نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
ثُقب في نافذة الإيمان…. - تكنو بلس, اليوم الاثنين 2 يونيو 2025 11:35 صباحاً
ليليان خوري
نمضي في الحياة كسنابل قمح نرتفع فيها تارةً إلى السماء، ونسقط معها طوراً إلى أسفل، نرتطم بالأرض قسراً ونُحبط بالصميم، فنكره الحياة ونغضب من الله، فنبتعد عن الناس حتى الأقربين إلينا.
لم تكن الحياة يوماً محطات جميلة وسعيدة، بل كان فيها أيضاً الحزن كما الفرح واليأس، كما الأمل والألم، كما الشفاء والمَلل كما التمتّع. ولو قدّر للمرء أن يختار قدره وعيشه طبعاً لاختار الأسهل والأجمل والفرح،
إلا أننا مع مرور الزمن والتقدّم في التجربة نتقبّل الحياة كما هي في قسوتها وسلاستها، في أفراحها وأتراحها، في مرضها وصحتها، في ضحكاتها ودموعها، في نجاحاتها وإخفاقاتها، في أحلامها ويقظتها، في انتصاراتها وانكساراتها.
ويتمدّد العقل البشري مع الوقت، ليصبح أكثر ليونةً وطواعيةً، فيتعامل مع الأحداث كأنها أشياء عابرة لن تدوم إلى الأبد كما حال كلّ مريض فُجع بمرض مفاجىء، أو متألم محزون صُدِمَ بموت حبيب أو رفيق أو أخ أو ابن.
من حسنات العمر أنه يجعل عقلك أكثر رجاحةً، فلا يعود الاستسلام معه جبناً أو فشلاً بل يصبح واقعاً وموضوعياً تتعامل معه برفقٍ، تتحايل عليه بذكاء المتقبّل غير المكسور أو المهزوم، وبقلب المؤمن الذي لا يهاب الموت أو المرض أو الحروب أو السقطات التي نسقطها مراراً وتكراراً في مسيرة حياتنا، التي لا يعرف عمرها وعداد سنواتها إلا الله عزّ وجلّ؛ لأنه وحده القادر القدير، والذي منه نستمدّ قوّتنا، وبه تستنير دروبنا، ونفتح بوساطته ومعه أبواباً أغلقناها عمداً أو قسراً بوجه أحبة أو بوجه الحياة.
الإيمان ليس مجرّد كلمة عبثية. الإيمان ممارسة وانفتاح وروح ترفض الانزواء في الظلمات وبين الجدران. الإيمان انعتاق من الوجع ومن الخوف ومن الوحدة، وهو الطريق التي تسير بك نحو الفرح الحقيقي ونحو النور الإلهي الذي لا ينطفىء أبداً.
0 تعليق