة الجسد الموزونة، وكانت تمتلك قدرة فريدة على إيصال المشاعر المعقدة ببساطة بالغة، سواء كانت فرحًا، حزنًا، غضبًا، أو يأسًا.

مديحة يسري
أما صوتها الرخيم الهادئ فقد كان أداة إضافية في يدها للتعبير، فتتغير نبرته ببراعة لتناسب الحالة النفسية للشخصية، وحتى في الأدوار الثانوية، كانت مديحة يسري تترك بصمة قوية، بفضل حضورها المهيب وقدرتها على استغلال كل تفاصيل المشهد، ولم تقتصر مسيرة مديحة يسري على الشأن الفني فقط، بل امتدت لتشمل دورًا اجتماعيًا ووطنيًا بارزًا، مما جعلها "سيدة الشاشة" بكل ما تحمله الكلمة من معنى، لقد كانت أيقونة للالتزام والمسؤولية تجاه مجتمعها.
وتولت الفنانة مديحة يسري مسؤولية نيابية؛ فقد عينها الرئيس الأسبق حسني مبارك عضوًا في مجلس الشورى المصري عام 1998، واستمرت عضويتها حتى عام 2004. هذا التعيين لم يكن مجرد تكريم، بل كان اعترافًا بدورها كقيمة فنية واجتماعية، وقدرتها على تمثيل قضايا الفن والمجتمع في مؤسسة تشريعية، خلال فترة عضويتها، وسعت للدفاع عن قضايا الفنانين والمجتمع، خاصة ما يتعلق بالمرأة والشباب، وبالإضافة إلى دورها النيابي، كانت مديحة يسري حريصة على المشاركة في العديد من الفعاليات والمبادرات الاجتماعية والخيرية، وكانت وجهًا مألوفًا في الأنشطة التي تهدف إلى خدمة المجتمع، وهذا الجانب من حياتها يؤكد أنها كانت فنانة من طراز فريد، جمعت بين الإبداع الفني والشعور العميق بالمسؤولية الوطنية.
وقامت الفنانة مديحة يسري بإنتاج عدد من الأعمال الفنية من خلال شركتها الخاصة للإنتاج، مما يضيف بعدًا آخر لمسيرتها المتنوعة، ومن أبرز الأفلام التي قامت بإنتاجه، وهي : "الحب المحرم" (1971)، "دلال المصرية" (1970)، "الحلوة عزيزة" (1969)، "السيرك" (1968)، "صغيرة على الحب" (1966)، "سكون العاصفة" (1965)، "اعترفات زوج" (1964)، "وفاء للأبد" (1962)، "قلب يحترق" (1959)، و"إني راحلة" (1955).
وهذا الجانب من مسيرتها يؤكد رؤيتها الفنية الشاملة، ورغبتها في المساهمة في صناعة السينما ليس فقط كممثلة، بل كشريك في عملية الإنتاج، وتقديم أعمال تؤمن بقيمتها الفنية والاجتماعية، وفي ذكرى رحيلها، تبقى مديحة يسري قامة فنية شامخة، ونموذجًا للفنانة التي تجاوزت حدود الشاشة لتمارس دورها في المجتمع بمسؤولية وشرف، وهي سمراء النيل بجمالها الهادئ، وأدائها الصادق، ومسيرتها الحافلة بالبصمات الخالدة، التي لن تمحوها السنين. عاشت قرنًا، وتركت إرثًا فنيًا وإنسانيًا سيبقى مصدر إلهام للأجيال المقبلة.
وأنا شخصيًا كان لي شرف مقابلتها ولقائها والحديث بيننا كان ممتدًا حتي وفاتها، وقد بدا التعارف في حفل تكريمها كأم مثالية في عيد الأم بالمركز الثقافي الروسي والحمد لله نلت شرف التصوير معها، فهي قيمة فنية وقامة ثقافية وشخصية نسائية رائدة في مجالها.
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة اليوم السابع ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من اليوم السابع ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.
قدمنا لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى هذا المقال : جمال عبد الناصر يكتب : سمراء النيل الراقية الأنيقة - تكنو بلس, اليوم الجمعة 30 مايو 2025 02:13 مساءً
0 تعليق