نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
لبنان والعراق: علاقات ترقى إلى أكثر من 8 عقود - تكنو بلس, اليوم الأحد 1 يونيو 2025 10:58 صباحاً
تتميز العلاقات اللبنانية - العراقية بالاستقرار والهدوء، ولا سيما في العقود الثلاثة الأخيرة، وخلال تلك الفترة لم تعرف أي توتر، بل على العكس، ارتفع منسوب التنسيق بين البلدين من خلال لجان مشتركة، فيما كانت بغداد من العواصم القليلة جداً التي مدّت بيروت بالفيول لمنع العتمة الشامل
لم تعرف العلاقات العربية - العربية استقراراً في الفترة التي تلت الحرب العالمية الثانية (على الرغم من قلة عدد الدول العربية حينها)، وتقلبت تلك العلاقات مع اشتداد الاستقطاب لطرفي الحرب الباردة، أي الاتحاد السوفياتي السابق والولايات المتحدة الأميركية. أما بعد انتهاء الحرب الباردة، فإن لبنان الرسمي لم يصطف في محاور عربية أو إقليمية بعد اتفاق الطائف.
وشهدت علاقات لبنان بالعراق تقلبات في فترة الخمسينيات، وشابها عدم وضوح خلال حكم حزب البعث، وكان افتراق عام 1990 بعد الغزو العراقي للكويت ووقوف لبنان إلى جانب الكويت سياسياً وعسكرياً، وإن يكن من خلال مشاركة رمزية جداً في عملية التحرير.
لكن العلاقات الثنائية عادت إلى الاستقرار بعد الغزو الأميركي للعراق وفتح أبواب التعاون في مجالات عدة، وكان الرئيس الشهيد رفيق الحريري من الذين عملوا على تطوير تلك العلاقات وخصوصاً خلال تولي أياد علاوي رئاسة الحكومة العراقية.
وزار أكثر من رئيس لبناني العراق، منهم الرئيسان ميشال سليمان وميشال عون، فيما كانت زيارات لرؤساء حكومة بينهم فؤاد السنيورة عام 2008، ونجيب ميقاتي (2021)، وسعد الحريري (2008)، ولم يكن حينها رئيساً للحكومة.
وكانت زيارة لافتة لرئيس مجلس النواب نبيه بري للعراق عام 2019.
وما يمتّن علاقات لبنان بالعراق هو المرجعية الشيعية وعلى رأسها المرجع السيد علي السيستاني.
خلال العدوان الإسرائيلي الأخير على لبنان، قصد عشرات آلاف اللبنانيين بلاد الرافدين بعد إبداء الحكومة العراقية ترحيبها بالنازحين اللبنانيين، وتقديمها كل التسهيلات لوصولهم إلى أراضيها، وقد وفرت لهم كل متطلبات الإقامة إلى حين انتهاء العدوان. وفي موازاة ذلك، كانت بغداد ترسل المساعدات الطبية والغذائية إلى بيروت ضمن توجه واضح للوقوف إلى جانب لبنان خلال ذلك العدوان.
وفي القمة العربية الأخيرة في بغداد أعلن العراق تقديم مساعدة بـ20 مليون دولار للمساهمة في إعادة إعمار لبنان، فيما لا يزال لبنان ينتظر مساعدات مماثلة من دول عربية وخارجية.
"بيروت تطبع، والقاهرة تكتب، وبغداد تقرأ". لم تكن تلك المعادلة وليدة الصدفة، وإنما تعبّر عن علاقات وطيدة بين 3 دول كانت من مؤسسي جامعة الدول العربية عام 1945.
الرئيس جوزف عون في العراق. (رئاسة الجمهورية)
فمنذ إقامة العلاقات الديبوماسية بين لبنان والعراق عام 1943، تعمل الدولتان على تطويرها ولا سيما في المجال الاقتصادي، لما تشكله السوق العراقية من وجهة للبضائع اللبنانية، فيما كان لبنان من أوائل الدول التي تستقبل النفط العراقي من خلال أنابيب تعبر سوريا إلى طرابلس بعد اتفاق عام 1940، لكن ذلك النشاط الاقتصادي اللافت توقف لأسباب عدة، منها الحرب اللبنانية.
والمفارقة أنه بعد نحو نصف قرن على توقف العمل بخط الأنابيب من العراق إلى لبنان، عادت موارد الطاقة العراقية إلى لبنان من خلال تقديم بغداد مليون طن من الفيول لتشغيل معامل الكهرباء بدءاً من عام 2021، ورفعت بغداد كمية الفيول إلى مليون ونصف مليون طن. فلبنان حصل على الفيول العراقي، فيما حصل العراق على رعاية صحية لمواطنين عراقيين. ولا يزال الاتفاق سارياً ويمدد سنويا.
0 تعليق