اضطراب الشخصية الحدية.. فهم أسباب وعلاج عدم استقرار المشاعر - تكنو بلس

النشرة (لبنان) 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
اضطراب الشخصية الحدية.. فهم أسباب وعلاج عدم استقرار المشاعر - تكنو بلس, اليوم الاثنين 2 يونيو 2025 10:08 صباحاً

اضطراب الشخصية الحدية هو واحد من أكثر الاضطرابات النفسية تعقيدا وتأثيرا على الشخص المصاب وعلاقاته الاجتماعية. يرتبط هذا الاضطراب بمشكلات في تنظيم المشاعر والتفاعل مع الآخرين، مما يجعله محل دراسة واسعة في مجال الصحة النفسية.

في هذا التقرير، نستعرض كل ما تريد معرفته عن اضطراب الشخصية الحدية بشكل عميق وشامل، مع التركيز على التعريف، الأعراض، الأنواع، وتأثيره، بالإضافة إلى إمكانية العلاج.

اضطراب الشخصية الحدية هو حالة نفسية مزمنة تؤثر على كيفية تفكير الشخص تجاه نفسه والآخرين. هذا الاضطراب يسبب مشاعر عميقة من عدم الثقة والخوف من الهجر، ويؤدي إلى تقلبات كبيرة في المزاج والسلوك.

حسب تقرير نشره المعهد الوطني للصحة النفسية، يصيب اضطراب الشخصية الحدية حوالي 1.6% من السكان البالغين في العالم، لكن النسبة قد تكون أعلى بسبب حالات غير مشخصة.

التعريف العلمي

يعرف اضطراب الشخصية الحدية في الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات العقلية، بأنه نمط مستمر من عدم الاستقرار في العلاقات الشخصية والصورة الذاتية والمشاعر، ويرافقه اندفاع ملحوظ يبدأ في مرحلة البلوغ المبكر ويظهر عبر مجموعة متنوعة من السياقات.

هل الشخصية الحدية مرض عقلي؟

الشخصية الحدية تعتبر اضطرابا عقليا، لكن البعض يظن أنها مجرد مشكلة في الشخصية أو السلوك. الحقيقة هي أن اضطراب الشخصية الحدية يعكس أنماطا مختلة في وظائف الدماغ، خاصة في المناطق المسؤولة عن تنظيم المشاعر واتخاذ القرارات.

وبما أن هذا الاضطراب يؤثر بشكل كبير على جودة حياة الشخص، فإنه يصنف كمرض عقلي يتطلب علاجا نفسيا وتدخلا متخصصا.

على الرغم من أن اضطراب الشخصية الحدية يصنف عادة كاضطراب واحد، إلا أن الباحثين والمختصين يقسمونه إلى أنواع أو أنماط فرعية لتسهيل التشخيص والعلاج. هذه الأنواع تعتمد على السمات السائدة لدى المصابين.

الشخصية الحدية العاطفية

يتميز هذا النوع بتقلبات مزاجية شديدة وصعوبة في التحكم بالمشاعر. يشعر المصابون بهذا النوع بالغضب أو الحزن فجأة دون سبب واضح، مما يؤدي إلى عواقب اجتماعية ونفسية سلبية.

الشخصية الحدية العدوانية

الأفراد الذين يعانون من هذا النوع يظهرون سلوكا عدوانيا تجاه الآخرين، سواء كان لفظيا أو جسديا. قد يتسبب ذلك في مشاكل في العمل والعلاقات الأسرية.

الشخصية الحدية الانعزالية

يتميز هذا النوع بالعزلة الاجتماعية والخوف الشديد من الرفض. هؤلاء الأفراد غالبا ما يفضلون البقاء في عزلة لتجنب مواجهة الآخرين.

هناك العديد من الصفات التي تميز الأفراد المصابين اضطراب الشخصية الحدية. فهم هذه الصفات يساعد في التعرف على الاضطراب وتقديم الدعم المناسب.

التقلبات المزاجية الحادة. الخوف الدائم من الهجر. صعوبة في بناء علاقات مستقرة. تصفية الخلافات بشكل عدواني. اندفاعية في اتخاذ القرارات.

يتساءل كثيرون: كيف أعرف إذا كنت مصاب باضطراب الشخصية الحدية؟ 

وتشمل أعراض اضطراب الشخصية الحدية مشكلات في التفاعل الاجتماعي، مثل التقلب العاطفي السريع وخوف مفرط من فقدان العلاقات. قد يكون الشخص متقلبا في نظر من حوله، حيث يتغير سلوكه ومزاجه بشكل متكرر. على سبيل المثال، قد يظهر حبا وتعلقا شديدا بشخص معين، ثم يتجاهله فجأة دون إنذار.

رغم كونها اضطرابا نفسيا، فإن الشخصية الحدية لديها بعض المميزات التي يمكن الإفادة منها إذا تم التحكم في الأعراض بشكل مناسب.

التعاطف العميق

الأفراد المصابون بهذا الاضطراب لديهم قدرة على فهم مشاعر الآخرين بشكل عميق، مما يجعلهم متعاطفين بشكل كبير في بعض الأحيان.

الإبداع والمرونة

تتمتع الشخصية الحدية بأفكار خلاقة خارج الصندوق، بسبب حساسية مشاعرهم وتفاعلهم المفرط مع العالم من حولهم.

بالرغم من وجود مميزات إيجابية، إلا أن اضطراب الشخصية الحدية يسبب العديد من نقاط الضعف التي تؤثر على الشخص وسعادته.

عدم استقرار العلاقات

يعاني الفرد المصاب باضطراب الشخصية الحدية من صعوبة في بناء علاقات مستقرة. تكون العلاقات عرضة للتوتر نتيجة تقلب المشاعر وانعدام الثقة المستمر.

الاندفاعية

يتصف المصابون باضطراب الشخصية الحدية بالسلوك الاندفاعي الذي يجعلهم يتخذون قرارات خطيرة أو غير محسوبة، مثل إنفاق المال دون تخطيط أو الانخراط في سلوكيات غير أخلاقية.

تشخيص اضطراب الشخصية الحدية ليس نهاية المطاف؛ فهناك العديد من العلاجات الفعالة التي يمكن أن تساعد الفرد المصاب. رغم أن العلاج يحتاج وقتا طويلا، إلا أن الالتزام به قد يؤدي لتحسينات كبيرة.

العلاج النفسي

العلاج النفسي يعتبر الركيزة الأساسية في التعامل مع اضطراب الشخصية الحدية. من أبرز الأنواع المستخدمة علاج الجدلي السلوكي، الذي يركز على تحسين مهارات التواصل والتنظيم العاطفي.

الأدوية

في بعض الحالات، يتم وصف أدوية مضادة للاكتئاب أو مثبتات مزاج لتحسين الأعراض. رغم أن هذه الأدوية لا تعالج الاضطراب بشكل مباشر، إلا أنها تساعد في تخفيف التقلبات العاطفية.

التمارين والأنشطة اليومية

الأنشطة مثل التأمل وممارسة الرياضة يمكن أن تساهم في تهدئة العقل وتخفيف مشاعر التوتر والقلق المستمرة.

الدعم الاجتماعي والعائلي

الدعم من العائلة والأصدقاء يلعب دورا محوريا في تقليل ضغط أعراض اضطراب الشخصية الحدية. المشاركة في أنشطة اجتماعية وتقديم الدعم العاطفي يمكن أن يجعل الفرد يشعر بالاستقرار ويحسن من نوعية علاقاته.

التصالح النفسي

تفهم ظروفك النفسية والاجتماعية يساعدك على خلق بيئة تقلل من التوتر وتعزز الشعور بالأمان الداخلي.

دور التوعية في تقليل الوصمة

التوعية حول اضطراب الشخصية الحدية تقلل من الوصمة المجتمعية وتساهم في تسهيل حصول المصابين على الدعم والعلاج. من المهم أن يفهم هذا الاضطراب بعيدا عن الأحكام والتصورات الخاطئة.

. بحسب الدراسات العالمية، يصيب اضطراب الشخصية الحدية نحو 20% من الأشخاص الذين يدخلون إلى العيادات النفسية.

. النساء أكثر عرضة للإصابة بهذا الاضطراب بالمقارنة مع الرجال، بنسبة تصل إلى 75%.

. أظهرت الأبحاث أن حوالي 70% من المصابين لديهم تاريخ لمحاولات انتحارية، مما يعكس أهمية التدخل المبكر والدعم النفسي.

. بفهم اضطراب الشخصية الحدية ومعالجة الأسباب الكامنة وتقديم المساعدة المناسبة، يمكن تحسين نوعية حياة المصابين وتعزيز قدرتهم على التكيف مع التحديات المختلفة.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق