رحل والد النجمة العالمية ريهانا، رونالد فنتي، عن عمر سبعين عاماً في مدينة لوس أنجلوس، عقب معاناة قصيرة مع المرض، بحسب ما أكدته مصادر مقربة من العائلة في باربادوس، موطن النجمة.

ووقعت الوفاة في مستشفى سيدارز-سيناي، حيث كان محاطاً بأفراد أسرته في أيامه الأخيرة، بينهم ريهانا وشقيقها راجاد فنتي.

نشأة رونالد فنتي ومسيرته العائلية

وُلد رونالد فنتي في باربادوس عام 1954، وعمل لفترة كمشرف مخازن، وهو الأب لستة أبناء من عدة علاقات، أبرزهم النجمة الشهيرة روبن ريهانا فنتي، التي ولدت في فبراير 1988 من زواجه بمونيكا بريثويت.

عاش رونالد ومونيكا في برغيتون، حيث تربت ريهانا ونشأت حتى بلغت السادسة عشرة من عمرها، قبل أن ينفصلا في عام 2002، بعد سنوات من الاضطرابات والتوترات التي شهدها البيت بسبب معاناة رونالد من مشاكل إدمان المخدرات والكحول.

على الرغم من هذه الخلفيات الصعبة، ظل رونالد فنتي شخصاً مؤثراً في حياة ريهانا، إذ كان حاضراً في فصول طفولتها ومراحلها الأولى، ما أسهم في تشكيل شخصيتها ومسيرتها الفنية لاحقاً. إلا أن العلاقة بين الأب وابنته تخللتها فترات من الفتور والتباعد، خاصة مع تصاعد الصراعات العائلية ومشكلات الإدمان.

خلافات ريهانا ووالدها

لم تخلُ حياة رونالد فنتي من الجدل، حيث شهدت علاقته مع ريهانا فترات مضطربة، إذ تعرض للطرد من جولاتها الموسيقية بسبب سلوكياته تحت تأثير الكحول، الأمر الذي أثار ضجة في الإعلام.

وفي عام 2019، قامت ريهانا برفع دعوى قضائية ضد والدها، متهمة إياه باستخدام اسمها بشكل غير قانوني وتأسيس شركة "فنتي إنترتينمنت" التي ادعى من خلالها تمثيلها، الأمر الذي اعتُبر استغلالاً لمكانتها وشهرتها لتحقيق مكاسب شخصية. مع ذلك، تم إسقاط القضية عام 2021 قبل بدء المحاكمة، ما أعاد بعض التهدئة إلى العلاقة.

كانت هناك أيضاً خلافات شخصية عميقة بين الطرفين، خاصة بعد أن تحدث رونالد إلى وسائل الإعلام عن حادثة اعتداء صديق ريهانا السابق، كريس براون، عليها عام 2009، دون الحصول على موافقتها، وهو ما اعتبرته ريهانا خرقاً للخصوصية وإزعاجاً غير مبرر.

محاولة الإصلاح والمصالحة

رغم كل ما مر به الطرفان من خلافات، لم تتوقف ريهانا عن محاولة إصلاح العلاقة مع والدها. في عام 2013، ساعدته في دخول برنامج إعادة التأهيل للعلاج من الإدمان، ووصفته لاحقاً بأنه "ربما أحد أفضل الآباء في العالم" رغم كل الأخطاء والتحديات. كما عبرت في مناسبات عدة عن حبها له رغم الألم والصراعات، مؤكدة أن رابطة الأبوة تبقى قوية حتى في أصعب الظروف.

في السنوات الأخيرة، ظهرت علامات على تليين الخلافات، إذ عبّر رونالد عن فرحته بحمل ريهانا الثالث مع شريكها آيه-ساب روكي، وقال إنه كان يأمل في إنجاب حفيدة. كما شهدت الأيام الأخيرة تجمع العائلة حوله في المستشفى، مما يعكس محاولة لتجميع شتات الأسرة ومواجهة الماضي معاً.

ردود الفعل العامة بين التعاطف والنقد

أثارت وفاة رونالد فنتي تفاعلات متباينة على منصات التواصل الاجتماعي، حيث عبّر الكثيرون عن تعازيهم لريهانا وعائلتها، مشيدين بقوة النجمة في مواجهة هذه المحنة الشخصية الكبرى، خصوصاً مع انتظارها طفلها الثالث.

في الوقت نفسه، أعاد البعض إلى الأذهان الجانب المظلم من حياة رونالد، مشيرين إلى تأثير إدمانه على العائلة وذكريات الاعتداءات التي شهدتها الأسرة، ما جعل ردود الفعل تتراوح بين التعاطف والانتقاد، مع اعتراف واسع بتعقيد المشاعر التي تحيط بهذا الحدث.

رونالد فنتي، بالرغم من تعقيدات حياته، كان شخصية محورية في قصة ريهانا، التي بدأت من برغيتون في باربادوس ووصلت إلى العالمية. كان وجوده في حياتها جزءاً من واقعها الشخصي، وله تأثير على مسارها ونضوجها الفني والإنساني.