كتب – محمود طلبة

كشفت الوكالة الدولية للطاقة الذرية في تقرير سري أرسل إلى الدول الأعضاء واطلعت عليه وكالة رويترز، أن إيران كانت تدير سابقا أنشطة نووية سرية باستخدام مواد لم تصرح بها للوكالة في ثلاثة مواقع كانت قيد التحقيق لفترة طويلة.

وأوضح التقرير الذي طلبه مجلس محافظي الوكالة في نوفمبر الماضي، أن هذه المواقع الثلاثة بالإضافة إلى مواقع أخرى محتملة مرتبطة بها، كانت جزءًا من برنامج نووي غير معلن منظم، نفذته إيران حتى أوائل العقد الأول من الألفية الجديدة حيث استخدمت فيها مواد نووية غير معلنة.

وأشار التقرير إلى أن مخزون إيران من اليورانيوم المخصب ارتفع بمقدار 953.2 كيلوجرام منذ آخر تقرير ربع سنوي، ليصل إلى نحو 9247.6 كيلوجرام.

مخزون إيران من اليورانيوم

وزاد مخزونها من اليورانيوم المخصب بنسبة نقاء تصل إلى 60%، على شكل سداسي فلوريد اليورانيوم، بكمية 133.8 كيلوجرام، ليصل الإجمالي إلى 408.6 كيلوجرام.

وحسب تعريف الوكالة فإن نحو 42 كيلوجرامًا من اليورانيوم المخصب بنسبة 60% يمكن أن تكفي نظريًا لتصنيع قنبلة نووية، كما أن 125 كيلوجرامًا من اليورانيوم المخصب بنسبة 20% يمكن أن تخصب أكثر لتصل لنفس الغرض.

وفي تقرير ثاني أكدت الوكالة أن المواقع الثلاثة لافيسان شيان وورامين ومريوان كانت ضمن برنامج نووي سري منظم، وأن إيران احتفظت في موقع توركوز آباد بمواد نووية مجهولة ومعدات ملوثة مرتبطة بهذا البرنامج في الفترة من 2009 إلى 2018 قبل أن تزال هذه المواد لاحقًا.

وأوضح التقرير أن الوكالة لم تعثر على أدلة موثوقة تشير إلى وجود برنامج نووي نشط وغير معلن من هذا النوع في إيران حاليًا.

إيران والأنشطة النووية

وخلصت الوكالة إلى أن إيران لم تعلن عن وجود مواد وأنشطة نووية في المواقع الثلاثة المذكورة، رغم تصريحات لمسؤولين إيرانيين سابقين تشير إلى امتلاك البلاد قدرات تصنيع أسلحة نووية ما يثير القلق الدولي.

ودعا المدير العام للوكالة رافائيل غروسي، إيران إلى التعاون الكامل والشفاف مع الوكالة لضمان التحقق من طبيعة برنامجها النووي.

واعتبرت إسرائيل أن التقرير يؤكد استمرار إيران في تطوير برنامج نووي عسكري، معتبرة أن مستوى تخصيب اليورانيوم الذي وصلت إليه طهران لا يمكن تفسيره بأهداف مدنية وأن المجتمع الدولي مطالب بالتحرك فورا لوقف طموحاتها النووية.