يُمكن لمرضى القلب أداء مناسك الحج بأمان ويسر، لكن يتطلب ذلك التزامًا دقيقًا بتعليمات الأطباء واتخاذ تدابير وقائية لضمان سلامتهم وتجنب أي مضاعفات صحية. الدكتور عبدالعزيز التركي، استشاري أمراض القلب بمستشفى الدرعية وعضو تجمع الرياض الصحي الثالث، يُقدم مجموعة من الإرشادات الهامة لضمان حج آمن لمرضى القلب.

قبل التوجه إلى الحج: مراجعة طبية ضرورية

يُشدد الدكتور التركي على أهمية زيارة الطبيب المختص قبل السفر لأداء فريضة الحج. تهدف هذه الزيارة إلى:

تقييم شامل للحالة الصحية: التأكد من استقرار حالة القلب وأن الحاج قادر على تحمل مشقة المناسك. الحصول على تقرير طبي: يجب على الحاج أن يحمل معه بطاقة تعريفية أو تقريرًا طبيًا مفصلاً يوضح حالته الصحية، الأمراض التي يعاني منها، والأدوية التي يتناولها. هذا التقرير يُسهل على الكوادر الطبية تقديم الرعاية اللازمة في حال الطوارئ. تجهيز الأدوية: يجب اصطحاب كمية كافية من جميع الأدوية اللازمة، مع التأكد من حفظها في ظروف مناسبة (مثل درجة حرارة معينة) للحفاظ على فعاليتها.

أثناء أداء المناسك: الحفاظ على الصحة والابتعاد عن الإجهاد

لضمان سلامة الحاج أثناء أداء الشعائر، يُوصي الدكتور التركي بما يلي:

تجنب الإجهاد البدني المفرط: يُنصح بالراحة الكافية وعدم تحميل الجسم فوق طاقته. يمكن لمرضى القلب استخدام الكراسي المتحركة أثناء الطواف والسعي لتقليل المجهود. التغذية السليمة: الالتزام بنظام غذائي صحي منخفض الدهون والأملاح، وذلك حسب توجيهات الطبيب المعالج. تجنب التوتر والانفعالات: تؤثر الضغوط النفسية سلبًا على صحة القلب، لذا يجب الحرص على الهدوء والابتعاد عن مصادر التوتر قدر الإمكان. عدم أداء المناسك بمفرده: من الضروري وجود مرافق مع مريض القلب لتقديم الدعم والمساعدة عند الحاجة، خاصة في الأماكن المزدحمة.

عند الشعور بأي أعراض: التوجه الفوري لأقرب مرفق صحي

يُحذر الدكتور التركي من ضرورة عدم تجاهل أي أعراض غير طبيعية قد تظهر على الحاج، ويوصي بالتوجه الفوري لأقرب مرفق صحي عند الشعور بأي من الأعراض التالية:

ألم في الصدر ضيق في التنفس دوخة أو غثيان تعرق شديد

الالتزام بهذه التوصيات يُعزز من سلامة مرضى القلب ويُمكّنهم من أداء فريضة الحج في أجواء مريحة وآمنة.